بخاري بشير يكتب: خارج الاطار:* *حل هيئة العمليات.. واستباحة وغزو الخرطوم!!*

بخاري بشير يكتب: خارج الاطار:* *حل هيئة العمليات.. واستباحة وغزو الخرطوم!!*

 

*بخاري بشير يكتب: خارج الاطار:*
*حل هيئة العمليات.. واستباحة وغزو الخرطوم!!*

عندما تهيأت البلاد للتغيير في ٢٠١٩، مع ازدياد المد الشعبي، والثوري والشبابي الرافض لحكم عمر البشير.. كانت أولي خطوات الرضوخ للضغط (المحلي والاجنبي) هو قبول الجنرالات واسنادهم للمد الشعبي، برغم رؤية كثيرين وقتئذ أن غالبية ذلك المد كان (مصنوع) صناعة، بايدي محلية، وهندسة اياد أجنبية كثيرة.. ثم بدأت خطوات التنازلات شيئا فشيئا.. حتي الذين ظنوا أنهم سيمسكون بمفاصل السلطة تم إبعادهم بين ليلة وضحاها، فذهب الجنرال صلاح قوش، الذي كان أول الداعمين للحراك الثوري، وكفل الحماية لكثيرين بغرض اكمال فصول التغيير، وسبقه في المغادرة الجنرالين عوض ابنعوف وكمال عبد المعروف.. وقبلهما الجنرالات جلال الشيخ، ومدير الشرطة الطيب احمد بابكر ، وعمر زين العابدين.. ثم توالت الخطوات، فكان جهاز الأمن والمخابرات السوداني اول من تكالبت عليه قوي الثورة بتخطيط اجنبي لجهة تفكيكه، وتدجينه، فرفعت الشعارات، وغسلت الأدمغة.
في البداية فقد الجهاز قائمة طويلة من صلاحياته، وكان قبلها مشاركا أصيلا في حفظ أمن البلد، وسد ثغرات الاستهداف تجاهها، والتي برزت فصولها بتدخلات خارجية سافرة أوشكت أن تحدد للقادة الجدد حتي الوان وتشكيلات ملابس نومهم.. تم تغيير اسمه، وصار مجرد جهاز لجمع المعلومات وتحليلها، فأصبحت البلاد عرضة لكافة الاطماع، واستقوت علينا دول ومجموعات كانت تضع الف حساب لجهاز المخابرات السوداني، الذي ذاع صيته وملأت سمعته الآفاق، وكان شريكا لمخابرات اقوي دولة في العالم، من حيث التعاون في ملفات الارهاب، وتشهد بذلك اضابير السي آي ايه.
ومضت التنازلات عندما اجتمع القوم لحل هيئة العمليات، التي كانت حصنا للعاصمة، وشكلت جدارا سميكا من الحماية لمقدرات الأمة ، وما يؤسف له، أن حميدتي قائد مليشيا الجنجويد، هو من كان علي رأس المطالبين بحل الهيئة، لأنه يعلم قوتها، واسلوبها، وعقيدتها القوية، ولأنه كان يضمر الخيانة في وقتها المعلوم صرخ يومها، أن هيئة العمليات تمردت علي الدولة، فتم حصارها، وحلها بقرار بائس من رئاسة المجلس السيادي.
ومثلما يقول المثل أن في اليلة الظلماء يفتقد البدر، هاهي الخرطوم تفقد ابطال هيئة العمليات وتشكيلاتهم، يوم غدرها المشؤوم في الخامس عشر من ابريل الماضي، وكان صدرها كاشفا، الا من اشاوس الجيش الذين قابلوا رصاص الخيانة ورزيم مدافعها بصدورهم العارية، وافشلوا ميقات ساعة النصر لانقلاب الخيانة.
بحمد الله عاد كثيرون من ابطال هذه المجموعة مقاتلين وفدائيين عندما نادي منادي الوطن، أن هبوا لحماية وطنكم.. فكانت تصريحات الفريق أول ياسر العطا الاخيرة، وهو يعتذر، ويقدم كلمات الندم أمام متحرك الكرامة من جهاز المخابرات العامة ويقول: ( ندمنا ندما شديدا علي التفريط في هيئة العمليات وتحجيم دور الجهاز، ورغما عن ذلك ما خذلتونا، ووالله نحن خجلانين منكم).. هكذا عبر ود العطا بهذه الكلمات الأسيفة، التي تحدد حجم الدور الذي كان يضلع به جهاز المخابرات.
لا زال هذا الجهاز الفتي، يمتلك من الكفاءات، والقدرات، ضباطا وافرادا، ما يؤهله ليخوض معركة حفظ السودان من الانهيار والاختطاف، جنبا الي جنب مع القوات المسلحة ، وما لا شك فيه أن قيادة الجهاز ممثلة في الفريق أول ركن مهندس احمد ابراهيم مفضل، قدمت ولا زالت تقدم الكثير لحفظ وصيانة المكتسبات السودانية، ولها دورها العظيم في كسب المعركة ضد المليشيا، ومرتزقة صحاري افريقيا، ما نريده ونطلبه من القيادة.. أن تلتفت أكثر للجهاز، الذي يمثل حائط صد عصي ضد الخارج المتهافت والطامع في خيرات السودان، أعيدوا للجهاز كامل صلاحياته، واطلقوا يد قائده ومديره مفضل، وسترون ما يسركم.