قاضي ومتهم و (10) شهود
*اسامه عبد الماجد*
*إذا عرف السبب*
*الخميس 2 فبراير 2023*
¤ القاضي هو معز بابكر الجزولي الذي ينظر في قضية خط هيثرو.. والذي ظل يؤجل النطق بالحكم ثلاثة مرات متتالية باسباب واهية اخرها جلسة 23 الشهر الجاري.. اما المتهم وزير المعادن الاسبق القيادي بالوطني كمال عبد اللطيف.. الذي تمت تبرئته في هذة القضية منذ ان شكلت الانقاذ لجنة تحقيق بواسطة وزير النقل في 2015 بشان خصخصة سودانير
¤ وقد مثل امام المحكمة حاليا عضو لجنة التحقيق اعلاة د.عوض الله موسي وكان مسؤولا رفيعا بوزارة المالية حينذاك.. قال عوض الله ان لجنتهم خلصت الى سلامة الأجراءات التي قام بها مجلس الادارة برئاسة كمال وانها تمت بمهنية عالية.. لنفترض ان المحكمة لم تابه لشهادة عوض الله باعتباره عضو لجنة (كيزانية).. فان شهود الاتهام التسعة تحولوا لشهود دفاع عن كمال.
¤ مثل رئيس لجنة التصرف في مرافق القطاع العام بوزارة المالية حافظ عطا المنان.. والذي كانت شهادته حاسمة مثل شهادة الرئيس السابق في محكمة (89).. منح حافظ، كمال شهادة براءة ادارية عندما قال أن نائب رئيس مجلس إدارة سودانير الكابتن علي دشتي (كويتي الجنسية)، والمدير العام للشىكة حينها الراحل الكابتن عبدالله إدريس هما من وقعا على اتفاقية التنازل المؤقت عن زمن الهبوط بمطار هيثرو المملوك لسودانير لصالح الشركة البريطانية.. المهم في افادته أن كمال لم يكن ضمن أعضاء اللجنة التي قادت التفاوض مع شركاء سودانير،(عارف والفيحاء).
¤ تم تسجيل شهادة براءة مالية لكمال بواسطة
شاهد الدفاع الأول وزير المالية الاسبق د. محمد خير الزبير .. قال إن عمليات الخصخصة من صلاحيات اللجنة العليا للخصخصة وكمال ليس عضوا فيها وسودانير لم تتسلم اموال الخصخصة فتلك مسؤولة اللجنة المشار اليها..
¤ وحاز كمال على شهادة براءة قانونية من قانونييان رفيعان.. هما شاهد الدفاع الثالث وكيل وزارة العدل الاسبق مولانا عبد الدائم زمراوي والذي اكد ان وزارته كانت مشاركة ومتابعة لكل الاجراءات التي اتبعت بشان خصخصة سودانير و صاغت الاتفاقية.. والشهادة الثانية من شاهد الدفاع المستشار القانوني للجنة الفنية للخصخصة بوزارة المالية ماجدة نورالدين.. التي اكدت ان الاتفاقية النهائية لخصخصة سودانير جاءت مطابقة للقانون.
¤ بعد كل تلك الشهادات القوية.. (اتجرجر) القاضي معز وطلب شهادة هيئة الطيران المدني البريطانية.. والتي هبت رياحها بعكس ماتشتهي سفن القحاته.. حيث مثل امام المحكمة مدير دائرة الاتفاقيات الدوليةبادارة النقل الجوي بسلطة الطيران المدني السودانية الذي اشار الى انهم خاطبوا نظيرتهم البريطانية وفقا لتكليف سابق من المحكمة وافادتهم رسميا ان خط هيثرو تعرض للأيقاف مرارا بسبب عدم قدرة سودانير على الالتزام بجدول الهبوط في الزمن المخصص لها بنسبة 80% حسب اللائحة وبسبب عدم انتظام الرحلات، وعدم امتلاك سودانير لطائرات وفق مواصفات دول الاتحاد الأوربي
¤ كانت المقاجأة الداوية عندما اكد عبد الغفور ان سودانير لم تفقد الحق كليا في استعمال هذا الخط مرة آخرى وذلك لسريان اتفاقية النقل الجوي بين السودان وبريطانيا.. وهي الاتفاقية التي تمنح الحق لسودانير ولاي شركة طيران سودانية لتنفيذ رحلات لأي من مطارات بريطانيا بما فيها مطار هيثرو.. متي ماشاءت ومتي ماتوفرت لها الطائرات الموافقة لشروط الاتحاد الاوروبي لان الذي تم كان تبادلا مؤقتا لمدة ستة شهور فقط.
¤ وتأكيدا لحديث عبد الغفور يرتب الرئيس التنفيذي لبدر للطيران المهندس احمد ابو شعيرة لتسيير رحلات الى لندن.. قريبا جدا وهو حدث ااموسم.. ومبادرة ذكية من ابوشعيرة حليف النجاح..
¤ لم تعد هناك اي مسالة يتحجج بها القاضي.. وقد طال امد الاعتقال الجائر لكمال منذ 2020.. ولم يتحول البلاغ الى المحكمه الا في مارس 2021.. وحسنا فعل القاضي عبد المنعم عبد اللطيف الذي رفض ان يلطخ تاريخه ويسئ لسمعته فتنحى بعد عام ونصف من توليه ملف القضية.. بعد ان تيقن انها قضية سياسية في مواجهة كمال.
¤ ان تاريخ 23 الجاري ليس بعيدا .. وهو تاريخ فاصل بين الحق والباطل.