معلومات جديدة عن موقف حكومة الإمارات في حرب السودان

معلومات جديدة عن موقف حكومة الإمارات  في حرب السودان
الإعلانات

#رصد_ السطلة

قال رئيس الوفد الحكومي السوداني للمشاورات مع الجانب الأمريكي، الوزير محمد بشير أبو نمو، إن “الحرب الآن في نهاياتها وخواتيمها، وستقف عاجلا بإنهاء أي دور لقوات الدعم السريع سواء كان عسكريا أو سياسيا”، مشيرا إلى أن “الجيش يقلب الموازين الآن ويأخذ زمام المبادرة على الأرض”.

وشدّد أبو نمو، في مقابلة خاصة مع “عربي21″، على أن “كل معسكرات (الدعم السريع) الآن تحت سيطرة الجيش، والعمل جار الآن في نظافة العاصمة الخرطوم من بقايا المليشيا المتمردة، وحالما تُنظف العاصمة بإخراج المتبقين من أفراد (الدعم السريع) من بيوت المواطنين، سيعود بقية الناس إلى بيوتهم”.

وأكد أن “الجيش السوداني خاض ما يشبه حربا كونية محدودة ضد فصائل بمئات الآلاف من أكثر من 17 دولة كلهم مرتزقة مجندون بأموال سائبة من دولة مارقة في المنطقة، وبعد تدمير طال كل مناحي الحياة، تمكن جيشنا من كسر شوكة المليشيا المرتزقة، وبدأ في تنظيف العاصمة والزحف على الولايات التي دنستها المليشيا لاستعادة السيطرة عليها”.

ولفت رئيس الوفد الحكومي السوداني للمشاورات مع الجانب الأمريكي، إلى أن “هناك نية معقودة لتكوين حكومة تكنوقراط غير حزبية في المدى الزمني المنظور، لكن لم يتم تحديد الموعد ولا المرشح لرئاستها بعد”.

وفي 24 آب/ أغسطس الماضي، أعلن قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، عن اعتزامه تشكيل “حكومة حرب مدنية” من التكنوقراط خلال الفترة المقبلة للاضطلاع بإدارة العمل التنفيذي.

وانتقد أبو نمو، تعدد المنابر والتدخلات الخارجية لمحاولة إنهاء الأزمة السودانية، قائلا: “نحن ضد تعدد المنابر، وضد التدخلات الخارجية؛ لأنها مضرة بالعملية التفاوضية”.

وتابع: “أخطر ما في هذا الصراع هو دخول بعض الدول لمساندة ودعم وإمداد المليشيا بالسلاح والمرتزقة لإطالة أمد الحرب”، مؤكدا أن “دور الإمارات كان، وما زال، دورا عدائيا مساندا للمليشيا، وبل داعما لها عتادا وتمويلا، والدور الأمريكي كوسيط كان أيضا دورا سلبيا لعدم حياديته”.

وتاليا نص المقابلة الخاصة مع “عربي21”:

كيف ترون واقع المشهد العام في السودان اليوم بعد مرور أكثر من 500 يوم على ‏اندلاع الحرب؟

المشهد العام بعد كل هذه المدة، وبعد خوض الجيش السوداني ما يشبه “حربا كونية محدودة” ضد فصائل بمئات الآلاف من أكثر من 17 دولة كلهم مرتزقة مجندون بأموال سائبة من دولة مارقة في المنطقة، وبعد تدمير طال كل مناحي الحياة، من مرافق للدولة وبنيتها التحية، والأبراج، والمراكز التجارية، وبيوت المواطنين الذين هُجِّروا منها قسرا، تمكن جيشنا العظيم من كسر شوكة المليشيا المرتزقة واستعاد الآن زمام المبادرة على الأرض، وبدأ في تنظيف العاصمة الخرطوم والزحف على الولايات التي دنستها المليشيا لاستعادة السيطرة عليها.

هذه الحرب المُدمّرة خلقت وضعا إنسانيا مزريا غير مسبوق في تاريخ السودان الحديث والقديم، والسبب في ذلك لأن المليشيا هدفها الأول هو المواطن في نفسه وعرضه وماله وممتلكاته، بغرض تهجيره وتوطين “عربان الشتات” بدلا عن المواطن السوداني، وهذا هو مشروع “الدعم السريع” المعلن.

كيف تقيم الدور الذي تلعبه القوات المسلحة السودانية في المشهد السياسي الحالي؟ وهل الجيش في موقف أفضل أم أسوأ اليوم؟

الجيش مهموم بردع العدوان وتحرير البلاد من الغزو، ونحن نؤكد اليوم أن الجيش الآن في موقف أفضل وفي أحسن حالاته منذ اندلاع الحرب.

هل تعتقدون أن هذه الحرب يمكن أن تُحسم عسكريا في مرحلة من المراحل؟

في أي صراع مسلح أصعب الأمور وأكثرها تعقيدا وتكلفة هو الحسم العسكري، وبالتالي الحسم العسكري هو خيار عسكري أخير وهو ما يُعرف بـ last military resort ، واللجوء إليه دائما للاضطرار، ونأمل ألا نلجأ إليه؛ لأن الأفضلية دائما للحوار والتفاوض للوصول إلى سلام، ونحن لا خيار لنا سوى ردع العدوان، وإفشال مشاريع التقسيم وتوطين “عربان الشتات”، والحفاظ على وحدة البلاد.

لكن لماذا فشل الجيش في حسم الصراع حتى الآن؟

يمكن أن يطرح مثل هذا السؤال على روسيا في حربها مع أوكرانيا، أليس كذلك؟، رغم أن روسيا دولة عظمى ولا مقارنة بينها وبين السودان، وحربها الآن تجاوزت السنتين والنصف ولم تُحسم عسكريا حتى الآن، والسبب لأن هنالك تحالفا غربيا بقيادة دولة عظمى أخرى تقود هذه الحرب ضد روسيا، فما بال السودان الذي تكالبت عليه مرتزقة من أكثر من سبع عشرة دولة بينما صمد جيشنا طوال أكثر من 16 شهرا دون مساعدة تُذكر من الأصدقاء، حتى استطاع أن يقلب الموازين الآن وأخذ زمام المبادرة، والحرب في خواتيمها الآن إن شاء الله.

هل الجيش السوداني لديه رغبة حقيقية في وقف القتال الدائر؟ وهل المعركة مع “الدعم السريع” صفرية أم لا؟

الجيش السوداني يرغب في إنهاء الحرب بشكل كامل، لكن “الدعم السريع” يسعى إلى وقف مؤقت لإطلاق النار حتى يلتقط الأنفاس، ويعيد تنظيم صفوفه، ويربط خطوط إمداده المتقطعة بفعل الأمطار ونشاط القوة المشتركة في دارفور، والتي استطاعت أن تقفل الكثير من خطوط الإمداد من تشاد وليبيا.

إنهاء الحرب يبدأ من التنفيذ الفوري لمقررات “اتفاق جدة”، ومن ثم التقدم في المفاوضات لحسم أي قضايا عالقة، وهذا ما يرفضه “الدعم السريع”.

متى يمكن أن تعودوا إلى العاصمة الخرطوم مرة أخرى؟

كل معسكرات “الدعم السريع” الآن تحت سيطرة الجيش، والعمل جار الآن في نظافة العاصمة من بقايا المليشيا المتمردة، وحالما تُنظف العاصمة بإخراج المتبقين من أفراد “الدعم السريع” من بيوت المواطنين، سيعود بقية الناس إلى بيوتهم إن شاء الله.

ما هو موقفكم من مطالب بعض القوى السياسية بضرورة العودة إلى “الحكم المدني” مع إبعاد الجيش و”الدعم السريع” عن السلطة؟

لا أحد يرغب غير الحكم المدني بما في ذلك الجيش نفسه، ولكن هل هذا التوقيت الآن مناسب للتحدث عن نظام الحكم أيّا كان نهجه مدنيا أو عسكريا؟، كل الشعب السوداني في الوقت الحالي مُصطف مع الجيش والقوة المشتركة والمقاومة الشعبية لدحر الغزاة المرتزقة، وعندما تتحرر البلاد من هؤلاء، سوف يجلس الناس للتحاور حول النظام الأمثل لحكم البلاد، وهو بالتأكيد سيكون نظام حكم مدني.

البعض يرى أن استمرار الحرب في السودان مرهون فقط بالطموحات السياسية للبرهان وحميدتي. ما تعقيبكم؟

للأسف مثل هذا الحديث هو تبسيط مخل لطبيعة الحرب الجارية الآن في السودان، وربما الأسوأ مثل هذا الحديث يطلقه بعض أنصار التمرد كنوع من التمويه، والتمويه الذي أقصده هو أن مليشيا “آل دقلو” الإرهابية جنّدت مئات الآلاف من المرتزقة من دول الجوار وما بعد الجوار من غرب أفريقيا لغزو السودان، وطرد سكانه الأصليين، وتوطين ما يسمونهم بـ “عربان الشتات”، وهذا الهدف مُعلن في أدبيات المليشيا بسعيهم لإقامة دولة “العطاوة”، والذي يفترض أن يكون سكانها عربا بالضرورة من غير الآخرين.

إذن البرهان يقاتل، ومن ورائه الشعب السوداني كله، لمنع إقامة مثل هذه الدولة العنصرية، وحميدتي يقاتل من أجل إقامة هذه الدولة، وعليه مَن يطرح مثل هذا السؤال عليه أن يبحث عن الإجابة الصحيحة من ثنايا هذا الشرح.

حميدتي أصدر مؤخرا قرارا بتوجيه قواته بحماية المدنيين وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين بالحرب في السودان.. إلى أي مدى ستنفذ قوات “الدعم السريع” هذا القرار؟

السؤال الأهم: أين هو حميدتي الآن؟، دعك من تلك القرارات “المنسوبة” إليه، والتي يمكن أن يكتبها أي ناشط محسوب عليه وينشرها؟، مَن يحمي المدنيين لا يمكنه أن يحاصر القرى ويجلي سكانها عنوة، ومن ثم ينهب كل ممتلكات المواطنين، بما في ذلك المؤن الغذائية، كيف تقوم قوات حميدتي بإيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين وهم الذين تسبّبوا في قتل المواطنين ونهبهم؟، وكيف تحمي قوات حميدتي المدنيين وقد نشروا أبشع صورة لهم قبل يومين لمجموعة من قواته وهم يتناوبون على جلد طفلة لا يتجاوز عمرها الثماني سنوات؛ لأنها أخفت حليها بالدفن عندما شعرت أن “الدعم السريع” قد دخلت القرية للنهب والقتل؟

هذا قرار لا وجود له في الأساس، ولا يوجد مَن يطبق مثل هذا القرار من قوات حميدتي؛ لأنها فاقدة للسيطرة والتوجيه، مثله مثل ما قيل من بعض مستشاري حميدتي من أنهم يجهزون بعض المطارات لإنزال الإغاثة.

بالطبع يقصدون إنزال دعم لوجستي عسكري لصالح “الدعم السريع”، مثل هذه الدعاوى تعتبر أحلاما لا يمكن تحقيقها، وإلا كيف تدير مليشيا متمردة مطارات بلد أجواؤها مقفولة بقرار سيادي؟

متى سيتم الإعلان عن تشكيل «حكومة حرب مدنية» من التكنوقراط، والتي تحدث عنها الفريق البرهان قبل أيام؟ ومَن الشخص الأقرب لرئاستها؟

كل ما أعلمه أن هناك نية معقودة لتكوين حكومة تكنوقراط غير حزبية في المدى الزمني المنظور، ولم يتم تحديد الموعد ولا المرشح لرئاستها بعد.

لكن ماذا لو أقدم “حميدتي” على تشكيل سلطة في مناطق سيطرته على أن تكون الخرطوم عاصمة لحكومته، كما هدّد سابقا؟

الغرض الأساسي لأي حكومة هو لتنظيم إدارة مدنية أو عسكرية لإدارة الناس في الدولة، أي أناس يرغب “الدعم السريع” في حكمهم؟ لا يوجد سوداني واحد يقبل أن يعيش تحت حكومة على رأسها مَن ينتسبون إلى الدعم السريع؛ فعندما يدخل “الدعم السريع” إلى المدن يهرب الناس منهم كجري النوق السليمة من الأجرب؟، كيف تحكم شعبا كله يجري منك من مخافة الجلد والقتل والسحل والنهب؟، كيف تدير حكومة من مدينة (الخرطوم) ولا تملك سيطرة على أجوائها أو أرضها؟، هذا هراء.

هؤلاء لا يستطيعون إعلان حكومة في قرية “الزُرق” المُحتلة، وهي بادية في أطراف وادي هور في حاكورة قبيلة الزغاوة، التي احتلوها قبل سنوات وسكنوا فيها جمعة دقلو، عم حميدتي، وأقاموا حامية عسكرية هناك، لكنه الآن هرب منها بأهله ونوقه خوفا من القوة المشتركة التي آلت على عاتقها تحرير دارفور والسودان من المليشيا بالتلاحم مع قوات الشعب المسلحة، وأخيرا: كيف يعلن “الدعم السريع” حكومة في الخرطوم وكل قيادات الصف الأول إما قُتلوا أو هربوا خارج السودان؟

على صعيد آخر، ما الأسباب التي أدت لتحويل “منبر جدة” إلى جنيف؟

أولا نحن لسنا مصرين على “منبر جدة” لموقعه الجغرافي، ولكن ما يهمنا هو تنفيذ ما تم توقيعه في هذه المدينة من اتفاق، أما عن أسباب تحويل “منبر جدة” إلى جنيف فلا علم لنا بذلك، ولم يتم استشارتنا وعندما سألنا عن الأسباب لم نجد الإجابة المقنعة.

مَن المسؤول عن فشل مفاوضات جنيف من وجهة نظركم؟

نحن لا نسميها مفاوضات؛ لأننا قلنا رأينا في مشاورات جدة مع الطرف الأمريكي بأننا لن نذهب إلى هناك؛ لأن المبعوث الوسيط الأوحد في المنبر الجديد (في إشارة للمبعوث الخاص الأمريكي للسودان توم بيرييلو) رفض مطالبنا، ولذلك قررنا ألا نذهب، وبالتالي لا يمكن تسمية ما تم وفضَّ في جنيف بمفاوضات، لأن للمفاوضات طرفين على الأقل، بينما مَن ذهب إلى هناك كان طرفا واحدا، وهو “الدعم السريع” فقط.

ولماذا ترفضون توسعة “منبر جدة”؟

في الأساس لم تتم مناقشتنا في موضوع التوسعة، ولماذا لم تتم التوسعة في جدة ذاتها إذا كانت مطلوبة؟، والسؤال الآخر: التوسعة لاستيعاب مَن من الأطراف؟، وما دورها في المفاوضات؟، وهل هناك إجماع بين الطرفين (الجيش والدعم السريع) في الأساس على ذلك؟، وفي ظل غياب أجوبة لمثل هذه التساؤلات لا يجب تحميلنا فشل توسعة “منبر جدة”.

هل يبدو التناقض واضحا بين توالي المؤتمرات الخاصة بسلام السودان واستمرار المعارك على الأرض؟

لا أرى أن هناك تناقضا؛ لأن الغرض من المفاوضات هو الاتفاق على وقف أو إنهاء الحرب، ويتأتى ذلك بعد التوقيع على اتفاق وتنفيذ بنوده، وهذا ما فشل فيه “الدعم السريع” والوسطاء لفشلهم في الضغط على “الدعم السريع” لغرض الانصياع وتنفيذ مقررات جدة.

كيف تنظرون لتعدد المنابر والتدخلات الخارجية لمحاولة إنهاء الأزمة السودانية؟ وهل أنتم مع أم ضد ذلك؟

نحن ضد تعدد المنابر، وضد التدخلات الخارجية؛ لأنها مضرة بالعملية التفاوضية.

ما أبعاد مجمل التدخلات الإقليمية والدولية اليوم في السودان؟ وكيف تأثرتم بها؟

أخطر ما في هذا الصراع هو دخول بعض الدول لمساندة ودعم وإمداد المليشيا بالسلاح والمرتزقة لإطالة أمد الحرب، أما التدخلات الدولية والإقليمية، والتي يفترض أنها تكون لصالح إيقاف الحرب أو إنهائها؛ فمعظمها كانت سلبية، بما في ذلك أدوار بعض الوسطاء لعدم حياديتها.

كيف تقيمون الدور الأمريكي والإماراتي تحديدا في السودان؟

إذا القصد من السؤال هو دورهما في الحرب، فإن دور الإمارات كان، وما زال، دورا عدائيا مساندا للمليشيا، وبل داعما لها عتادا وتمويلا، أما الدور الأمريكي كوسيط فكان أيضا دورا سلبيا لعدم حياديته.

هل هناك أي تحركات جديدة في الوقت الحالي للوساطة ومحاولة إنهاء الأزمة السودانية؟

لا نرى ولم نسمع حتى الآن.

متى تتوقع أن تنتهي الحرب في السودان؟

وفق رأي العسكريين، الحرب الآن في نهاياتها، ولكن ما يشغلني على المستوى الشخصي، هو الشأن الإنساني الحرج جدا، والذي يزيد الأوضاع سوءا كل يوم هو الاعتداءات الوحشية من المليشيا على القرى والمدن بالعدوان الممنهج على المرافق العامة والمستشفيات والأسواق، وذلك استهدافا للمدنيين.

ما الذي ستتجه له الأوضاع مستقبلا في السودان؟

بعون الله ستقف الحرب عاجلا بإنهاء أي دور للدعم السريع سواء كان عسكريا أو سياسيا، ويتجه السودانيون لإعادة بناء وطنهم بمساعدة الأصدقاء.