صديق رمضان.. يكتب(النهضة الصناعية بكسلا..الحذر واجب)

صديق رمضان.. يكتب(النهضة الصناعية بكسلا..الحذر واجب)

#رصد_السلطة

 

النهضة الصناعية بكسلا..”الحذر واجب”… صديق رمضان

والحذر الذي نطالب به هنا يتجسّد في ضرورة إزالة كافة المعوقات أمام كل من أختار ولاية كسلا لإنشاء مصنع حتى لا يذهب إلى ولاية أخرى، وذلك لأن التنافس بعد اندلاع الحرب بالخرطوم مايزال على أشده بين الولايات المستقرة أمنياً لجذب المستثمرين، وهو تدافع وتنافس حميد ومطلوب وذلك لأنه يصب في قناة الحفاظ على الصناعة الوطنية وفي ذات الوقت الإستفادة منها في تحريك اقتصاديات الولايات.

 

وأذكر عندما كنت بصحيفة الصيحة قد أجريت تحقيقاً استقصائياً عن الصناعة زرت خلاله كل ولايات البلاد وكانت النتيجة صادمة بوجود 6 ألف مصنع بالخرطوم مقابل ألف مصنع فقط بسبع عشر ولاية نصفها كان متوقف والبعض منها يعمل بأقل من طاقته الإنتاجية القصوى.

 

وكانت كسلا من الولايات التي زرتها حتى أنني حينما ذهبت إلى اروما لرؤية مصنع الكرتون تفاجأت بأنه بات أثر من الماضي وعبارة عن أرض جرداء فقط.

 

وهنا لا نقول رب ضارة نافعة لأن شأن الخرطوم وطني ويهم كل السودان، ولكن إن جاز التعبير فإن الحرب أسهمت في أحداث توازن في التوزيع الجغرافي للخارطة الصناعية، فكان أن نشأت مصانع ضخمة بالولايات الآمنه أبرزها نهر النيل، القضارف وكسلا والبحر الأحمر والشمالية، وهو الأمر الذي تحتاجه البلاد في الوقت الراهن لاستعادة الصناعة الوطنية عافيتها ومستقبلاً لتقوية اقتصاديات الولايات.

 

مايهمني هنا النهضة الصناعية غير المسبوقة التي تشهدها ولاية كسلا التي باتت تحتضن مصانع للصناعات الثقيلة مثل الحديد والصلب وأخرى للمواد الغذائية وكذلك الأعلاف وغيرها، وهذا الواقع تستحق على أثره مفوضية الاستثمار والصناعة بقيادة الدكتور “عبدالمنعم إدريس” الإشادة للجهود الكبيرة التي بذلتها من أجل جذب الإستثمار نحو الولاية والعمل على تهيئة البيئة الملائمة له.

 

ورغم ما تحقق فإن المطلوب تكثيف الجهود لإزالة العقبات التي تعتري الصناعة في الولاية والتي كشف عنها أمس أصحاب المصانع وتتمثل في الكهرباء والمياه، وهذه القضية وغيرها يجب أن تجد الإهتمام حتى تستمر هذه المصانع لان إستمراريتها تعني جذب مصانع أخرى.

 

خلاصة الأمر فإن النهضة الصناعية الحالية في كسلا والمتوقع أن تذدهر أكثر في الفترة القادمة _ بإذن الله _ تحتاج إلى إهتمام أكثر من حكومة الولاية وعلى رأسها الوالي الصادق الأزرق وذلك بتسجيله زيارات ميدانية للمصانع وتلمُس قضاياها بحضور كل الجهات المختصة وأن يكون هذه الملف على رأس أولوياته من واقع أهمية الصناعة في حاضر ومستقبل كسلا.

 

وفقط فإن وجود عشرات المصانع بولاية كسلا وبخلاف توفير السلع الاستهلاكية للبلاد وللولاية ومستقبلا لدول الجوار فإنه يوفر فرص عمل لقطاع واسع من الشباب بكسلا بخلاف الاسهام المتوقع لقطاع الصناعة في المسؤولية المجتمعية وغيرها من فوائد تبدو كسلا في امسّ الحوجة إليها، ومفتاح ذلك توفير كافة أسباب النجاح للصناعة لتجمع بذلك كسلا بين ثلاثية موارد الزراعة، السياحة والصناعة.