الفريق إبراهيم جابر يكشف المثير من خلال هذا الحوار… ما حدث في منتصف ابريل انقلاب كامل الأركان
رصد _ السلطة
الفريق ابراهيم جابر عضو مجلس السيادة الانتقالي السوداني ومساعد القائد العام للقوات المسلحة في حوار مع (الوعد)(1)
«ما حدث منتصف أبريل من الدعم السريع هو انقلاب كامل الأركان»
«المليشيا لم تلتزم بقواعد الحرب وانتهاكاتها قادت إلى مآسٍ إنسانية وجروحات عميقة في خاصرة الوطن»
«إذا رأت الحكومة حوجة استراتيجية لقواعد عسكرية فلا مانع من التعامل مع أي دولة تعمل على حفظ الأمن وسلامة الدولة»
«تشاد هي الدولة التي تعمل علي إيصال الدعم للمليشيا وقد تكون نادمة على هذا الأمر والسودان لن ينحني ولن ينسى»
«دعاوى المجاعة هي محاولة لإيصال الأسلحة للمليشيات تحت عباءة المساعدات والأغذية وهذا ما لن نسمح به على الإطلاق»
حاوره /وعد الحق امين/ خاص صحيفة الوعد
__________________________________________
يعمل السودان على التصدي لحروب متعددة الأوجه والجهات منها ما هو عسكري وإعلامي تديره أبواق مأجورة بمال سياسي للترويج لمجاعة في بلد يوصف بأنه سلة غذاء العالم والحبل السُري لكثير من الدول وما هي إلا عباءة- اتسع خرقها- يحاولون تحت غطائها إيصال الدعم العسكري للمليشيا المتمردة لتستكمل إنجاز حلقات المخطط التآمري العالمي ضد البلاد، اضافة لحرب اقتصادية و(دولار) يقودها أشخاص معروفون للدولة وهم تحت مجهرها وتنتظرهم خطة متكاملة للتعامل والتصدي العنيف لأفعالهم، وكلها تعقيدات وتحديات تشكلت على أرضية المشهد السوداني وللاحاطة بجوانب إدارتها والتعامل معها جلسنا إلى الفريق ابراهيم جابر ابراهيم عضو مجلس السيادة الانتقالي السوداني ومساعد القائد العام للقوات المسلحة الذي يرى أن ما تعرض له السودان هو مؤامرة كبرى تصدى لها الجيش بكل عزيمة واقتدار غير أنه يراهن على أن السودان سيظل صامداً في وجه الأعداء.. ويرى جابر أن الجيش السوداني يقاتل بعقيدة دفاعية يمارسها منذ بدء الحرب في منتصف إبرايل الماضي إلى أن تم إنهاك القوات المتمردة وم ثم بدأ بهجوم اعتراضي” وأنه سوف يحقق نصر قريباً للشعب السوداني في “هذه الحرب العبثية التي شنتها قوات الدعم السريع”..
وفيما يتعلق بعملية المفاوضات يرى الفريق جابر أنّ استمرار الحرب يعود إلى عدم إلتزام الطرف الآخر بما تم الاتفاق عليه في منبر جدة وإذا التزموا بمقرراتها ستتوقف الحرب”.. فهل بالإمكان العودة للمنابر المتعددة وهل تحولت الحرب إلى حرب بالوكالة بين جهات إقليمية وربما دولية..
وما هي رؤية الفريق إبراهيم جابر لإنهاء الحرب في السودان؟ وماذا عن مساهمة الدول العربية في الدعم الإنساني للسودان؟ وما هي القواعد التي يسير عليها الجيش السوداني في الحرب الحالية التي تعصف بالبلاد؟ هذا وغيره تتابعونه في مضابط الحوار..
*تمددت الحرب وتعمقت آثارها وخلفت أوضاعاً وظروفاً إنسانية صعبة وبالغة التعقيد ضعنا في صورة الوضع الإنساني الحالي وجهود منع تفاقم هذه الأزمة؟*
في البدء دعنا نسمي الأشياء بمسمياتها الحقيقية فما حدث في ١٥ أبريل هو انقلاب كامل الأركان.. ثم انداحت لتصبح حرب مدن، ولم تلتزم المليشيات بقواعد الحرب وضربت باتفاقيات جينيفا ١٩٤٧م عرض الحائط وهي تصرفات غير مسؤولة قادت إلى مآسٍ إنسانية وجروحات عميقة في خاصرة الوطن، والانتهاكات التي أحدثتها المليشيات بسرقة المخزن الاستراتيجي للغذاء بولاية الجزيرة مثلاً والاعتداءات هي سياسة تجويع ممنهج ضد الشعب السوداني، فضلاً عن العنف الجنسي وسلب النساء حُليها كلها خروقات ضد الإنسانية ولا يمت هذا الفعل للحرب بصلة وغيرها الكثير من الانتهاكات
*المساعدات الإنسانية ووصولها للمحتاجين والتحديات التي تعترض وصولها في ظل الوضع الأمني والمسارات الآمنة والحاجة الفعلية للبلاد والأحاديث المتداولة والتهم حول عرقلة وصولها؟*
السودان له جهة وحيدة يتعامل معها في شأن الحقوق والواجبات الإنسانية وهي المفوضية السامية للعون الإنساني، والحكومة لا تتدخل في سياسة المفوضية وفي تسليم أو تسلم، وكل الذي يلي الحكومة من تدخل في هذا الأمر هو تسهيل الإجراءات ودخول المساعدات والجمارك وغيرها، وتقوم هذه المنظمة والمنظمات الأخرى بعمل الدراسات والبحوث وتسليم المساعدات لمستحقيها
*قضية الوضع الإنساني في السوداني هل تشهد تراجعاً على مستوى الأجندة العالمية وتقل درجة الاهتمام بها؟*
حكومة السودان ما زالت تقدم وتفتح المعابر والموانئ والمطارات لدخول المساعدات الإنسانية وتأمين الطرق الداخلية والبرية ومطارات الأبيض والفاشر بالرغم من تدخلات حكومة تشاد ودعمها للمليشيا فنحو (٤٦٢) عربة دخلت عن طريق المعابر، وكل هذه المعابر كافية جداً لوصول المساعدات للمتضررين من الحرب
*ماذا عن مساهمة الدول العربية في الدعم الإنساني للبلاد؟*
هذه فرصة للتقدم بالشكر لكل الدول العربية الصديقة على رأسها المملكة العربية السعودية وقطر والكويت ومصر والأردن وعمان حتى الذين أسهموا بدعمنا معنوياً وهو دور كبير جداً وتفاهموات مقبولة جداً، فضلاً عن أن الذين تأثروا بهذه الحرب فعلياً أكثر من (١٠) مليون مواطن سوداني ومنهم (٧) ملايين نزحوا من مناطق الحرب إلى المناطق الآمنة التي يسيطر عليها الجيش.. ولم تكن هنالك معسكرات بالمعنى المفهوم للمعسكرات وهنا تظهر ثقافة وتلاحم بين الشعب السوداني، فمثلاً مدينة بورتسودان كنموذج نزح إليها ما يقارب (٣) مليون مواطن، وهنالك من يحتاجون لدعم مباشر وغير مباشر كدعم المراكز الصحية والمستشفيات وأجهزة الأوكسجين وسلة الأغذية وفعلاً قد بدأ الحديث عن زيادة الدعم والمساعدات الإنسانية والمدارس والتعليم وغيرها، بل وهنالك حديث عن (٢) بليون يورو حسب تقارير الأمم المتحدة والمانحين ولم نستلم غير ١٦٪ ونؤكد كحكومة بأن السودان الآن ليس في مرحلة جوع وبه مخزون كافي وإنتاجية عالية ووفيرة
*تأسيس قاعدة روسية على ساحل البحر الأحمر ما هي النظرة الاستراتيجية وراء هذه التحالفات؟*
هذا مشروع إذا رأت الدولة الفائدة في إنشاء قواعد عسكرية وهذا معمول به في العديد من الدول كجيبوتي وغيرها، وإذا رأينا كحكومة حوجة استراتيجية لمثل هذه القواعد العسكرية فلا مانع من التعامل مع أي دولة تعمل على حفظ الأمن وسلامة الدولة..
*اقتصاد البلاد تعرض لهزة عنيفة ودمار واسع للبنيات الصناعية والزراعية ماذا يمكن القول بشأن واقع القطاع الصناعي الحالي وحجم الخسائر وخطط تفعيل العمل الاقتصادي والاستثماري والعمل التنموي والإنتاج؟*
هذا سؤال مهم وممتاز؛ ففي المركز أو الخرطوم تحديداً تعرضت مصانع كثيرة في مختلف المجالات إلى دمار كامل وهي كانت داعمة للحكومة فضلاً عن فرص التوظيف التي كانت توفرها، وبعد الحرب أطلقنا مؤتمراً للصناعة شاركت فيه العديد من شركات الصناعة وكانت المخرجات أوراقاً مهمة في الصناعة والمستثمرين ورأس المال وتم توجيه ولاة الولايات بإقامة مناطق صناعية، وكل ولاية تخصص صناعتها بمواردها وامتيازاتها، وهنالك تسهيلات كبيرة جداً وإذا تم تغطية الحوجة الداخلية فقط فهذا نجاح كبير، وهنالك حافز لأي صادر صناعي، والنظرة العلمية هي تمركز الصناعات في مناطق الإنتاج وتوفير فرص العمالة بكل الولايات وبدايات لتحريك القطاع بشكل جِدّي