نانسي عجاج… الفنان لا ينحاز لغير السلام

نانسي عجاج… الفنان لا ينحاز لغير السلام

 

رصد السلطة

 

 

صوتت الفنان في زمن الحرب بمثابة صرخة ضد القتل والقهر والمآسي وصوت النازحين والضحايا

تقيف بس

تقرير – عثمان تميم الدار
حفلت تجربة الفنانة السودانية نانسي عجاج بمواقف وأعمال تدعم قضايا شعبها وأمتها، وظلت المطربة الشهيرة بـ “السندريلا”، داعية سلام، عبر أغنياتها التي تغنت بها لإيقاف القتال، ونبذ الفتن والعنف، ومحاربة الكراهية، خصوصاً بعد الصراع الدموي القبلي الذي شهدته بعض مناطق البلاد خلال السنوات الماضية، ولكونها ملحنة ومغنية بكلماتها المؤثرة، حملت في رسالتها ومشروعها الغنائي ثنائية نبذ الحرب والدعوة إلى السلام والوئام المنشودان، لتخاطب أمنيات ملايين السودانين في حث الخطاب الجمعي للدعوة إلى وقف الحروب.
منزل نانسي عجاج في دولة هولندا، شهدت جدرانه على ولادة عائلة فنية موسيقية، فوالدها الفنان الموسيقار الراحل بدر الدين عجاج، كما حققت شقيقتها نهى نجاحات كبيرة في الوسط الفني..
“السندريلا”، المولودة في الثاني من مارس 1979 بمدينة أم درمان، تحمل الجنسيتين السودانية والهولندية، وهاجرت مع أسرتها إلى طرابلس في 1993، وبعد عامين غادرت إلى هولندا، وقد دشنت مشوارها الفني منذ العام 1999.
#لا_للحرب..
حين اندلعت معارك الحرب والسلام على مسرح الفن منذ تفجر الصراع المسلح في منتصف أبريل 2023، اختارت نانسي السلام، ونشطت في إنتاج أغنيات تحض على وقف القتال وتدعو للمحبة وقبول الآخر، في وقت عمل فيه مطربون آخرين على تغذية الصراع بموسيقى حماسية وأعمال فنية داعية للعنف، كما حرصت على الكتابة بشكل شبه منتظم على صفحتها الرسمية بموقع “فيسبوك”، داعية إلى وقف الحرب ومساندة النازحين واللاجئين والجوعي والمرضى، ودفعت ثمن مواقفها حملات انتقادات وتخوين واسعة من معسكر الحرب وداعميه في مواقع التواصل الاجتماعي والصحف..
تفاعل مع النازحين..
وعن أدوار الفنانة نانسي عجاج يقول الناقد الفني إيهاب الأمين لمنصة “تقيف بس” إن “السندريلا” قامت بأدوار كبيرة بينها التفاعل مع أوضاع التشرد والنزوح والظروف المعيشية والإنسانية وتبني مبادرات لتوفير الغذاء والدواء”.
وأضاف أن “نانسي عجاج تنظر للفن على أنه رسالة تفيد المجتمعات وتزيد الوعي عند الناس.. خصوصاً في أوقات المحن والأزمات..”
وتابع الأمين “على الرغم أن نانسي في فترة ظهورها الأول كانت تقيم في أوروبا، ولكن صوتها عبر كل هذه المسافات ليحط في مقرن النيلين منتشراً في كل المساحات”.

و(الخميس) قدمت “السندريلا”، أغنية جديدة من كلمات الشاعر قاسم أبوزيد بعنوان (عيون الشوف)، وتقول كلماتها.
عيون الشوف.. يا طفل يا مسكين في قلبي مدرستك يا ود بيوت الطين.. المنفى هندستك.
يا طفل يا مسكين بين القعاد والفر.. بين تستكين وتفتر.
ما بين نزوح وتروح.. السهرة في الصحراء تكتب على الرملا.
تابع درب نملة.. مرت جنود الخير
الخطوة سايقاك وين؟.
ضل السماء عرشك.. أرض الحصى فراشك.
الخطوة سايقاك وين؟
جوف الفضا بيتك
في عتمة المجهول.

اتساق وتناغم
وعن دور الفنانين في أوقات الحرب، تقول نانسي عجاج، إن “فكرة الموسيقى والفنون هي الاتساق والتناغم والسلام، بالتالي ينبغي أن يدعم الفنان السلام ويوصل صوت الناس المظلومين والمقهورين والمكتوين بنيران الصراع المسلح”.
وأضافت أن “صوت الفنان في زمن الحرب بمثابة صرخة ضد القتل والقهر والمآسي وصوت النازحين والضحايا”. ودعت عجاج “الفنانين السودانيين للوقوف إلى جانب شعبهم وإيصال صوت المستضعفين وضحايا النزاع وتبني قضاياهم”.
دعم ثورة ديسمبر..
حين اندلعت ثورة ديسمبر المجيدة ضد نظام البشير عام 2019، وجدت نانسي عجاج نفسها ضمن صفوفها، وكان حضورها لافتاً في اعتصام محيط القيادة العامة للجيش الذي أنهى عهد نظام الإنقاذ بعد 30 عاماً من الحكم، كما وقفت ضد الانقلاب العسكري الذي قاده عبد الفتاح البرهان عام 2021.

تابعونا على منصة #تقيف_بس لمعرفة المزيد من الأخبار والمعلومات..