شقلاوي.. يكتب.. في وجه الحقيقة.. رغم الحرب السدود السودانية بخير
#رصد_ السلطة
– وجه الحقيقة- إبراهيم شقلاوي.
بالنظر للقلق الذي يبديه بعض المراقبين عن حال السدود السودانية جراء الحرب المشتعلة في البلاد منذ منتصف أبريل من العام الماضي بواسطة قوات الدعم السريع المتمردة التي حاولت الاستيلاء على السلطة عبر إنقلاب عسكري مدعوم إقليميًا.. باسناد من بعض القوى السياسية الداخلية.. من المعلوم أن السودان لديه على النيل خمسة سدود رئيسة من الأعلى إلى الأدنى منها سد سيتيت وأعالي عطبرة على نهرين فرعيين.. وسد الرصيرص على النيل الأزرق .. وخزان سنار على النيل الأزرق ثم خزان جبل أولياء على النيل الأبيض ثم سد مروي على النيل الرئيس.. هذا بجانب سدود وخزانات أخرى صغيرة منتشرة في عدد من الولايات السودانية.. تعرف بسدود حصاد المياه تبلغ في مجملها حوالي 450 سدا أو حفيرا وهي مصممة وفق معايير جيدة.. لحفظ مياه الأمطار في موسم الخريف للإستفادة منها في فترات الجفاف التي تعرف به العديد من مناطق الريف السوداني.. لسقيا الإنسان والحيوان والزراعة خلال تلك الفترات.. أما في جانب السدود السودانية الرئيسة الوضع مطمئن ولا يوجد أي مهددات تذكر إذ أنها تقع بعيداً عن مناطق النزاع و الاشتباك المباشر وهي في مناطق سيطرة الجيش السوداني الذي يقوم بتأمينها و حمايتها وتأمين العاملين في الوصول لها.. الذين يقومون بواجباتهم المتعلقة بالتشغيل والإدارة.. بالكفاءة المطلوبة إلا إن السد أو الخزان الوحيد الذي يقع في مناطق سيطرة القوات المتمردة هو خزان جبل أولياء.. حيث أبدى مؤخرا عددا من الجمهور والمراقبين تخوفهم من إنهيار هذا الخزان جراء الحرب.. بالإشارة إلى توصية باحثون من -مركز دلفت- الهولندي للمياه الذين أكدوا على ضرورة الإنتباه إلى المخاطر المتزايدة التي تهدد السدود في السودان.. خاصة تلك الواقعة في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع المتمردة مثل خزان جبل أولياء الذي يقع جنوب العاصمة الخرطوم.. بعد أن أصبح خارج التحكم والسيطرة بالنسبة للعاملين في إدارة الخزان.. جراء انعدام الأمن في المنطقة.. مما يؤدي إلى صعوبة تنسيق عمليات التحكم في الفيضانات بسبب صعوبات في الإدارة و الاتصالات.. وعدم وجود العاملين.. عليه و من واقع متابعاتنا مع عدد من الخبراء والمختصين من المهندسين في مجال إدارة وتشغيل السدود فإن الأوضاع كما قالوا مطمئنة للغاية في جميع السدود السودانية حتى في منطقة خزان جبل أولياء الذي يقع تحت سيطرة القوات المتمردة .. من واقع ذلك يمكننا القول بأن جميع السدود السودانية بخير .. أيضا من المعلوم أن خزان جبل أولياء يقع علي النيل الأبيض كما ذكرنا على بعد 44 كيلومتر (27.3 ميل ) جنوب العاصمة الخرطوم وقد أنشئ في عام 1937 م، وظل تحت الإشراف الفني والإداري للحكومة المصرية التي قامت ببنائه في السودان وفق إتفاقية بين الحكومتين إلى أن زالت أهميته لمصر بعد قيام السد العالي وتم تسليمه إلى حكومة السودان في العام 1977 م، ليُستفاد منه في رفع منسوب المياه في المناطق أمام جسم السد وخلفه حتى يمكن ري مشاريع النيل الأبيض الزراعية وبعض المشاريع الأخرى في عدد من المناطق ..لذلك من المهم القول وحسب الخبراء والمهندسين المختصين أن خزان جبل أولياء في الوقت الراهن بخير على الرغم من أنه تحت سيطرة القوات المتمردة منذ أكتوبر من العام الماضي ..لكن المطمئن أن الفتحات الموجودة لتمرير المياه كافية جدا لاستيعاب أي زيادة مفاجئة في المناسيب هذا بالنظر إلى أن موسم الأمطار والفيضانات قد بدأ في مغادرة الذروة.. التي تبدأ من منتصف يوليو حتى منتصف سبتمبر.. لذلك تم تجاوز مرحلة المخاطر المحتملة جراء أي فيضان في النيل الأبيض.. كذلك تمرير وارد المياه اليومي عبر البوابات يمضي بصورة جيدة وطبيعية حسب المعدلات المعلومة والمتعارف عليها خلال هذه الفترة الزمنية من العام .. كذلك من المهم الإشارة إلى السعة التخزينية البالغة ثلاثة مليار وخمسمة متر مكعب مستقرة وليس هناك أي زيادات متوقعة.. أيضآ من المعلوم أن أنظمة التحكم و التشغيل في جميع السدود السودانية مربوطة ببعضها البعض.. بكفاءة عالية..كما يجب التذكير بأنه وحسب المناسيب الحالية فإن السعة الموجودة أثنين مليار وخمسمائة متر مكعب ..وهي لاتشكل خطرا .. بالنسبة لأمان الخزان.. أما عن احتمالية أي انهيار جراء أي مهددات متعلقة بالعمليات العسكرية هذا غير وارد باعتبار وجود ردميات ترابية يمكنها أمتصاص اي صدمات .. ربما هناك تحديات متعلقة بمسألة الكبري على سطح الخزان البالغ طوله 18 متر في منتصف الخزان الذي يتم قفله وفتحه لتمرير المركبات .. والذي أصبحت تحكماته خارج السيطره بسب وجود القوات المتمردة .. أما البوابات أسفل الخزان فهي مغلقة لا خطر منها.. عموما من واقع المتابعة والتقصي والاستماع للمهندسين والخبراء يتضح أنه لا خطر من خزان جبل أولياء في الوقت الراهن بإعتبار الفترة قد تجاوزت ذروة الفيضان .. كذلك من واقع متابعاتنا مع عدد من الخبراء والمختصين.. يمكننا القول أن السدود السودانية بخير رغم الحرب.. لذلك يظل وجه الحقيقة في أهمية تعزيز حماية سد جبل أولياء عبر القوات المتمردة المتواجدة في المكان مثلما تتم حماية السدود السودانية الأخرى عبر الجيش السوداني في أماكن سيطرته .. بإعتبار أن المنشأت المدنية القومية يستفيد منها كل اهل السودان دون استثناء.. ولاعلاقة لها بالحرب أو دوافعها.. لذلك نناشد كافة الجهات المحلية والدولية بأهمية التأكيد على إبعاد هذه المنشآت المدنية من دائرة الحرب.. والعمل على حث القوات على حمايتها وتسهيل مرور العاملين فيها لأجل تشغيلها وحفظها.. وفقا للأنظمة المعمول بها محليآ وإقليمبآ ودوليآ .
دمتم بخير وعافية..