حميدتي والوفد الاسرائيلي *اسامه عبد الماجد* *إذا عرف السبب*
*حميدتي والوفد الاسرائيلي*
*اسامه عبد الماجد*
*إذا عرف السبب*
*السبت 4 فبراير 2023*
¤ اذا كان محمد حمدان (حميدتي) بالفعل لا علم له بوصول الوفد الاسرائيلي برئاسة وزير الخارجية الى الخرطوم.. هذا يعني امران لا ثالث لهما.. ان هناك حالة من تضخيم للرجل من انصاره والمستشارين من حوله بصورة فوق المعدل.. وتصويره ان المشهد تحت (ميكروسكوب) خاصته مجرد اوهام لا اكثر.. خاصة وانه يشاع على نطاق واسع جدا انه يمتلك شبكة تنصت عالية التقنية.. لا ادري ان كانت تغطي محادثات ورسائل الشخصيات الرفيعة من عسكريين وامنيين أم لا.
¤ الامر الثاني يمكن قراءة الامر ان المؤسسة العسكرية التي تتعامل مع تل ابيب عمدت على تغييبه من هذا الملف الحساس.. ولو افترضنا صحة ذلك فهذا يفسر ان الرجل لا علاقة له بملف العلاقات الخارجية.. على الاقل البعيدة عن محيط دول الجوار.. خاصة وان المعطيات.، تشير الي (دغمسة) من جانبه في التعاطي مع ملفي افريقيا الوسطى وتشاد.
¤ فيما يلي بانغي ارتكب حميدتي كارثة.. لا ادرى كيف عالجها رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ومدير المخابرات احمد مفضل.. عندما اتهم السودان بالسعي لتغيير نظام الحكم في افريقيا الوسطى.. ولعمري هذة حالة نادرة الحدوث ان يورط مسؤول بلاده في هكذا مأزق.. سهل جدا ان يجعل بانغي تقدم على مقاضاة الخرطوم في المحاكم الدولية.
¤ في هذة الحالة لن يكون بمقدور حميدتي تدارك الامر.. وسيجد نفسه مرغما على المثول امام المحاكم الدولية.. وهذة بكل تاكيد ليست محكمة قتل المتظاهرين التي (زاغ) منها.
¤ اما بشان تشاد، يبدو ان علاقته بها اصبحت فاترة – ان لم تكن متدهورة – لجهة ان انجمينا لم تقدم له الدعوة للمشاركة في حفل تنصيب زعيمها محمد ديبي وقد شارك عضو السيادي د. الهادي ادريس ممثلا للسودان.. اما زيارته الاخيرة لتشاد فان المحصلة منها تامين البرهان وديبي على حراسة الحدود بواسطة جيشي البلدين، كما هو متعارف عليه دوليا وكما كان معمول به ابان حقبة الانقاذ.. وهذا يعني ابعاد قوات الدعم السريع
¤ حسنا.. الراجح ان حميدتي على علم بوصول الوفد الاسرائيلي.. على اقل تقدير عند وصوله – ان لم يكن قبل ذلك – لجهة انه يتخذ من حي المطار مقرا له.. وقواته الكثيرة العدد والعتاد القائمه على حراسته.. على مشارف المطار بالتالي المسرح مكشوف امامها.. ومن يتبرعون بالمعلومات مجانا او بمقابل – كثر – . كما ان له مكتب في القيادة العامة
¤ لكن الاهم في الموضوع ان خطوة حميدتي باعلانه عدم علمه بوصول الاسرائيليين القصد منها المناورة السياسية.. احراج المؤسسة العسكرية وتحديدا قائدها عبد الفتاح البرهان بانه لا يستكمل حلقات التشاور مع من حوله.. وينفرد بالقرار.. كما انها مغازله من دقلو لقحت ورسالة في بريد للتيارات الاسلامية بانه لا علاقة مباشرة له بالملف الاسرائيلي.
¤ حال كان راي حميدتي التبرؤ من مايحدث فان اخبار في وقت سابق تحدثت عن زيارة في وقت سابق قام بها شقيقه عبد الرحيم دقلو نائب قائد الدعم السريع الى اسرائيل.. ولم يصدر بشأنها اي نفي من دقلو اخوان.
¤ لنتجاوز شكل وتوصيف علاقة آل دقلو بإسرائيل.. يلاحظ ان حميدتي في تعليقه على الوفد الاسرائيلي عمد على تثبيت انه خارج الصورة.. وحاول التخفي وراء نفي انه لم يلتق بالوفد الزائر.. ليكون الامر الثاني مثار حديثنا هنا.
¤ مع العلم ان الوفد الاسرائيلي لو التقى حميدتي.. لكانت الآلة الاعلامية التابعة له اغرقت منصات التواصل الاجتماعي بالخبر.. وليس خاف على احد سباق الاخبار بينه والاخرين.. وهو في حقيقة الامر تنافس خفي حول السلطة في المقام الاول.
..ان كثير من تحركات حميدتي فبها قدر كبير من المزاحمة للبرهان .. وبات واضحا ان (ريسين) يقودوا المركب.. واجمالا لذلك لن تسير الامور بهكذا طريقة.
¤ ومهما يكن من امر حتى وان كان البرهان وحميدتي يتبادلان الادوار .. فان السياسة تقتضي ان لا يلعبا بالنار .. وهذة القاعدة ينبغي على حميدتي ان بحفظها عن ظهر قلب.