دريسة… يكتب. الجيش السوداني والإرادة المسلوبة

دريسة… يكتب. الجيش السوداني والإرادة المسلوبة
الإعلانات

#رصد_ السلطة

بقلم _نجم الدين دريسة

اكاد اجزم ان كل الشر المستطير لا يأتي إلا عبر بوابة مصر الرسمية.. ظلت المخابرات المصرية وعلي مدي عقود طويلة تقف ضد إدارة الشعب السوداني وللأسف لا زالت تتعاطي مع الشأن السوداني العقلية القديمة كل الكروت التي تستخدمها الآن تمرير اجندتها في الابقاء علي حليفها التاريخي «جيش البازنقر» الذي ظل مرتهنا لإرادتها دافعا بكل تطلعات الشعب السوداني عرض الحائط.

وهذا يؤكد حقيقة ان ما يعرف الجيش السوداني ما هو إلا أحد روافد وأذرع المخابرات المصرية تحركه كيفما تقتضي مصالحها، فمصر التي ظلت تستخدم القوات المسلحة السودانية للتدخل في الشأن السياسي السوداني، بل وتستغل في موارد وثروات البلاد لا خير يرجي من ورائها كانت ولا زالت وستظل تقف ضد إرادة الشعب السوداني حيث ظلت تعمل لإجهاض ثوراته وهباته الشعبية كما فعلت في فض اعتصام القيادة ومعلوم ان المخابرات المصرية استدعت البرهان وامرته بفض اعتصام القيادة العامة علي غرار ما حدث في رابعة العدوية.

فكانت المجذرة البشعة التي تمت في محيط القيادة العامة وهي واحدة من الجرائم المتكررة التي ظل يرتكبها جيش ونجت باشا في حق الشعب السوداني من ارتكاب لجرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية علاوة على الانقلابات العسكرية ووقوفه ضد إرادة الشعب في الحكم فكان هو العقبة الكأداء أمام تأسيس وبناء الدولة السودانية بسبب ارتهانه لجارة تفوق سوء الظن العريض.

كل المبادرات المصرية علي مر الزمان حشف وسوء كيلة.. للشعب السوداني سجل طويل في فشل المبادرات المصرية لأن مصر أصلا لا تطرح مبادرات، بل تبحث علي مصالحها واستمرار ظلمها واستنزافها لموارد السودان وتحديدا مياه النيل والتي تمت فيها معاهدات واتفاقيات موغلة في الاجحاف والظلم.
وبالطبع هنالك تاريخ طويل من السيطرة المرتبطة بمصالح اسوأ جارة كله مساوئ وانتهاكات.. حيث ظلت أياديها الآثمة تعبث بمقدرات الشعب السودان وتتحكم فيها بل ظلت تعمل علي صناعة الحروب وخلق الازمات ليستمر النزف..
هنالك مثل سوداني شهير يقول ان من جرب المجرب حاقت به الندامة.. ان تجاربنا مع مصر منذ الخديوية وانتهاء بالجمهورية تجارب مريرة وقاسية هي ذات العقلية التي تنظر إلي السودان كحديقة خلفية لم تتغير لا زالت بذات الرداءة والانحطاط.

مصر تريد ان تنقذ من يمكن انقاذه بعد الهزائم التي منيت مليشيات جيش الفلول كأكبر مليشيا في افريقيا وهي مخترقة ومختطفة وموزعة الولاءات بين مصر وجماعات الهوس الديني.. مليشيا تجمع بين كل هذه التناقضات كيف يمكن ان جيشا قوميا وطنيا..

مؤتمر القاهرة هو محاولة مصرية جديدة للالتفاف على الثورة الشعبية التي اتخذت منحا مغايرا بعد 15 أبريل 2023م والتي خاض فيها اشاوس قوات التحرر الوطني قوات الدعم السريع معركة التحرير وها هم يجسدون آمال القوميات السودانية ويجسرون الطريق للعبور ولا مكان لطرائق التفكير التي عفا عنها الزمن والشعب السوداني الان يتوق الي الحرية التي ما صارعها نظام إلا وقمصت ظهره.