ياسر عرمان ينعي الأديب والشاعر محمد المكي إبرهيم

ياسر عرمان ينعي الأديب والشاعر محمد المكي إبرهيم
الإعلانات

وداعاً ود المكي

جيل العطاء

 

برحيل محمد المكي إبراهيم تنقضي حقبة مهمة مثلها عن جدارة واجترحتها ثورة أكتوبر وما ادراك ما ثورة أكتوبر والستينيات وقد كان من رموزها وعبرت عن تطلعات شعبنا نحو الانعتاق وبناء مشروع وطني جديد.

ود المكي الذي قراءناه شعراً ونثراً وفكراً، من حسن حظي أن التقيته في الخرطوم وفي القاهرة وفي منزله في كاليفورنيا البعيدة وتعرفت عليه عن قرب كأنسان جليل، وقد كان لقائي الأخير به في زواج يزن ابو عركي البخيت قبيل الحرب بأيام معدودات وكنت برفقة الأستاذ الراحل كمال الجزولي والدكتور صلاح الامين، هاهو يرحل بعيداً عن بلاده التي احبها بعد ان مزقتها الحرب اللعينة وصوبت طلقاتها وبارودها نحو الفقراء من الملايين نازحين ولاجئين وهي في الأصل حرب ضد ثورة ديسمبر وضد المثقفين والثقافة والوعي وضد ود المكي تحرمه حتى من أن يجد قبراً ومشيعين داخل وطنه الذي أحبه.

انها حرب فاجرة تعمل على تجريف الذاكرة ومحو دار الوثائق والمتاحف وذكريات البيوت ورائحة الطرقات فوداعاً ود المكي ولك رحمة الله الواسعة وحب بلادنا الفسيحة والعزاء لأسرتك ولشعبك وللريف والمدن التي أعطيتها رحيقاً وبرتقالة وعلى رأسها الأبيض والخرطوم وهما يعانيان وينزفون دماً.

 

‏من غيرنا يعطي لهذا الشعب …معنى أن يعيش وينتصر

‏من غيرنا ليغير التاريخ …والقيم الجديدة والسير

‏جيل العطاء المستجيش…ضراوة ومقاومة

 

أنا لله وانا اليه راجعون.

 

٢٩ سبتمبر ٢٠٢٤

ياسر عرمان