تخبط داعمي التمرد …ما بين كراهية دولة ٥٦ وعداء الإسلاميين …حديث الصراحة!!! إبراهيم مليك
تخبط داعمي التمرد …ما بين كراهية دولة ٥٦ وعداء الإسلاميين …حديث الصراحة!!!
إبراهيم مليك
إزدياد ظاهرة كراهية دولة ٥٦ من نشطاء الهامش وكراهية التيار اليساري للإسلاميين أثبتت تناقضاً عجيباً لتركيبة الدولة السودانية …
هذه الظاهرة تحتاج إلي دراسة وتحليل علمي هل هي قناعات تكونت نتيجة لتراكمات تاريخية؟! أم مجرد خواطر عابرة حدثت تماهياً مع شعارات الثورة؟!
لم تكن دولة ٥٦ وخمسين حزباً سياسياً ولا قبيلة محددة ولكنها الدولة السودانية التي نالت استقلالها من المستعمر وتشكلت وطنياً عبر مراحل متقلبة بين حكومات مدنية وعسكرية …
ولم يكن الإسلاميين تياراً محدداً محصوراً في جماعة بعينها مثل جماعة الإخوان المسلمين إنما الإسلام هو الدين الذي يعتنقه أهل السودان حيث نجد التيارات السياسية التاريخية بالبلاد جذورها طوائف دينية …
حزب الأمة والاتحادي اللَّذَيْنِ يعتبران طليعة الأحزاب السياسية بالسودان هي ذات خلفية دينية الآن تقف في صف العلمانية ودعاة السودان الجديد !!
عندما نشاهد برمة ناصر الأنصاري ذو الخلفية العسكرية وحفيد الميرغني مؤسس طائفة الختمية وحزب الاتحادي الديمقراطي وياسر عرمان صاحب مشروع السودان الجديد في خندقٍ واحد ضد الإسلاميين فإن الأمر يثير الدهشة والاستغراب ويؤكد أن هذا التخبط والتقلبات هي من أجل المصالح لا المبادئ …
ومن المفارقات أيضاً أن نجد نصرالدين عبدالبارئ ومحمد حسن التعايشي وغيرهم من أبناء الهامش من دعاة تفتيت دولة ٥٦ يقفون مع أبناء الجلابة في خندق واحد!!!
هذا الواقع يؤكد قمة التخبط في الشأن السوداني الذي بلغ ذروته !!
مابين كراهية الجلابة ودولة ٥٦ وكراهية الإسلاميين خيوط يجب تفكيكها…
إن العالم اليوم يتجه لإنشاء منظومة فكرية تدعمها دوائر مخابراتية عالمية وهي محاربة الإسلام السياسي وإبعاد أي مظهر ديني إلا دين اليهود والماسونية حتي النصرانية التي ترفض المثلية والإباحية في طريقها للتلاشى منهج بايدن نموذجاً !!
عندما يتحدث الغربيون عن الإسلاميين بخطاب الكراهية للإسلام السياسي وأن الإسلاميين فاشلون فهم لا يقصدون بكلمة إسلاميين جماعة بعينها ولا كيزان السودان أو إخوان مصر إنما يقصدون الدين الإسلامي نفسه !!
هذا التوجه ليس خافياً لكل متابع للسياسات الأمريكية التي يقف بجانبها ملوك ورؤساء كثير من دول الخليج التي بدلت المناهج وفرضت ثقافات علمانية علي شعوبها المحافظة قسراً حتي تساير أمواج التغيير !!
لم يعد سراً أن العلمانيين بالسودان يجدون الدعم من الغرب وبعض الدول المتعاونة معهم والداعمة لتوجهاتهم في أفريقيا والدول العربية…
الشعب السوداني الآن مطلوب تحديد خياراته حسب وعيه بهذه المعطيات العالمية فهو الذي يحدد هل يرى الإسلام منهج حياة وأنه لا يرتبط بجماعة أو حزب أم يتماهى مع خطاب كراهية الإسلام ويساهم في تحقيق أجندة أعداء الدين ؟!
إن بعض أبناء الهامش في السودان الذين يتكلمون عن دولة ٥٦ فهم يقصدون الأحزاب التقليدية (الأمة والاتحادي ) وجزء من قبائل الشمال والوسط فهم بهذا السلوك الجاهلي ينفذون مخطط أطلق عليه الغربيون إحياء النعرات الجاهلية والتناقضات القبلية لضرب النسيج الإجتماعي للشعوب وهي سياسة معروفة من سياسات اليهود قديماً وحديثاً حتي أصبحت نظريات معروفة بنظرية (فرق تسد)..
أبناء الهامش يمارسون العنصرية علي غيرهم ولا يريدونها أن تمارس عليهم!!
من الحقائق التي أظهرها تمرد الدعم السريع أن العنصرية متجذرة داخل الهامش أكثر من الجلابة بدليل الجرائم التي وقعت لأهل الجنينة من مليشيات الدعم السريع !!
هذه الحقائق يستحي السياسيون في السودان من المصارحة بها ومواجهتها ويتخفون خلف العبارات الفضفاضة التي تحمل عدة وجوه!!
كراهية دولة ٥٦ التي يتبناها أبناء الهامش لم يتفقوا علي تحديد مفهومها وتعريفها بدقة ولكن في الحقيقة يعملون علي استبدالها بدولة عنصرية جديدة تحمل نفس المضامين التي يحاربونها أي أنهم يستبدلون جلابة الشمال بجلابي جديد من الهامش…!!
ثم يبدأ أبناء الشمال وأصحاب الامتيازات التاريخية كما يسميهم دعاة الهامش بحياكة المؤمرات ضد الجلابي الجديد وهكذا تبقي الدولة السودانية في متوالية حربية وصراعات لا منتهى لها …
هذا التخبط والتناقض في الشأن السوداني ما بين صراع اليمين واليسار وبين المركز والهامش علاجه في وعي الشعب السوداني بأولوياته وثوابته التي يجب أن يتمسك بها وهي نبذ العنصرية من الجميع وتجريمها بالقانون …
وجعل المرجعية الفكرية هي ثوابت الدين الذي عالج هذه القضايا الملازمة للإنسانية بأحكام ربانية وليس بالقوانين الوضعية…
إذا استطاع الساسة في السودان معالجة مشكلة العنصرية وتجردوا منها فإن الشعب السوداني سيتعافى ولن يحدث تعافى ما دام هناك علمانيين من أبناء الوطن ينظرون للدين بأنه مكبل للشعب السوداني ويعملون علي محاربته إرضاءً لتوجهات الغرب ومناصريه ومن أجل أن يجلسوا في كرسي السلطة بأي ثمن…
وعلينا ألا ننسى هذه المقولة العظيمة (نحن قومٌ أعزنا الله بالإسلام مهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله).