الحاضنات السياسية وعلة السودان منذ ١٩٥٦م

الحاضنات السياسية وعلة السودان منذ ١٩٥٦م

#رصد _السلطة

منتصر الرشيد يكتب..الحاضنات السياسية وعلة السودان منذ ١٩٥٦م

الحاضنات السياسية

وعلة السودان منذ ١٩٥٦م
من المعلوم أن الفكر السليم المتصالح هو الذي يحقق الرخاء والرفاهية للمجتمعات المتمدنة ذات الحكم المدني ،القائم على اساس رشيد يتساوي تحت مظلته الجميع دون أي مظالم اجتماعية تورث العداوة والبغضاء .
وسر هذا الحكم يكمن في الاستدامة المعرفية المتجددة والحرة الجريئة المواكبة لاحتياجات المجتمعات الحالية و الأجيال المتعاقبة من بعدها فتتعاقب الاجيال بسلاسة ودون تدخلات جراحية ( وتلك الأيام نداولها بين الناس )
ومن الذي يرفض ذلك ؟
للأسف يرفضه قادة وزعماء ووجهاء الحاضنات السياسية ببلادي والمنتفعين منهم .
وقد ظلت هذه الحاضنات السياسية ومنذ الاستقلال تمارس الاستهبال السياسي على شعبنا وبكفاءة عالية .
وهي حاضنات فقيرة ولا ارادة مستقلة والديقراطيةموجودة فقط في شعاراتها وكل ممارساتها ضد الحريات فرؤساء الاحزاب كهنة لا يتغيرون الا بالموت وليس لديهم عجلة تستوعب طموح الشباب ليكونوا هم القادة .
واخطر ما تفتقده الاحزاب بأن ليس لديها (وعاء جامع) تصهر فيه احتياجات الشعب المتجددة وتتقبل تنوعه العرقي والاثني وتجعله يتقبل الآخر وتوفر له معينات التعايش والتسامح الذي يحقق السلام والتوازن المجتمعي .
فلماذا لا تسعي الحاضنات السياسية لتحقيق ذلك ؟ لانه ينافي استمرار كهنوتها ويزيل فراعنتها ويفرد المساحات الواسعة للشباب لهذا فحاضناتنا السياسية جميعها سوى كانت احزاب اليمين او احزاب اليسار كانت تفرخ وتنجب وماتزال تفرخ المشوهين من الساسة آحادي الفكر فاقدي بوصلة الوطن وأيضاً تمارس ذات الحاضنات السياسية التغييب الممنهج للعقول لتضمن بقائها على سدة الحكم
تارة باستقلال العاطفة وتارة باستخدام الدين وتارة باستهداف الانسان ووحدة الوطن وترابه
فخلقت بالسودان مجتمعات لا تحلم بالريادة والقيادة .
مجتمعات فقيرة الفكر والرؤى
مجتمعات ضعيفة وواهنة لها سقوفات تفكير لا تتعداها
مجتمعات محددة الطموحات
وكل شرفها اي مجتمعاتنا تتمثل في التابعية لهذه الحاضنات الفاشلة دون استثناء .
مجتمعات تعاني عمى الوطن ورمد الضمير وداء الهشاشة الفكرية التي ادت الى تأكل عظم المجتع وجعلته ينظر للحاضنة على انها وطن وللوطن على انه مملوك للحاضنة وللأسف دفع ثلاثتهم الثمنفلا الوطن نهض
ولا الحاضنة استمرت
ولا التابعين سعدوا.
وكشعب ضاق الأمرين وعانى من الجوع والفقر والعطش ومزقته الحروبات والصراعات نحتاج إلى تصحيح معرفي شامل في طريقة (حكم البلاد)
الشعب يحتاج إلى
الحكم الذي يلامس واقعه الحكم الذي يتقبل تنوعه الحكم الذي يزاوج بين اختلافاته وتعدده
الحكم الذي يعرف كيف يوحد وجدان الشعوب ويصهرها في حب والطن والواحد الموحد
الفرص فيه للجميع
والعدل الاجتماعي موجوداً في كل رقاعه ورعاية طاقات الشباب أولى أولوياته
نحتاج طريقة الحكم التي تكيف الاحزاب لمصلحة الوطن
لا الحكم الذي يكيف فيه الوطن لمصلحة الاحزاب .
الا هل بلغت اللهم فاشهد