كباشي.. (ضهر مليان)* *اسامه عبدالماجد* *إذا عرف السبب*

كباشي.. (ضهر مليان)* *اسامه عبدالماجد* *إذا عرف السبب*
الإعلانات

 

  1. *كباشي.. (ضهر مليان)*
    *اسامه عبدالماجد*
    *إذا عرف السبب*يث
    *الثلاثاء 7 فبراير 2023*

¤ بكل المقاييس زيارة عضو مجلس السيادة الفريق اول شمس الدين كباشي الى جنوب كردفان التي بدأت امس الاول الاحد – ولا تزال متواصلة – .. زيارة استثنائية.. وفي توقيت أكثر اهمية.. ولا تمثل شمس الدين في شخصه لانه وسط أهله.. ويمثل الجبل رقم المائة في ولاية التلال.. شموخا وعزه بل يمثل القوات المسلحة.
¤ كباشي وامثاله اوتادا للجيش مثلما هى الجبال اوتاد للارض.. صحيح ان كباشي استقبل استقبال وكأنه ميسي عندما هبط بيونس ايرس.. لانه عنوانا ورمزا للجيش ، موشحا بهيبة الحاكم، وحاملا رؤية للغد قائمة على (وحدة) الصف لا (شقة).. وعلى الوصول الى كلمة (سواء) بعيدا عن (الاقصاء).
¤ هي رحلة لبسط هيبة الدولة التي كادت ان تنعدم ليس في جنوب كردفان بل مناطق واسعة من انحاء البلاد .. وجعلت صوت (القبلية) يعلو على صوت (القومية).. لذلك كانت رسائل كباشي (حاسمه) وبكلمات (قاسية).. لم ينافق اهله كما يفعل (الساسة).. البارعين في تسويق الكلمات (الغشاشة).
¤ الذي لفت انتباهي ليس ضخامة الحشود التي ملأت استاد كادوقلي القديم.. الذي كان كباشي يلعب فيه الكرة قبل اربعين عاما.. انما لاننا جاءت من تلقاء نفسها.. لتعرف الى اين سنمضي بعيدا عن زيف القحاته ومقطوع (الطاري) الاتفاق (الاطاري).. الامر الثاني الذي لفت انتباهي ان البعض جاء محددا هدفه وبعناية.
¤ رجل كبير في السن كانت خطواته متثاقلة .. سألته (جيت لشنو يا ابوي).. رد علي ب (حفاوة) وكل (بشاشة).. (مرحب بناس الخرطوم)، وقبل ان ابادله التحايا.. فاجاني انه لم يزر العاصمة القومية منذ نحو عشرين عاما.. وتمنيت ان لا يراها هذة الايام ليرى ما لحق بها من اذي .. قال لي الشيخ (جينا عشان نقيف مع ولدنا شمش الدين).. وقبله اعتلى احدهم المنصة وقال عبارة موجزه وقوية (نقول ليك ياسعادة الفريق اول ضهرك ملان).
¤ اذن كان واحد من دوافع الحضور بان يقولوا لناس الخرطوم هاهو ولدنا (مكتوب):على صفحات (القلوب) مبرأ من (العيوب).. واقصد عيوب (الساسة) ومع ذلك كان خطاب كباشي من واقع مسؤوليته الوطنية لكل اهل السودان.. طمأنهم ان الاطاري ضيق مثل افق بعض من وقعوا عليه – وهذة من عندي – حتى لا يتم تاويل حديث كباشي كما اعتادوا.
¤ فالرجل ظل مستهدفا مثل ظهوره على المشهد.. لا لشئ سوى انه ادهشهم بقدراته (العالية).. وامكاناته (الهائلة) في الخطابة وفن ادارة التفاوض وكأنه كان يركض في الملاعب (السياسية) لا (العسكرية).. كان حصنا منيعا للقوات المسلحة.. من (العابثين) و(الناشطين).. ولا يزال يحفظ للمؤسسة العسكرية مكانتها.. وقد ظل (يردد) دون (تردد) ضرورة دمج كل حملة السلاح من الحركات حتى الدعم السريع.. لايمانه بجيش واحد هو جيش السودان.
¤ لم يجامل الجنرال اهل كادوقلي وكردفان.. قال لهم ان المجرم اصبحت لديه قبيلة.. وحذر رجال الادارة الاهلية من ايواء (المجرمين) و(المتفلتين).. لم يقدم لهم (الهدايا) و(العطايا) .. يوم امس واجههم في لقاء مكاشفة امتد لساعات.. حتى مللنا بينما كان هو صاغيا ولم (يكل) او (يمل).. تمنيت ان ينقل اللقاء على الهواء مباشرة عبر القنوات.. قال لهم (لن ينصلح الحال ما لم تقوم الادارة الاهلية بدورها الحقيقي.. وتنزع عن نفسها ثوب السياسة).
¤ في ظل هراء السياسيين.. يتحدث كباشي بلغة مفقودة يحتاجها المواطن.. حديثه مباشر لا يستخدم (المسكنات).. كلماته اقرب ل (الطلقات).. مباشرة ومحدد الوجهة.. لذلك يحظى بالتاييد منقطع النظير داخل المؤسسة العسكرية.. والتي ظل يحترم (الكاكي) الذي يرتديه.. عنوان شرفها.. بينما في الملعب المدني حجز كباشي لنفسه خانه… ربما قد يشغلها يوما ما.
¤ من اهداف زيارة كباشي لجنوب كردفان الوقوف على الاوضاع الامنية .. وقد دخل في سلسلة اجتماعات مغلقة.. لا سيما وان وزير الداخلية الفريق اول عنان حامد كان مرافقا له.. وكذلك قائد القوات البريه الفريق رشاد عبد الحميد الرجل القوي والذي كان واليا لجنوب كردفان عقب التغيير.. حيث يتمتع بشعبية كبيرة باهل كردفان.
¤ كانت ولاية التلال احوج ماتكون لزيارة كباشي الذي افتتح (مشروعات) و(منشات) ودشن (مركبات)..كان عهد الولاية بمثل هذة الاعمال ايام الانقاذ.. وقد اعتمر كباشي قبعتين بجانب (بوريه الجيش).. يتولى الاشراف على ولايات كردفان ويتراس اللجنة العليا للطوارئ الانسانية.. ولذلك تفقد معسكرات النازحين من منطقة لقاوة بغرب كردفان، بمدينة كادوقلي.. وتلك قصة اخرى تستحق ان تعود اليها.
¤ مع كل الصرامة التي تكسو ملامح الجنرال.. حتى وان اخفاها بالنظارة السوداء التي تميزه .. ومع الجديه – فوق المعدل – في حديثه .. رايناه مع اهله يشاركهم رقصتي (الكرن) و(الكمبلا) ويجيد مع البقارة رقصة (المردوم).. ويكاد يجثو على ركبتيه وهو يصافح الصغار.
¤ مهما يكن من أمر ، مع كباشي تجد نفسك تردد سرا (الحارس مالنا ودمنا)، لا (نار الضلع) !!.