تقرير… خمول فى الساحة السياسية السودانية والإدارات الأهلية تتمدد
#رصد_ السلطة
تعيش حالةً من الركود في الآونة الأخيرة..
القــــــوى السيـــــــــاسية.. (محـــلك ســـر)!!
عدم انسجام يسود أروقة الأحزاب يمينها ويسارها..
حالة الخمول البائنة فى الساحة السياسية، جعلت الإدارات الأهلية تتمدد
(….) هذا ما جعل المسافة تتباعد بين المواطن والأحزاب
الشعب بات فاقدًا للثقة في كل ما تطرحه الأحزاب..
تقرير_ محمد جمال قنــــــــدول
حالةٌ من الركود السياسي تشهدها الساحة في الآونة الأخيرة، وبالرغم من تطورات المشهد على المستوى العسكري من انتصارات الجيش وتقدمه بمعاونة “المشتركة” والقوات المساندة الاخرى والمستنفرين في محاور عديدة، ثمّة خمول بالمقابل يعتري الساحة، مع ملاحظة عدم انعقاد أية أنشطةٍ سياسية عدا تصريحاتٍ وأحاديث صحفية تصدر من هنا وهناك.
أوضاع المتضررين
حالة الخمول البائنة على القوى السياسية، جعلت الإدارات الأهلية تتمدد على حسابها، من خلال لقاءاتها المتكررة والمتواصلة مع قيادات الدولة، بدءًا من الرئيس البرهان، ومرورًا بأعضاء السيادي.
التحرك شبه السياسي للمكونات الشعبية جاء لغياب مبادرات القوى السياسية سواءً كانت المساهمة في حل الأزمة، أو في معالجة أوضاع المتضررين من الحرب، وهذا ما جعل المسافة تتباعد بين المواطن والأحزاب.
ويعود هذا الأمر كذلك إلى حالة الضبابية والارتباك التي تسود المشهد، ومن الملاحظِ أنّ غياب الخطاب السياسي الرصين والجاذب ساهم في غياب الأحزاب، وكذلك الكتل السياسية، وجعل حضورها بالمشهد ضعيفًا وليس بحجم التحديات التي تمر بها البلاد، ربما لأنها اعتادت على المناورة و(طق الحنك) في حالات السلم ولم تهيئ نفسها لتشكيل الحضور في أوقات الحرب.
ويرى أستاذ العلوم السياسية د. عبد الله كمال أنّ حالة الإنكار للمكونات السياسية ظلت منذ الاستقلال وحتى يومنا هذا جزءًا من الأزمات التي عصفت باستقرار البلاد ابتداءا من البحث عن المغانم الحزبية، مرورًا بما آلت إليه أوضاع البلاد، وكلها اسباب رئيسية في اتساع الفجوة بين النخب السياسية والشعب الذي بات فاقدًا للثقة في كل ما تطرحه الأحزاب، وما ساعد فى انهيار هذه الثقة هو ظهور المكونات السياسية كل ما ظهر الحديث عن تشكيل حكومة، أو تعيين رئيس وزراء، فضلًا عن حالة عدم الانسجام التي تسود أروقتها من اليمين لأقصى اليسار.
ويشير محدّثي إلى أنّ المطلوب من القوى السياسية إيجاد موطئ قدمٍ يقربها من المواطن، وذلك عبر الحديث عن همومه وشواغله، وتقديم التنازلات للوصول لتسوية سياسية شاملة.
عداوة الميليشيا وقحت..
القوى والكتل السياسية المناصرة للقوات المسلحة، لم تظهر في ميدان الاستنفار على الأقل من باب الدعم المعنوي، مقابل ظهورٍ كبيرٍ للتيار الإسلامي، ولكن في ظل غياب الحضور السياسي للوطني أو الحركة الإسلامية.
نقطة جوهرية ينبغي أيضًا الإشارة إليها وهي أنّ (الكتلة الديمقراطية) التي تضم أكبر تيارٍ مناصرٍ للجيش، تعيش حالةً من التباين داخل أروقتها وتباعدًا في المواقف والرؤى والأفكار، صحيحٌ ما يجمعها مناصرة القضية وعداوة “قحت” والميليشيا، ولكن أيضًا بدا واضحًا أنّها تعاني من عدم الانسجام والتوافق السياسي، وهو ما جعلها تغيب عن المشهد خلال الآونة الأخيرة رغم لقائها مع المبعوث الأمريكي بالقاهرة توم بيرييلو، الذي أضفى عليها شيئًا من الألقِ السياسي، ثم لقاء لجنتها السياسية برئاسة مناوي.
انتهاء الشعار
بدورها، بدا واضحًا أنّ تنسيقية “تقدم”، قد تحولت من تيارٍ سياسيٍ لمجرد أشخاص، وذلك جراء مناصرتها للميليشيا وصمتهم على الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها، وانتهاء شعارهم الزائف (حرية- سلام- وعدالة)، الذي كانوا يرددونه، فيما جاءت الحرب ولم يرفعوا شعار السلام، لذلك ظل نشاطهم مرتبطًا بشخصيات بعينها مثل (حمدوك) الذي تحول من رئيس وزراء سابق لقائد مجموعة من السياسيين التائهين.
ويرى مراقبون سياسيون أنّ الساحة مؤخرًا أضحت تعاني من خمولٍ واسعٍ، ويظهر ذلك بشكلٍ واضح من خلال قلة الأنشطة السياسية وتقديم المبادرات، لكنهم عادوا وقالوا إنّ الأحزاب توقفت عن طرح رؤىً وذلك بعد أن قدمت العديد من الأُطروحات خلال الأشهر الأخيرة، غير أنّها لم تجد طريقها ويرى المراقبون أنّ المشهد مفتوحٌ أمام القوى السياسية التي ناصرت الجيش، وذلك بعد هبوط أسهم تنسيقية “تقدم” التي أصبحت مكروهةً من الشعب السوداني لمناصرتها للتمرد، وبالتالي المطلوب أن تنفتح باقي المكونات على بعضها البعض للوصول إلى صيغة تفاهمٍ موحدة.