عناصر الدعم السريـ ـع تغادر شرق النيل وتوقعات بمعارك شرسة في الخرطوم بحري

عناصر الدعم السريـ ـع تغادر شرق النيل وتوقعات بمعارك شرسة في الخرطوم بحري

Members of the Rapid Support Forces (RSF) paramilitaries secure the place for a rally for supporters of Sudan's ruling Transitional Military Council (TMC) in the village of Abraq, about 60 kilometers northwest of Khartoum, on June 22, 2019. (Photo by Yasuyoshi CHIBA / AFP)

الإعلانات

رصد _السلطة

تصاعدت حركة مغادرة عناصر الدعم السريع من منطقة شرق النيل بولاية الخرطوم بالتزامن مع بدء الجيش أول عملية برية لاستعادة السيطرة على مدن الولاية، وسط أنباء عن حشد الدعم السريع والجيش لقواتهما في الخرطوم بحري، استعدادًا لمعركة محتملة في المنطقة.

 

وتمكنت قوات الدعم السريع من الاستيلاء على وسط الخرطوم وغالبية أحياء الخرطوم بحري منذ بدء الحرب في منتصف أبريل من العام الماضي.

 

 

وأبلغ شهود عيان “سودان تربيون” أن حركة عناصر الدعم السريع في الشوارع والأسواق والمطاعم والمقاهي بمحلية شرق النيل، التي تضم كافوري وحلة كوكو وضاحية الحاج يوسف، أصبحت طفيفة، مشيرين إلى نشاط مكثف لسلاح الجو التابع للجيش في شن غارات على مواقع الدعم السريع في المنطقة.

 

وانتشرت نخبة من قوات الدعم السريع بكثافة وتسليح نوعي في شرق النيل بعد السيطرة على المنطقة منذ الأسابيع الأولى للحرب.

 

 

وتعد العملية البرية التي أطلقها الجيش الخميس قبل الماضي لاستعادة مدن ولاية الخرطوم هي الأولى من نوعها، باستثناء عملية استعادة السيطرة على مباني الإذاعة والتلفزيون وأحياء أم درمان القديمة في مارس الماضي.

 

وبعدها، سيّر الجيش متحركات محدودة للهجوم على قوات الدعم السريع عند جسر الحلفايا، الرابط بين شمال أم درمان وشمالي الخرطوم بحري، أواخر مايو الماضي، إلا أنها منيت بالهزيمة.

 

 

ومنذ بدء العملية البرية الأسبوع الماضي، أحرز الجيش تقدمًا داخل منطقة المقرن بالعاصمة الخرطوم، بعبور جسري النيل الأبيض من وسط أم درمان وشمالًا داخل الخرطوم بحري، بعد عبور جسر الحلفايا قادمًا من شمال أم درمان، حيث سيطر على مناطق الكدرو والحلفايا والإزيرقاب شمالي الخرطوم بحري.

 

وما تزال عدة مفارز من قوات الجيش ترتكز في منطقة مقرن النيلين الحاكمة، التي لا تزال تشهد مناوشات بين طرفي القتال، وخاصة فرق القناصة التي تتخذ أعشاشًا من البنايات الشاهقة في المنطقة.

 

 

ويسعى الجيش لفك الحصار عن القيادة العامة وسط الخرطوم، إذا ما تقدم من منطقة الحلفايا إلى سلاح الإشارة جنوبي الخرطوم بحري، القريب من مقر قيادة الجيش المحاصر منذ اندلاع الحرب.

 

ورصد شاهد عيان في شرق النيل حركة شحن للسيارات الصغيرة ومغادرة لأسر المقاتلين، حيث انتظمت خلال الأسابيع الماضية المنطقة حملات مكثفة للشرطة العسكرية التابعة للدعم السريع لنقل المقاتلين، فيما يبدو أنها محاولات لإرغامهم على القتال في جبهات أخرى.

 

ووفقًا لمتابعات “سودان تربيون”، عمد العديد من مقاتلي الدعم السريع للاختباء تفاديًا لحملات الشرطة العسكرية في أوقات سابقة.

 

 

في الأثناء، رصد شهود عيان تحدثوا لـ “سودان تربيون” من داخل مدينة الخرطوم بحري،حركة تحشيد واسعة لقوات الدعم السريع في حي المزاد، كما أمرت قوات الدعم السريع سكان أحياء الخرطوم بحري القديمة في حلة حمد، وحلة خوجلي، والدناقلة بالمغادرة، ونصبت مدافعها هناك.

 

 

وهذه المناطق متاخمة للقصر الجمهوري على الضفة الغربية للنيل في الخرطوم، وجزيرة توتي المطلة أيضًا على منطقة المقرن، التي تحولت إلى مسرح للعمليات العسكرية بين طرفي القتال.

 

في المقابل، نقل الجيش السوداني قوات جديدة من شمال أم درمان إلى الحلفايا ومنطقة الكدرو العسكرية شمالي الخرطوم بحري عبر جسر الحلفايا، لإسناد القوات التي انتشرت في المنطقة مؤخرًا، فيما يبدو أنه استعداد لمعارك مباشرة وربما فاصلة داخل الخرطوم بحري.

 

وسيكفل توغل الجيش إلى وسط وجنوب الخرطوم بحري التحام قواته بسلاح الإشارة، ومنها إلى مقر القيادة العامة للجيش بالخرطوم. كما سيعزز محاصرة قوات الدعم السريع في مصفاة الخرطوم، التي تقع على بعد نحو 70 كيلومترًا شمالي العاصمة، حيث تسيطر قوات الدعم السريع على الموقع الاستراتيجي منذ بدء الحرب.

 

وفي محور ولاية سنار، أطلق الجيش الثلاثاء الماضي عملية هجوم برية وجوية في عدة محاور بجبل موية غربي مدينة سنار، وهي منطقة استراتيجية على الطريق القومي بين ولايات سنار والجزيرة والنيل الأبيض.

 

وفي محور جبل موية، أعلن مجلس السيادة فتح طريق سنار-ربك، الذي يمر بجبل موية، بعد يومين من المعارك. وتمثل منطقة جبل موية نقطة استراتيجية رابطة بين سنار وربك، ومتاخمة للجزيرة. وإذا ما أحكم الجيش سيطرته على جبل موية، يفقد الدعم السريع خط إمداد مهم يربط (مدني – جبل موية – سنجة).