تفنيد مفهوم مثلث حمدي المزعوم!!! إبراهيم مليك

تفنيد مفهوم مثلث حمدي المزعوم!!! إبراهيم مليك

تفنيد مفهوم مثلث حمدي المزعوم!!!
إبراهيم مليك
تظل بعض المصطلحات السياسية مثار جدل ومدخل لإفساد مفاهيم البسطاء من أبناء الهامش ومنها مقولة (مثلث حمدي)!!!
كثير من نشطاء الهامش وهم سبب كوارث السودان لأنهم بنوا أفكارهم ومنطلقاتهم الفكرية و السياسية علي خطاب الكراهية والعنصرية تجاه جزء من أبناء الوطن بسبب عبارات سماعية لا يعرفون حتي قائلها والظرف التي قيلت فيه !!…
وهذه خطورة الكلمة والتي حذر منها رسول الله صلي الله عليه وسلم (إن الرجل ليقول الكلمة من سخط الله لا يلقى لها بالاً فتهوى به في النار سبعين خريفاً) فهذا الحمدي قال هذه الكلمة أم لم يقلها فهاهي أصبحت مثار فتنة بين أبناء الوطن…
وغيره كثير من المسؤولين قال كلاماً أسئ فهمه فكان مصدراً للفتنة …
مقولة مثلث حمدي واحدة من الخطابات التي روّج لها نشطاء الهامش وحمدي هذا هو خبير اقتصادي نُسبت له مقولة بأنه اقترح علي قيادات المركز الاهتمام بتنمية جزء محدد من السودان في شكل مثلث ( وهو من كوستي والشمالية ونهر النيل والجزيرة) وترك بقية أجزاء الوطن هملاً بلا تنمية مع أخذ مواردها والاستفادة منها !
هذا الزعم وإن صحّ أن حمدي قاله فهو لايمت إلي الحقيقة والواقع بصلة…
أبناء الأقاليم التي تقع خارج هذا المثلث درسوا في أعرق الجامعات السودانية (الخرطوم…السودان …الجزيرة.. النيلين …الإسلامية الخ) اكتسبوا المعرفة في كل المجالات وتخصصوا في شتي العلوم والمعارف وعملوا في أعرق المؤسسات الحكومة …
وبعضهم درس خارج السودان وعمل خارج السودان بلا تمييز ولا إقصاء ….
أبناء الأقاليم خارج مثلث حمدي المزعوم يقيمون في الخرطوم في أرقي الأحياء وتبوأوا أرفع المناصب في الدولة …
شاركوا في كل الحكومات في جميع المستويات التشريعية والتنفيذية والقضائية …
أبناء السودان خارج مثلث حمدي عملوا حكّام في الولايات السودانية المختلفة ونوّاب رؤساء للرئيس ووزراء مالية …
شارك أبناء الهامش خارج مثلث حمدي المزعوم في المؤسسات العسكرية وتدرجوا وبلغوا أعلي الرتب في كل المرافق العسكرية …بعد كل هذه الحقائق يظل البعض منغلق ويشعر بأنَّ حمدي ظلمه ويريد القصاص منه !!
إن كان هناك خلل يمكن الحديث حوله هو تبوأ المراتب القيادية في المؤسسة العسكرية مثل مدير عام قوات الشرطة ومدير جهاز الأمن والمخابرات والقائد العام للقوات المسلحة حيث يري بعض المفتونين والعنصريين أنها حصرية لقبائل بعينها ويجعل منها ذريعة لإثارة النعرات القبلية …
من الحقائق التي نسلم أن القيادة السياسية في كل الحقب هي التي تعين القيادة العسكرية وهي مسألة تقديرية لا تخضع للكفاءة أحياناً إنما بتقديرات القيادة السياسية وهي قضية قابلة للعلاج وليست مستحيلة ولا محرمة لأبناء الهامش كما يتوهمون …
بل الجلوس في كبينة قيادة الدولة وتبوأ منصب رئيس الوزراء ورئيس الدولة متاح لأي سوداني مهما كانت قبيلته او منطقته …
إن عقدة بعض أبناء الهامش أنهم حصروا كل أفكارهم في الجانب السلبي ورسّخوا في دواخلهم مفهوم أنهم يحرم عليهم الوصول إلي قيادة الدولة السودانية وأن هناك فئة من الجلابة احتكروا الدولة واختطفوها وأنهم يسعون لاستعادتها عبر النضال والكفاح المسلح والعنف فأشعلوا أطراف السودان بالحركات والمليشيات وأشاعوا بين مجتمعهم الفوضى والجهل ويرمون باللوم علي المركز !!!
من الحقائق التي لا ننكرها في الدولة السودانية أن العنصرية تجذرت في نفوس الكثير من أبناء الوطن لاسيما الساسة وبعض القيادات واسقطوها علي البسطاء فسرت كالنار في الهشيم وأخذت منحنى خطيراً بعد الثورة واجتمع أصحاب الأجندة القديمة من دعاة السودان الجديد مع أصحاب الأجندة القبلية دعاة العنصرية ومحاربة دولة الجلابة رغم النقيض بين الفكريين ولكنهم يحاولون التعاون في تدمير السودان …
الأحداث التي تجري هذه الأيام بين الجيش ومليشيا الدعم السريع كشفت خلل مفاهيمي غريب !
حيث توافق دعاة السودان الجديد وهم مزيج من العلمانيين من كل بقاع السودان (عرمان…الحلو…عبدالواحد والإطاريون من الحرية والتغيير عملاء السفارات) مع دعاة الهامش وهم مجموعة من العنصريين القبليين من نشطاء الهامش هؤلاء جمعتهم أفكارهم المريضة لهدم السودان وكل منهم يحلم بسودان مختلف من الآخر!!
هكذا يتلاعب شياطين الإنس من أبناء السودان بمصطلاحات ومفاهيم توهموها وعملوا علي نهجها فأفسدوا علي الشعب السوداني حياته وأوغروا الصدور بالكراهية …
تجاوز هذه الأزمة مرهون بلفظ هذه المصطلحات المفخخة واستبدالها بالحقيقة المجردة أن هذا الوطن للجميع بلا تمييز وأننا أمة سودانية متساوية في الحقوق والواجبات يلزمنا هذا المفهوم أن نتعاون علي البر والتقوى وألا نتعاون علي الإثم والعدوان …
نحرم الظلم ونقيم العدل ويقودنا من يصلح لنا شأننا …
آن لنا أن نخرج من دائرة الأفكار المظلمة والتشائمية إلي دائرة الأمل والعمل الجاد فقد جربنا كل منكر من سفك الدماء والخطابات العدائية ورأينا نتائجها فعدونا هو من يثير الكراهية والعنصرية ويريد الانفراد بشأن البلاد دون تفويض من شعبه …
إن بناء الوطن يبدأ بتصحيح المفاهيم أولاً والخروج من الأفكار السالبة .