دمج (الدعامة)* *أسامه عبد الماجد* *إذا عرف السبب*
*دمج (الدعامة)*
*أسامه عبد الماجد*
*إذا عرف السبب*
*الاحد 3 ابريل 2023*
¤ لا اعتقد اننا في حاجة للاستدلال بتصريحات القحاتة بشأن رأيهم في الدعم السريع.. من امثال خالد سلك الذي كان يقول (لا تفاوض مع العسكريين الا بعد دمج الدعم السريع).. وصولا لعرمان الذي تخصص في انتقادهم منذ سنوات.. عندما كان الامين العام للحركة الشعبية دعا حينها كل السودانيين في الداخل والخارج الى حملة وطنية شاملة ضد مجرمي الحرب الذين يطلق عليهم مليشيا التدخل السريع – بحسب موقع دبنقا –
¤ واكد عرمان انها تستهدف المدنيين . واكد ان استيعاب تلك القوات المتمرسة على جرائم القتل والنهب سيؤدي الى تمزيق السودان ، ويجب عدم السكوت عليه او تغافله.. واوضح عرمان ان مليشيا الدعم السريع هم عبارة عن مجرمي حرب وجنود (أًجرة) تدفع لهم الاموال مقابل القيام بالعمليات العسكرية وتنفيذ جرائم الحرب ، وهم بطبيعتهم معادين للسكان المدنيين.
¤ قد يكون حديث عرمان الذي نقلته نصا كان ايام (سكرة المعارضة).. لكن رايه لم يتغير حتى عندما كان مستشارا سياسيا لحمدوك.. فقط تخلى عن استخدام بعض الاوصاف.. قال عرمان (إن قوات الدعم السريع ليس لها مستقبل كميليشيا مستقلة ويجب دمجها في الجيش الوطني.. في إطار الترتيبات الأمنية لاتفاقية جوبا).
واضاف – التصريحات مبذولة في الاسافير – (نحن ضد إثارة الفتنة بين الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية، لكن قوات الدعم السريع ليس لها مستقبل كقوات مستقلة لأن السودان لا يمكن أن يكون له جيشان).
¤ وأشار عرمان الى مسألة مهمة وهي أن قادة الدعم السريع يمكن أن يكون لديهم طموحات ومصالح ومخاوف. مضيفا (إذا كان لقادتها طموحات سياسية فعليهم المشاركة في الانتخابات مثل غيرهم).
¤ فما الذي جعل حميدتي يتحول من (غريب) الى (قريب) ومن (منبوذ) الى (محبوب) ؟؟.. كانت البداية بتضمين قحت لنص خبيث بتبعية (الدعامة) الى راس الدولة المدني.. بمعني قطع العلاقة مع المؤسسة العسكرية.. وهذا اقرار بوجود جيشين في البلاد.
¤ وفي ورشة الاصلاح الامني والعسكري صفق القحاتة وبحرارة لمقدم ورقة (الدعامة) وهو يوصي بثلاثة مطالب.. تطهير الجيش من عناصر النظام السابق.. تخصيص حصة لهم عند التقديم للكلية الحربية ومنحهم ملحقيات وقنصليات عسكرية.. وكل هذا تكريس لوجود جيشين.
¤ حسنا.. كل هذة التطورات الخطيرة، لا تفسير لها سوى ان البعض قد يكون يعمل على تنفيذ اجندة خارجية بتفكيك الجيش والبلاد .. باحداث الوقيعة بين المؤسسة العسكرية و(الدعامة).. وسبق لحميدتي، التحذير ان دمج قواته قد يؤدي الى تفكيك السودان.. او قررت قحت ان يكون حميدتي ذراعها العسكري توطئة للانتخابات المقبلة.. في مواجهة الاسلاميين الذي ينتظر زعيمهم على كرتي الانتخابات بفارق من الصبر.
¤ المبعوث الاممي فولكر بيرتس هو الاخر يسهم في تعقيد المشهد.. حشر انفه فيما لا يعنيه وقال في مقابلة أجرتها معه قناة (الحدث) إن (دمج قوات الدعم السريع في الجيش يحتاج إلى خمس سنوات).. وهي مسالة فنية لا علاقة له بها البتة.. وبذلك سيكون اغضب حميدتي الذي جاء في ورقته في الورشة.. ان اقل فترة للدمج عشرة سنوات.
¤ قد لا تكون قحت تدرك عواقب اعلانها المبكر ان الخميس المقبل ( 6 ابريل) موعداً للاتفاق النهائي.. ولم يتم التوصل لجداول فنية وعسكرية متعلقة بعملية اعادة ترتب (الدعامة) داخل صفوف الجيش.. وهي مسائل لا تقبل التجزئة بترحيل بعضها الى مابعد تسكي الحكومة.. انصب تركيز قحت من باب الدعاية السياسية على ذكري ثورة 6 ابريل .. وذهاب الانقاذ في 11 ابريل.
¤ لكن من واقع ورشة الاصلاح الامني والعسكري وتصفيق القحاتة على وجود جيشين.. هذا يعني عمليا ان الخميس لن يشهد توقيع الأطراف.. استنادا على رؤية القوات المسلحة ان الخطوة تحتاج ترتيبات تحدد مواقيتها بواسطة اللجان الفنية.. لا قرار فوقي من القائد العام للجيش، والذي لو وقع قد يباعد المسافات بينه وقواته.. هذا ان لم تحدث خطوته بالتوقيع شرخاً في الصف العسكري او تمرد في فرق الجيش المنتشرة بالبلاد.. مع العلم ان البرهان ظل يردد في كل محفل شرطين للمضي في العملية السياسية.. (دمج الدعم السريع وتوسيع قاعدة المشاركة).
¤ قد يقول احدهم ان الامر (كُلُّو) من المشير البشير.. لكن الجميع يعلم انه كان قادرا على كبح جماح (الدعامة).. واسألوا مدير جهاز الامن حينها الفريق اول محمد عطا الذي كان يشرف على تلك القوات التي لم تتجاوز اعدادها (6) آلاف حتى 11 ابريل 2019.. كما ان دقلو اخوان تبنيا منذ يناير 2018 اعادة ترشيح البشير قي 2020.
¤ وكان حميدتي قطع في تخريج حشد من قواته، بأن الدستور ليس قرآناً منزلاً، وقال ينبغي تعديله من أجل إعادة ترشيح البشير لدورة رئاسية جديدة.. وبعد ايام من أحاديثه.. جدد نائبه شقيقه عبد الرحيم إعلان دعمهم لترشيح البشير في انتخابات 2020، وقال (أن ترشيح البشير فوق راس أي زول) مضيفاً (الرئيس نحن عايزنو ومبتهجين بيهو).
¤ ومهما يكن من أمر يبدو ان قحت (عايزة حاجة تانية).. وترمي لشئ من تقاربها المفاجئ والمريب مع حميدتي.