البرهان والدعم السريع.. (11) ملاحظة

البرهان والدعم السريع.. (11) ملاحظة
الإعلانات

 

*اسامه عبد الماجد*

¤ اثار اشتراط القائد العام للقوات المسلحة الفريق اول عبد الفتاح البرهان دمج الدعم السريع في الجيش للاستمرار في الاتفاق الإطاري، التساؤلات .. رغم وجود نص في الاطاري اقر الدمج .. وكذلك قوات الحركات المسلحة.. فماذا هناك ؟.

¤ *أولا:* بالفعل يوجد نص صريح بتبعية الدعم السريع للجيش.. لكن جعل منه قوة تابعة للقائد الأعلى وهو رئيس مجلس السيادة المدني.. مما يفقد الجيش السيطرة على الدعم السريع الذي قد يمضي في التسليح والتدريب ويصبح قوة موازية للقوات المسلحة.

¤ *ثانيا:* اراد البرهان التاكيد على عدم قدرة اي مجموعة مسلحة، هزيمة الجيش.. كما ظل يشيع البعض في المجالس وتصوير الدعم السريع كقوة ضاربة.. لذلك وصف البرهان في خطاب منطقة الزاكياب من يفكر في هزيمة القوات المسلحة بالمخطئ.

¤ *ثالثا:* الحديث الصريح من قائد الجيش عن الدعم السريع بمثابة تحذير لبعض سياسيي (قحت) ممن يحاولون التحالف مع قائد الدعم السريع في مواجهة البرهان.. خاصة وان بعضهم – اي السياسيين – اقاموا تحالفات تجارية مع الدعم السريع .. وتحديدا بالدخول في (بزنس) مع عبد الرحيم دقلو.

¤ *رابعا:* وجه البرهان صفعة لياسر عرمان وامثاله.. ممن يعملون على تفكيك الجيش.. ويقترحون ان يكون الدعم السريع نواة للجيش الجديد.. عرمان وامثاله يسوقون لذلك الراي بحجة ان صفوف الجيش تعج بالاسلاميين.. بينما الدعم السريع صنيعة الرئيس السابق المشير البشير .. وعبد الرحيم دقلو صاحب المقولة الشهيرة (ترشيح البشير في انتخابات 2020 على رأس اي زول) في لقاء جماهيري بمحلية الفردوس بشرق دارفور..

¤ *خامسا:* منذ فترة انتشر حديث هامس عن محاولات اغتيال ستطال البرهان وقيادات بالجيش.. يعضد ذلك ظهور البرهان قبل نحو ثلاثة اشهر في قاعدة حطاب العسكرية.. وفي حالة نادرة حاملا سلاحه الشخصي ومعبأ بالرصاص وجاهز لأي طارئ- كما قال- وكان يتحدث بلغة حادة .. وامس الاول اشار الى ان هناك استهدافاً لقيادات الجيش، وقال : (لو قتل البرهان أو قادة الجيش فإن الجيش سيظل)،.
البرهان محقا فيما قال لانه سبق وكانت هناك محاولة لاغتياله ورئيس الاركان السابق هاشم عبد المطلب ساعة توقيفه بتهمة تنفيذ محاولة انقلابية وكان ذلك بمقر اقامة البرهان.. كانت الخطة ذكية وخبيثة حيث كان سيوجه الاتهام لهاشم بعد القضاء عليه.. والترويج انه دخل في مواجهة مع البرهان واقدمت جماعته على تحريره.. لكن يقظة الاستخبارات حالت دون ذلك بتامين مقر اقامة البرهان وسحب هاشم الى خارج القيادة العامة (مقر معهد الاستخبارات)

¤ *سادسا:* تشديد البرهان على دمج الدعم السريع بمثابة رسالة تطمينية الى واشنطن المنزعجة من تعاون الدعم السريع مع روسيا شركة (فاغنر).. وبضرب يضرب عصفورين بحجر واحد حيث يطمئن الخليج وتحديدا الامارات التي عاد منها قبل ايام قلائل .. بتأكيده عدم تغلغل الاسلاميين في صفوف الجيش.. وسبق ان حذر البرهان المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية من التخفي وراءالجيش . كما اعلن مرارا أن المؤسسة العسكرية لا توالي أي فئة أو حزب.

¤ *سابعا:* مؤكد ان البرهان لاحظ انحسار الدعم الخارجي الذي كان يحظى به حميدتي.. فاتخذ قرار ذكي بوقف انتشار الدعم السريع على حدود البلاد.. ومنها اتفاقه مع الرئيس التشادي ديبي الصغير باعادة القوات المشتركة الحارسة لحدود البلدين والتي قوامها جيشا البلدين.. وبذلك لن يتكسب الدعم السريع مرة اخري من ملايين الدولارات التي كان يخصصها الغرب لمكافحة الاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية عبر الحدود.

¤ *ثامنا:* غضبة البرهان تجاة الدعم السريع تحدث ارتياحا كبيرا داخل المؤسسة العسكرية لسببين .. الاول تبث الحماسة داخل الجيش بعد ان قاد اعلام هدام لسنوات حملة ضخم خلالها الدعم السريع مقابل تقزيم الجيش.. السبب الثاني ان البرهان سيحافظ على شعبيته ومكانته بين ضياطه وجنوده.. وان شئنا الدقة سيضمن عدم الانقلاب عليه وازاحته من المشهد.

¤ *تاسعا:* حديث البرهان يعيد ثقة المواطن في الجيش وقيادته.. لانه لا يري اي قوة مسلحة حامية لتراب الوطن وتصون عرضه مثل الجيش.. ولذلك تحدى البرهان اي جهة تحاول او تسعى إلى (تخويف الجيش) ، هكذا قالها..

¤ *عاشرا:* قطع البرهان الطريق امام اي جهة تعتقد انه بالامكان اعادة هيكلة المؤسسات النظامية بواسطة القوى المدنية التي تحالف معها الدعم السريع مؤخرا من خلال الاتفاق الاطاري.

¤ *أحد عشر:* مع مرور الوقت يقوي البرهان صلته بالحركات المسلحة خاصة العدل والمساواة ومناوي التي لديها ثارات قديمة مع حميدتي.. يعاون البرهان في ذلك صديقه الرئيس الجنوبي الجنرال سلفاكير ميارديت.. الذي يعمل على تقوية اتفاق جوبا الذي حاول انصار حميدتي امثال عرمان الغائه وتعديله.

¤ ومهما يكن من امر فان قائد الجيش في وضع مريح اكثر من اي وقت مضى.. بينما تبدو فرض حميدتي في التمدد تتضاءل يوما بعد يوم.. ويفقد كثير من المساحات التي شغلها باموال طائلة.. ولم يعد هناك اثرا حتى للمجموعة التي اطلقت على نفسها (كلنا حميدتي).. وكذلك لم تعد اغنية (حميدتي يانار الضلع) تطرب السامعين.