المبعوث الأميركي… جهات تعرقل جهودنا لوقف الحرب في السودان
رصد _ السلطة
اتهم المبعوث الأميركي إلى السودان، توم بيرييلو، ما قال إنها “قوى سلبية” بعرقلة جهوده لوقف الحرب في البلاد من خلال مجلس السيادة السوداني.
وأعلن رئيس المجلس وقائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، في مؤتمر صحفي هذا الأسبوع، رفضه الذهاب إلى مفاوضات في جنيف واستعداده للقتال لمدة مائة عام، معتبرًا المشاورات التي جرت الأسبوع الماضي في سويسرا “مهزلة”.
وأكد بيرييلو، في مؤتمر صحفي الخميس، استمرار محاولات التواصل لبدء محادثات بين الجيش وقوات الدعم السريع وتجاوز النقاط الصعبة، مشيرًا إلى استمرار الاتصالات مع الطرفين.
وابدى المبعوث استيائه من “القوى السلبية الأخرى التي ترغب في تمديد الحرب وتأجيجها”، مسمياً قوى النظام السابق التي قال إن الشعب السوداني يرفضها وتعمل على عرقلة استجابة مجلس السيادة لوقف الحرب.
وأضاف: “كما أن هناك مقاتلين أجانب يأتون للقتال، وتلك القوى السلبية تسعى إلى عدم استقرار المنطقة على المدى البعيد”.
وتحدث بيرللو عن تواصل دول أخرى مع الطرفين، بما في ذلك الولايات المتحدة، لإزالة الغموض والادعاءات الباطلة حول المفاوضات وتنفيذ اتفاق جدة، معربًا عن أمله في إيجاد حل سلمي في أقرب وقت ممكن.
ووصف في الوقت نفسه تصريحات قائد الجيش بشأن المشاورات التي جرت في جنيف بأنها “خاطئة”، مؤكدًا أن الوسطاء يتعاملون مع الطرفين لدفعهما إلى التعاون في تنفيذ اتفاق جدة.
وأضاف: “هناك من يحاول التهرب من مسؤوليته من خلال التصريحات، ولا يمكن لأي طرف بأي حال من الأحوال أن يربح الحرب عسكريًا. نحن نعمل مع الشركاء للالتزام بما ورد في إعلان جدة”.
وطالب المبعوث الأميركي بعض الأطراف الدولية بوقف إمداد المقاتلين بالسلاح والعمل على وقف إطلاق النار، مؤكدًا انخراط الجميع في فرض العقوبات على المتورطين في هذا الأمر.
وتشير تقارير أممية إلى تورط دول في الإقليم بتغذية طرفي النزاع بالأسلحة والذخائر، مما فاقم الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الذي اندلع منذ منتصف أبريل 2023.
وفي ذات الوقت، حذر المبعوث الأميركي من استمرار الأوضاع الحالية في السودان، بما يؤدي إلى تفكك البلاد، مشيرًا إلى أن هناك أزمة إنسانية تؤثر على 25 مليون شخص، و10 ملايين مشردين، مما يشكل تهديدًا لاستقرار المنطقة.
وكشفت تحقيقات أجرتها “سودان تربيون” هذا الأسبوع عن وفاة نحو 101 شخص جوعًا في أنحاء البلاد التي تهددها المجاعة وتشهد أكبر كارثة إنسانية في العالم.
وأقر الدبلوماسي الأميركي بالصعوبات على الأرض في إيصال المساعدات الإنسانية إلى السودان، خاصة مع استمرار القصف المدفعي من قوات الدعم السريع، بالإضافة إلى الفيضانات والسيول.
وقال: “نراقب حركة الشاحنات ومن يوقفها أو يعرقلها، ونسعى إلى وقف هذا القصف”.
وأكد أن المجتمع الدولي لم يستشعر بعد خطورة الوضع في السودان، مشيرًا إلى العمل مع الشركاء لوقف الجرائم والمجازر المروعة، وحث الطرفين المتحاربين على الالتزام بالقانون الإنساني.
في حين، كشف عن مقاربات بديلة للمحادثات قريبًا للحد من الأعمال القتالية وتحقيق تطلعات الشعب السوداني والعودة إلى الحكم المدني، لكنه أشار إلى غياب الرغبة السياسية لدى الطرفين.
وفشل الوسطاء في تحقيق اختراق في الأزمة السودانية ووقف الحرب بعد مقاطعة الجيش السوداني للمشاورات التي انعقدت في سويسرا منتصف أغسطس الحالي بمشاركة قوات الدعم السريع.
وفي السياق، قال بيرييلو إن الولايات المتحدة هي الداعم الأكبر للسودان بنحو 400 مليون دولار من المساعدات الغذائية والطبية، بالإضافة إلى منحها مليار دولار لدعم استقبال اللاجئين في الدول المجاورة ومساعدتهم ماليًا.
وأكد العمل بشكل يومي مع الطرفين والضغط عليهما لإيصال المساعدات الإنسانية إلى الداخل السوداني، والحصول على ضمانات لإيصالها من بورتسودان، مشددًا على اهتمام الرئيس بايدن والوزير بلينكن بالعمل مع الشركاء لتقليص الأعمال العدائية وإيصال المساعدات.
ولفت إلى الدور الكبير الذي تقوم به الحكومة المصرية لوعيها بجدية الأزمة في السودان، بالإضافة إلى دور الشركاء في التواصل مع قادة الجيش السوداني لإيصال المساعدات الإنسانية، مع وجود 6 أطنان جاهزة حاليًا لإدخالها إلى السودان.
حشود حول الفاشر
الى ذلك كشف توم بيريلو، يوم الخميس، عن حشود لقوات الدعم السريع حول مدينة الفاشر، تخطط لشن هجوم جديد يستهدف عاصمة شمال دارفور.
وتفرض قوات الدعم السريع حصارًا على الفاشر منذ أبريل الماضي، قبل أن تبدأ في قصف المدينة وخوض معارك شرسة مع الجيش وحلفائه من الحركات المسلحة منذ 10 مايو الماضي، مما دفع الآلاف إلى الفرار من العنف.
ويقول قادة عسكريون في القوة المشتركة المساندة للجيش السوداني إن مدينة الفاشر تعرضت منذ مايو الماضي لنحو 130 هجومًا من قوات الدعم السريع بهدف السيطرة على المدينة المكتظة بضحايا الحروب.
وقال بيريلو في تغريدة على منصة “إكس” إن “العاملين في المجال الإنساني في الخطوط الأمامية أفادوا بوجود ظروف يائسة في الفاشر، حيث تقوم قوات الدعم السريع بحشد القوات لشن هجوم آخر”.
وأوضح أن قصف القوات المسلحة السودانية المستمر على الفاشر أوقع خسائر في صفوف المدنيين.
وطالب الجيش وقوات الدعم السريع بمنع وقوع المزيد من الفظائع والدمار في المنطقة التي قال إنها منكوبة بالمجاعة.
ودعا أطراف النزاع إلى وقف الأعمال العدائية والسماح بوصول المساعدات الإنسانية والامتثال لالتزاماتهم بحماية المدنيين.
وخلف الحصار المضروب على الفاشر تأزمًا في الوضع الإنساني في ظل القيود المفروضة على القوافل التجارية والإغاثية.
وفي مطلع أغسطس الجاري، أعلن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي عن وقوع مجاعة في مخيم زمزم الذي يأوي نصف مليون نازح، لكن السلطات السودانية نفت ذلك وأرجعت نقص الغذاء في مخيمات النزوح إلى الحصار المفروض من قوات الدعم السريع على الفاشر.