الازمة السودانية وصلت لمستويات خطيرة.. التفاصيل
#رصد_ السلطة
دعت نائبة مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، إيزابيل كولمان، المجتمع الدولي وأفراد الجالية السودانية في الخارج إلى تكثيف جهودهم لدعم الشعب السوداني، “ليس فقط من خلال زيادة المساعدات الإنسانية، ولكن أيضًا بالضغط من أجل إنهاء هذا الصراع العنيف وبشكل نهائي.”
وشددت خلال لقاء رقمي بأفراد الجالية السودانية الأمريكية مساء الثلاثاء على أهمية استمرار الضغط لنزع السلاح ووقف الصراع ودعم السلام الدائم.
وحذرت من أن الأزمة الإنسانية في البلاد وصلت إلى مستويات خطيرة وتستدعي تكثيف الجهود الدولية لمعالجتها.
وأشارت كولمان في حديثها إلى أن المجاعة تجتاح العديد من المناطق في السودان، حيث يواجه أكثر من 25 مليون شخص جوعًا حادًا، ويقترب مليون شخص من حافة المجاعة، ليس فقط في زمزم، ولكن أيضًا في أبو شوك ومعسكرات النازحين الأخرى. وأضافت أن الصراع المستمر وعرقلة تقديم المساعدات الإنسانية من قبل القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع أسفرا عن أزمة غذائية وتشريد هي الأكبر على مستوى العالم.
النساء والأطفال
وفي حديثها عن العواقب الإنسانية، أوضحت كولمان أن النساء والأطفال يشكلون أكثر من نصف عدد النازحين داخليًا، والذين بلغ عددهم نحو ثمانية ملايين شخص. وأكدت أن الأمطار والفيضانات زادت من سوء الأوضاع الإنسانية وأسهمت في انتشار الأمراض في مقدمتها الكوليرا.
وأشارت أيضًا إلى انهيار سد أربعات في ولاية البحر الأحمر نتيجة للأمطار الغزيرة في 25 أغسطس، مما أدى إلى وفاة أكثر من 130 شخصًا وتأثر عشرات الآلاف.
وقالت إن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تبذل عددا من الجهود لتخفيف الآثار الناتجة عن كل تلك الكوارث على السودانيين خصوصاً الفئات الضعيفة:
نقوم بأنشطة عديدة للمساعدة في عمليات الإجلاء المطابخ المجتمعية وتوفير المياه النظيفة ونقدم ايضًا دعما لمعالجة الصدمات للكثير من الأطفال بجانب بناء السلام وبجانب عمليات الحماية حيث قدمنا ٣٠ مليون دولار خلال هذا العام فقط.
وشددت المسؤولة الأمريكية على ضرورة لعب المرأة السودانية دورا أكبر في مستقبل السودان:
الوكالة تقر بالدور المركزي المهم الذي تلعبه النساء في أسرهم ومجتمعاتهم وصراحة في العملية السياسية الانتقالية. فقد خرجن لقيادة مجهودات تغيير النظام الشمولي وستكون النساء في المقدمة بكل تأكيد وفي المركز عندما ينتهي هذا الصراع لبناء السودان.
أولوية أمريكية
و أشارت كولمان إلى أن الأزمة في السودان تعد من أولويات الوكالة الأمريكية وأن الولايات المتحدة تظل أكبر مانح للمساعدات الإنسانية في السودان، حيث قدمت أكثر من 1.6 مليار دولار منذ بداية السنة المالية 2023، بما في ذلك أكثر من مليار دولار من تمويل الوكالة. وأضافت أن الوكالة تدعم أكثر من 30 منظمة دولية غير حكومية وشريكة، حيث تقدم المساعدات في المناطق التي تسمح فيها الظروف بذلك:
صرفنا هذه السنة وحدها 30 مليون دولار مستهدفين النساء والاطفال والشباب المجتمع المدني في قلب ما نفعله إنها دولة كبيرة لا يمكن أن نصل الجميع ولا يمكن أن نوفر الدعم لأي منظمة لكننا نحاول أن نعمل مع مجموعات مختلفة من الفاعلين في معظم البلاد
وأشادت كولمان بالدور الذي تلعبه المنظمات المحلية في توصيل المساعدات الإنسانية، مشيرة إى أن الوكالة الأمريكية تدعم أكثر من 45 منظمة شريكة محلية في مجالات الأمن الغذائي، والصحة، وحماية الإنسان، والتغذية، والمياه والصرف الصحي.
وكشفت أن الوكالة تواصل العمل مع شركائها لتعديل عملياتهم بما يمكنهم من تقديم المساعدة الإنسانية بأمان والتكيف مع الاحتياجات الطارئة الجديدة على الأرض. ورغم تغير السياق التشغيلي، أكدت كولمان أن التزام الوكالة بتقديم المساعدات الإنسانية لشعب السودان لا يزال ثابتًا.
وبالإضافة إلى المساعدات الإنسانية، تدعم الوكالة برامج الاستقرار وبناء السلام والتنمية في السودان. وذكرت كولمان أن الوكالة تدعم المزارعين السودانيين لتعزيز مقدرتهم على الصمود ومواجهة انعدام الأمن الغذائي من خلال تزويدهم بالأدوات اللازمة لزراعة المحاصيل وحصادها وتخزينها. كما تسهم الوكالة في تحصين الماشية عبر تقديم ما يقرب من 13 مليون جرعة لقاح لتحصين أكثر من أربعة ملايين رأس من الحيوانات، ما يسهم في حماية الأصول الرئيسية لحوالي 300,000 أسرة.
وأضافت كولمان أن الوكالة تدعم الأنشطة التي تعزز الوعي بالتعامل مع الصدمات النفسية، بما في ذلك جلسات مخصصة للأطفال، بهدف مساعدة المجتمعات على التكيف مع الأحداث المخيفة التي مروا بها خلال هذه الأزمة.
دبنقا