دارسة هولندية تحذر من إنهيار السدود في السودان

دارسة هولندية تحذر من إنهيار السدود في السودان

#رصد_السلطة

مركز هولندي متخصص في المياه يحذر من التهديدات المتزايدة التي تعاني منها السدود في السودان.

 

أوصى باحثون من مركز دلفت الهولندي للمياه بضرورة الانتباه إلى المخاطر المتزايدة التي تهدد السدود في السودان، خاصة تلك الواقعة في مناطق سيطرة الدعم السريع، مثل خزان جبل أولياء الذي يقع جنوب العاصمة الخرطوم.

 

وفي مقالة.

 

 

في دراسة بعنوان “السدود تواجه خطرًا متزايدًا نتيجة تغير المناخ والنزاعات”، أشار الأستاذ المساعد في إدارة مخاطر الفيضانات بمركز دلفت، ميخا فيرنر، والوزير السابق للري والموارد المائية والأستاذ المساعد في المركز ياسر عباس محمد، إلى أن خزان جبل أولياء أصبح مهجورًا ولا تعمل بواباته بشكل فعال، مما يؤدي إلى صعوبة تنسيق عمليات التحكم في الفيضانات بسبب نزوح الموظفين وصعوبات في الاتصالات.

 

ركزت المقالة على أهمية التشغيل المنسق للسدود، لاسيما في ظل استمرار الرياح الموسمية التي أدت إلى انهيار سد أربعات في وقت سابق.

 

 

وأشار الباحثان إلى أن انهيار أي سد رئيسي سيؤدي إلى كارثة، مما سيزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان.

 

 

على الرغم من عدم وضوح ما إذا كانت هذه السدود مهددة بالانهيار قريبًا، إلا أن الخطر الإضافي يشكل مصدر قلق كبير.

 

البيانات الهيدرولوجية والمناخية القديمة.

 

تناولت الدراسة أسباب انهيار سد أربعات، وأشارت إلى أن كميات الأمطار الموسمية الغزيرة قد فاقت قدرة قنوات التصريف، مما يُعتبر من الأسباب المحتملة التي أدت إلى انهياره.

 

كما ذكرت أن العاصفة “دانيال” التي تُعتبر إعصارًا في البحر الأبيض المتوسط، أدت إلى انهيار السدود في مدينة درنة الليبية.

 

 

أوضح الباحثان أنه على الرغم من أن السدود تُنشأ لمواجهة الفيضانات القوية، إلا أن هناك دائمًا احتمال لحدوث فيضانات تتجاوز قدرة السدود، مما قد يتسبب في انهيارها.

 

وقد أشاروا إلى أن تغير المناخ يزيد من فرص فشل السدود، خاصة وأن 65% من السدود المسجلة في قاعدة بيانات “GRAND” لعام 2017 قد تجاوز عمرها 50 عامًا.

 

وتم تصميم معظم هذه السدود دون الاعتماد على معلومات مناخية وهيدرولوجية حديثة.

 

على سبيل المثال، تعاني بعض المناطق في القارة الإفريقية من قلة البيانات الهيدرولوجية، ومع تفاقم آثار تغير المناخ، تزداد شدة وتكرار الفيضانات.

 

وفي العديد من الحالات، قد لا تستطيع قنوات تصريف السدود التعامل مع هذه الزيادة، مما يزيد من خطر الفشل وحدوث فيضانات مدمرة.

 

وأشار الباحثان إلى أن تعديل السدود لمواجهة هذه التحديات، سواء من خلال تحسين قنوات التصريف أو إيقاف تشغيلها، يتطلب تكاليف عالية ويستغرق وقتاً طويلاً.

 

الصراع وعدم الاستقرار

 

في سياق مختلف، تناولت الورقة تأثير النزاعات على استقرار السدود.

 

وأوضحت أن التهديدات التي تواجهها لا تقتصر على المناخ فحسب، بل تتزايد في المناطق التي تشهد نزاعات مسلحة أو تعاني من نقص في الصيانة.

 

على سبيل المثال، أدى تدمير سد كاخوفكا في أوكرانيا إلى حدوث دمار كبير.

 

توقف العمل على صيانة سد الموصل في العراق أثناء فترة سيطرة تنظيم داعش، مما أدى إلى حدوث مخاوف من انهيار أكبر سد في البلاد.

 

في السودان، ازدادت الأمور تعقيدًا بترك المشغلين سد جبل أولياء، نظرًا لأنه يقع في منطقة تحت سيطرة القوات المتمردة.

 

هذا الوضع يزيد من فرص حدوث انهيارات إضافية قد تؤدي إلى كوارث.

 

تزايد الطلب على الاستثمار والتركيز على السدود.

 

أكدت الورقة أن انهيار السدود يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة، مشيرة إلى أن السدود الصغيرة مثل أربعات ودرنة قد تسببت بالفعل في أضرار جسيمة، بينما 73% من السدود في العالم أكبر بكثير.

 

مع تزايد خطر الانهيار نتيجة تغير المناخ، تزداد الحاجة إلى الاستثمار والاهتمام بصيانة السدود بشكل ملح.

 

دعا فيرنر وعباس إلى تكثيف الجهود لتفادي الانهيارات المستقبلية والآلام الناتجة عنها، خصوصاً في ظل استمرار النزاعات وعدم الاستقرار في عدة مناطق حول العالم.

 

على الجانب الآخر، برزت العديد من المخاوف بعد تصاعد سيطرة الدعم السريع، حول إمكانية أن يؤدى ذلك، في حال عدم اتباع الأساليب الصحيحة، إلى كوارث إنسانية وبيئية، سواء في المناطق الشمالية أو الجنوبية من الخزان.

 

سأل راديو دبنقا في وقت سابق خبيراً في مجال السدود عن إدارة خزان جبل أولياء من الناحية الفنية، في ظل غياب المهندسين المتخصصين وتأثير ذلك على مناسيب المياه بعد سيطرة الدعم السريع على المنطقة. وأفاد بأن السد قد تمت إدارته خلال الفترة من نوفمبر 2023 إلى سبتمبر 2024 بنفس الطريقة التي كان يتم بها في السابق.

 

تم فتح البوابات في شهري مارس وأبريل لتفريغ الخزان وتقليل مستويات المياه، وبعد ذلك تم إغلاقها مرة أخرى في الأول من يوليو كما هو معتاد لبدء ملء الخزان من جديد.

 

وبالتالي، فإن النزاع لم يؤثر إلا بشكل ضئيل على خزان جبل أولياء، سواء من حيث البنية التحتية للسد وهياكله، والجسر والطريق الذي يمر عبره، أو من حيث إدارته الفنية المتعلقة بالتحكم في تدفق المياه.

 

قام فريق دبنقا للتحقق بمراجعة موقع Global Water Watch الذي يختص برصد أداء الخزانات والسدود على مستوى العالم.

 

ظهر من المعلومات والرسوم البيانية المتاحة على الموقع أنه لم يحدث أي تغيير في أساليب إدارة السد، وبالتالي لم تتغير مستويات المياه في بحيرة الخزان.

 

دبنقا