تجمع قوي الهامش العريض بيان رقم( 34)

رصد السلطة

حول تصريحات وزير خارجية مصر

ظلت الدولة المصرية علي إمتداد تاريخها الطويل منذ العهد التركي المصري تعما علي صنع الازمات ولا زلت تتعامل بعقلية القرن التاسع عشر بالرغم من التطور السياسي الذي شهده السودان بعد جلاء المستعمر الانجليزي واستقلال السودان إلا ان الأيادي الآثمة لدولة مصر الغاشمة ظلت تعبث بالشأن السوداني وتتعاطي معه بطريقة لا تخلو من الاستعلاء والاستحواذ بل صار السودان كأنه حديقة ملحقة بدولة مصر.

معلوم لكل من ألقي السمع وهو شهيد ان الدولة المصرية ظلت تحكم قبضتها علي ما يعرف بالجيش السوداني الذي اتخطفته المخابرات المصرية وصار مرتهن بالدرجة القصوي لها محققا لمصالحها في مياة النيل وفي نهب وسلب وموارد السودان بل صار الجيش هو ذراعها الباطش للشعوب السودانية وحركات الاحتجاج ضد الدولة المركزية القابضة التابعة لمصر لمائة عام من الزمان دفع شعبنا جراءها اثمان باهظة جدا من عدم الاستقرار السياسي.

ان تصريح وزير الخارجية المصري ما هو إلا حلقة من حلقات الارتهان والتحكم في الجيش الذي ظل يترنح بعد الضربات الموجعة التي ووجهها له شعب السودان العاشق للحرية في عدة ثورات وهبات شعبية ابتداءا بثورة اكتوبر 1964م مرورا بأبريل 1985م وانتهاءا بثورة ديسمبر الباذخة في 2018م ولكن مصر ومخابراتها ظلت العقبة الكؤود أمام خيارات الشعب السوداني في الحكم حيث وقفت مع كل الانظمة الدكتاتورية في السودان وظلت تعادي الانظمة المدنية الديمقراطية فمواقف مصر من السودان مرتبطة بالاساس بالمحافظة علي ما ظل يرتهن لها تاريخيا وهو الجيش فلا غرو ان تدعمه ضد الشعب في الجزيرة أبا وودنوباي في 1976م ضد الجبهة الوطنية وفي فض اعتصام القيادة العامة .. وفي حرب أبريل التي اشعلوها من اجل إجهاض الثورة الشعبية والعودة الي الحكم .

ان مصر التي نهبت مواردنا وحتي الآثار لم تسلم من السلب والنهب واغتصبت أراضينا في حلايب وشلاتين واشعلت الحروب والفتن في اجزاء السودان لتظل تتحكم في الشأن السياسي هي دولة جائرة وظالمة .. وان الشعب السوداني لا ولم ولن يصبر علي اطماعها وشراهتها في إلتهام موارده ومقدراته وهنا يبرز سؤال هل ستعيد مصر طرائق تفكيرها من جديد ام ستظل تمارسها صلفها القديم .