صديق رمضان.. يكتب… (ريفي غرب كسلا.. حقائق تحتاج لإهتمام)

صديق رمضان.. يكتب… (ريفي غرب كسلا.. حقائق تحتاج لإهتمام)

ريفي غرب كسلا.. حقائق تحتاج لإهتمام

السلطة_ صديق رمضان

إن كانت هناك دراسات تستند على معايير علمية فأنها ستؤكد أن محلية ريفي غرب كسلا من أكثر المحليات في البلاد تطوراً، وخلال ثلاث عقود فقط فإن مجتمعها شهد تغييراً كبيراً،فقد إنتقل من حياة الترحال والبداوة إلى الإستقرار والنمو المتصاعد، ولم يعد ذلك المجتمع الذي يعتمد على الثروة الحيوانية فقط، فقد طرق كافة أسباب الكسب من تجارة، تعدين، زراعة،اغتراب، استثمار وغيرها من ضروب الرزق.

وحتى على صعيد المعمار فإن مناطق ريفي غرب كسلا باتت بمثابة الواجهة الأنيقة لمدينة كسلا من واقع وجود مبانٍ فخمة وعصرية ولم يعد للخيام وجود إلا من باب الحفاظ على الموروث، وذات المجتمع شهد تنمية كبيرة على صعيد التعليم الذي كان له اسهام مقدر في هذا النمو المتسارع للرشايدة.

ورغم الشواهد التي تؤكد حدوث تطور لافت ومتسارع إلا أن ثمة ملاحظات وحقائق لابد من ايرادها على خلفية زيارتنا أمس الأحد للمحلية، ليس من باب البحث عن السلبيات ولكن للتنبيه إنطلاقاً من حرص على أن إزالة التحديات التي تواجه وصول مجتمع هذه المحلية إلى أعلى درجات التطور.

الملاحظة الأولى تتمثل في أن سوق الحفائر ورغم عمرانه الحديث إلا أنه بائس من حيث الطرق الداخلية المتردية التي لاتتسق مطلقا مع شكل المتاجر ولا حجم الحركة التجارية، ولا أعتقد أن تركيب انترلوك يستعصي على تجار السوق والمحلية التي تتحصل الإيرادات.

كما أن ذات السوق يشهد تلوث بصري واضح واضح بسبب برك مياه الأمطار وتراكم النفايات، ومن غرائب الأشياء أن محلية ريفي غرب كسلا لايوجد بها عمال نظافة ولا شركة مختصة وهو أمر غريب.

من الحقائق التي تحتاج إلى إهتمام ارتفاع تسرب الفتيات من الدراسة، ويتمظهر هذا جليا في ضعف عدد طالبات المرحلة المتوسطة الذي يبلغ 168 تلميذة فقط مقابل 6313 بالابتدائية، اما المرحلة الثانوية للبنات فلا توجد ولو مدرسة واحدة لتوقف تعليم البنات عند محطة ثامن أساس قبل تغيير السلم التعليمي، وهنا نؤكد احترامنا الكامل لثقافة المنطقة ولكن نعتقد أن تعليم البنات يساعد أي مجتمع على المزيد من التطور.

وعلى ذات صعيد التعليم فإن ثمة وجهات نظر بين الخلاوي وإدارة التعليم الأكاديمي، وهو أمر يحتاج إلى إجتماعات من قبل قيادة المجتمع والمحلية للتنسيق من أجل أن يحفظ الصغار القرآن الكريم وفي ذات الوقت يواصلوا تعليمهم الأكاديمي.

أمر أخير في التعليم أيضاً يحتاج إلى الإهتمام من قبل أهل المحلية ويتمثل في أن عدد الأساتذة يبلغ 331 معلم ومعلمة منهم خمسة فقط من أبناء ريفي غرب كسلا وهو أمر يحتاج إلى مراجعة لزيادته حتى لو من باب التطوع من المتعلمين من أبناء الرشايدة وهم كُثر.

عدم امتلاك المحلية لسيارات أمر يُحسب على حكومة الولاية التي عليها توفير المزيد من وسائل الترحيل حتى تتمكن كل إدارات المحلية من أداء مهامها، ومعلوم أن مستوى الحكم الفدرالي القاعدي يعتمد على العمل الميداني بل حتى تحصيل الإيرادات وتوسيع مظلتها لايمكن أن يحدث دون معينات الحركة.

بصفة عامة يتولي إدارة المحلية مدير تنفيذي مؤهل ومهموم بقضايا ريفي غرب كسلا وهو الضابط الإداري محمد خليفة عمر الذي رغم التحديات الماثلة فإنه يثق من تطور المحلية أكثر استنادا على مجتمعها المتفاعل بقيادة الناظر أحمد حميد بركي.