مأساة السودانيين تتواصل… ومصير مجهول للنازحين من سنار
وكالات _ السلطة
حذرت منظمات طوعية من مصير غامض يواجه آلاف النازحين الذين فروا من ولاية سنّار بوسط السودان، إلى مناطق بشرق البلاد، مشيرة إلى أنهم يواجهون “أسوأ كارثة إنسانية” منذ اندلاع القتال بين الجيش و الدعم السريع.
وتضاعفت أعداد الفارين من ولاية سنّار عقب استيلاء قوات الدعم السريع على عدد من مدن الولاية، بما في ذلك عاصمتها سنجة، في 29 يونيو الماضي، إذ اتجه معظم الفارين إلى مدينتي القضارف وكسلا بشرق السودان.
وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أفاد بأن أكثر من 55400 شخص فرّوا من مدينة سنجة، مع امتداد النزاع بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى المدينة.
والخميس، أعلنت حكومة ولاية القضارف، في بيان، عن استقبال أكثر من 120 ألف نازح من الفارين من القتال بولاية سنّار.
وبحسب ناشطين ومنظمات طوعية، فإن آلاف النازحين يعيشون بلا مأوى لليوم الخامس على التوالي، بينما اكتظت دور الإيواء في ولاية القضارف بالهاربين من جحيم الحرب.
وفي أحدث إحصائية، أعلنت منظمة شباب من أجل دارفور، المعروفة بـ”مشاد”، الأحد، عن فقدان أكثر من 500 مدني، بينهم 95 طفلا دون سن الثامنة عشر، أثناء فرارهم من سنّار.
وقال رئيس منظمة “مشاد”، أحمد عبد الله، لموقع الحرة، إن “النازحين من سنّار يعيشون ظروفا غاية في الصعوبة، وبعضهم يعيش في العراء لأيام، بسبب امتلاء دور الإيواء بالنازحين”.
وأشار عبد الله إلى أن النساء والأطفال وكبار السن واجهوا ظروفا صعبة جدا، إذ قطع كثيرون مسافات طويلة سيرا على الأقدام، هربا من القتال.
وأكد رئيس منظمة “مشاد”، وفاة 3 من كبار السن، بسبب نقص الغذاء والإجهاد، خلال رحلة الهرب، مشيرا إلى غرق 4 أشخاص، حاولوا عبور النيل الأزرق، الأحد.
وكشف عن تعرُّض سيدتين للإجهاض، خلال رحلة الفرار من ولاية سنّار، لافتا إلى أن 4 من النساء الحوامل وضعن أطفالهن بسلام في الطريق إلى القضارف.
ولفت إلى أنه لا يوجد أي تدخل حاليا من المنظمات الإقليمية والدولية لتقديم العون والإغاثة، مشيرا إلى أن بعض الأهالي نفذوا مبادرات لإعانة النازحين.
وأضاف “للأسف هذه المبادرات الشعبية والمجتمعية، مع أنها مطلوبة ومهمة، لكنها أقلّ من حجم الكارثة والمعاناة التي يواجهها النازحون”.