أُغلقت وتحولت إلى ثكنات عسكرية..(المساجد.. حرب الميليشيا على بيوت الله)
رصد _السلطة
أغلقتها في وجه المصلين، وحولتها إلى ثكنات عسكرية
المساجد.. حرب الميليشيا على بيوت الله.
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..
قتلوا الأئمة والمصلين، ومارسوا الرزيلة، وعاقروا الخمر داخل المساجد..
شيخ مهران يستنكر تطاول المتمردين على المساجد، ويكشف وعيد الله لمن يسعى في خرابها..
شيخ الحكيم: هزيمة الجنجويد الحقيقية بدأت من تدنيسهم لبيوت الله تبارك وتعالى..
عطلوا المساجد ومنعوا الأذان لاعتقادهم أنها تُبطِل سحرهم وتمنعهم من دخول المدرعات..
والي الخرطوم يؤكد دعم حكومته للمساجد والخلاوى التي صمدت في وجه المليشيا المتمردة..
إشادة بنهج الجيش في رفع الأذان عند كل منطقة يتم تحريرها إيذاناً بعمارة المساجد..
بدأت الكثير من المساجد في ولاية الخرطوم استعادة ألقها القديم وخفّ إليها المصلون زرافاتٍ ووحدانا، بعد أن عاد إليها نبض الحياة وصدحت مآذنها بصوت الحق، فنادت حي على الصلاة وحيا على الفلاح، لترتجف إزاء هذه الصوت شياطين الفجور والآثام وترحل غربان الفسق التي عشعشت لأكثر من عام تعبث ببيوت الله دون خوف أو وجل، يأتي ذلك في وقت حيّا فيه والي الخرطوم الأستاذ أحمد عثمان حمزة عٌمِّار مساجد وخلاوى تحفيظ القرآن الكريم الذين ظلوا مرابطين بمواقعهم ويؤدون رسالة الدعوة والسلام وتقديم العون للطلاب والحيران من حفظة القرآن الكريم ، وأكد الوالي خلال تفقده لخلاوي الشيخ الرفاعي بالريف الغربي، برفقة اللواء ركن أبوبكر الحفيان قائد القوات الخاصة، دعم حكومته للمساجد والخلاوى التي صمدت في وجه المليشيا المتمردة وحافظت على دور العبادة من عبث أوغاد وأوباش ميليشيا الدعم السريع الذين انتهكوا الحرمات وارتكبوا الموبقات داخل الكثير من المساجد في العاصمة وفي عدد من المدن التي نجَّسوها، في ولاية الجزيرة، وسنار، وغرب كردفان، إضافة إلى ولايات دارفور الأربع وسط وغرب وشرق وجنوب دارفور.
تخريب واغتيالات:
ولم تسلم بيوت الله ودور العبادة من جرائم وانتهاكات ميليشيا الدعم السريع التي اجتاحت الكثير من المساجد وعاثت فيها فساداً، ووثقت العديد من الصور ومقاطع الفيديو المبذولة على منصات التواصل الاجتماعي، مظاهر التخريب التي طالت هذه المساجد، بعد أن قامت الميليشيا المتمردة بإغلاق الكثير منها في وجه المصلين، واستخدمتها كثكنات عسكرية، ووضعت القناصين على المآذن، لاصطياد المارة في الشوارع، كما قامت الميليشيا المتمردة بتدنيس الكثير من المساجد بالاستيلاء عليها، سواءّ كان ذلك بقتل المصلين أثناء تأدية صلواتهم كما حدث في المسجد الكبير بالثورة الحار (25)، وغيره من المساجد التي شهدت اغتيالات للمصلين والأئمة والمؤذنين، مثل حادثة اغتيال مؤذن مسجد السيدة السنهوري بشارع الستين، واغتيال الشيخ عباس المهل، بعد أن فتح ثلاثة مساجد كانت مغلقة بأمر الدعم السريع وأقام فيها الأذان، ولكن يد الميليشيا اغتالته في منطقة الرميلة بعد أن فتح مسجداً هناك، فحقق رغبته “إما الأذان أو الشهادة” لقد أقام الشيخ عباس المهل الأذان ونال الشهادة، نسأل الله أن يرحمه ويتقبله عنده شهيداً.
ثكنات عسكرية:
واستردت القوات المسلحة، والقوات المساندة لها من القوة المشتركة، والقوات الأمنية، والنظامية، والمستنفرين، والمجاهدين، عدة مساجد من أيدي ميليشيا الدعم السريع في ولاية الخرطوم، وكشفت مقاطع الفيديو والصور التي نُشرت على منصات التواصل الاجتماعي، مظاهر الدمار والخراب التي طالت هذه المساجد، حيث أدخل هؤلاء الجنجويد سياراتهم ومركباتهم القتالية ” تاتشر” داخل مُصلّى المسجد، ووزعوا أسلحتهم وعتادهم الحربي، وفرشوا أسرّتهم وأقاموا فيه مطابخهم، وأشعلوا نيراناً للطهي وإعداد الطعام، وخصصوا أماكن داخل المسجد لممارسة الرزيلة والفحشاء، ومعاقرة الخمر والنساء، في انتهاك واضح وفاضح لحرمات المساجد ودور العبادة بما يخالف التعاليم السماوية، وينتهك القانون الإنساني والدولي.
رزيلة وفحشاء:
وكان دكتور مجد الدين الشيخ الأحمدي، رئيس اللجنة الصوفية لدعم معركة الكرامة، قد كشف عن الممارسات غير الأخلاقية والإنسانية لمنسوبي ميليشيا الدعم السريع، بعدم مراعاتهم لحُرمة وقدسية المساجد بالخرطوم، وقال الأحمدي إن اللجنة الصوفية لمعركة الكرامة قد قامت في ظل التدوين المستمر، بنظافة مسجد أم درمان الكبير بسوق أم درمان، ومسجد المحسن الشيخ عبد الغفار، ومسجد النتيفة بحي بانت غرب، وأبان أن الأوساخ والقاذورات التي وجودها بداخل هذه المساجد كانت كثيرة للغاية، إضافة إلى سرقة المكيفات والمراوح، ولمبات الإنارة، وفرش الصلاة ومايكرفونات الآذان، وحتى الساعات الحائطية، هذا فضلاً عن التخريب الذي طال كراسي ومقاعد كبار السن بالمسجد، والنجف الذي كان يُزِّين المساجد، وأكد الشيخ الأحمدي وجود أدلة لممارسة الفحشاء والمنكر بداخل المصليات، منوهاً إلى ضبط ملابس داخلية لبعض النساء من الساقطات اللاتي يأتي بهن هؤلاء الأوباش لممارسة المنكر داخل هذه المساجد، هذا بالإضافة إلى وجود قوارير بلاستيكية تفوح منها رائحة الخمر، وأعقاب لسجائر من مخدرات البنقو، وكشف رئيس اللجنة الصوفية لدعم معركة الكرامة عن تبرُّز وتبوُّل الميليشيا المتمردة في محراب ومنابر خطبة الجمعة، مع رمي المصاحف واتلافها في حوش وصحن المساجد، مشيراً إلى تعرض بعض هذه المساجد إلى الكثير من التصدعات في الجدران والأسقف من جراء التدوين، وقال إن اللجنة أقامت حملة نظافة عامة لهذه المساجد بإزالة الأوساخ، وتبخير المصلى والمحراب من الروائح النتنة التي علقت بها من ممارسة الفحشاء والمنكر وآثار التبرز والتبول في الداخل.
انتهاكات وسِحر:
واستنكر الداعية الإسلامي الشيخ محمد هاشم الحكيم القيِّم العام على كرسي المالكية للعلوم الشرعية بالسودان، الانتهاكات التي مارستها ميليشيا الدعم السريع والفواحش التي ارتكبتها في المساجد، وقال في إفادته للكرامة، إن هزيمة الجنجويد الحقيقية بدأت من تدنيسهم لبيوت الله تبارك وتعالى، والاعتداء عليها وتعطيلها ومنع إقامة الصلاة فيها، مستعرضاً في هذا الصدد أهمية المساجد التي اختارها الله لتكون له بيوتاً في الأرض، وزوَّارها هم عمُّارها، مشيداً بحرص القوات المسلحة والقوات المساندة لها من القوات النظامية والأجهزة الأمنية والمستنفرين الذين متى ما حرروا منطقة من دنس الميليشيا المتمردة، يقومون برفع الأذان في مساجد المنطقة المحررة إيذاناً بتعمير هذه المساجد، وقال الشيخ محمد هاشم الحكيم إن ميليشيا الدعم السريع، استهدفت كل المساجد الموجودة في منطقة الشجرة بضرب الطاقة الشمسية والمآذن، وحاولوا هدم هذه المساجد لاعتقادهم أنها السبب في إبطال مفعول السحر والدجل والشعوذة، التي كانوا يمارسونها في هجومهم على سلاح المدرعات بالشجرة والذي تجاوز ال 140هجوماً فاشلاً، مبيناً أن هؤلاء الجنجويد كانوا يحملون ألاف من التمائم ويسخِّرون بعض الحيوانات كالقرود، بزعم قدرتها على نشر السحر وتعمية الأبصار.
وعيد الجنجويد:
وعلى ذات النهج المستنكر لتطاول ميليشيا الدعم السريع على بيوت الله واستهداف المساجد، يمضي الداعية الإسلامي الشيخ الدكتور مهران ماهر عثمان إمام وخطيب مسجد السلام بالطائف، متناولاً وعيد الله سبحانه وتعالى لمن يمنع الصلاة في مساجد الله بقوله تعالى (ومَنْ أَظْلَمُ مِمَّن منَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ، وَسَعَى فِي خَرَابِهَا، أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ، لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ، وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) وأبان شيخ مهران أن القاصي والداني يعلم بمنع هؤلاء المتمردين الأذان في أماكن كثيرة، مشيراً إلى استشهاد بعض المؤذنين ممن أصروا على رفع الآذان في المساجد في المناطق التي يسيطر عليها متمردو الدعم السريع، مبيناً أن كثيراً من الصور والفيديوهات المنتشرة في منصات التواصل الاجتماعي تشير إلى تعطيل الميليشيا الصلاة في كثير من المساجد، واتخاذها دوراً لممارسة الفواحش، وقال شيخ مهران إن الله تعالى يتوعد هؤلاء الذين عطَّلوا الصلاة في المساجد وسعوا لخرابها من عدة وجوه، مبيناً إن الله تعالى يوضح في الوجه الأول أنهم أظلمُ مَنْ خَلَق الله، والاستفهام يُراد به النفي، بمعنى لا أحد أظلم من هؤلاء الذين سلكوا هذا المسلك، والوجه الثاني أن لهم في الدنيا خِزي، يعني الذلٌ والصغار، والوجه الثالث توعدهم الله بأن يكون لهم في الآخرة عذاب عظيم، أي توعدهم الله بالنار، وختم الداعية الإسلامي الشيخ الدكتور مهران ماهر عثمان إمام وخطيب مسجد السلام بالطائف إفادته للكرامة متناولاً ما جاء في الآية من بيان لأهل الحق الذين منعوا من مساجدهم و خُربت دور عبادتهم، قال أولئك الذين ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين، مبيناً أن هذا خبر بمعنى الأمر، بمعنى عليكم أن تجاهدوا هؤلاء كي لا يدخلها أحدٌ منهم إلا وهو خائف.
تجربة شخصية:
وعاد الداعية الإسلامي الشيخ محمد هاشم الحكيم القيِّم العام على كرسي المالكية للعلوم الشرعية بالسودان، ليحكي للكرامة عن تجربة شخصية تعرض لها بأحد المساجد في حي جبرة جنوب الخرطوم، حيث أدى صلاة العيد وتحدث في الخطبة عن الجنجويد والجرائم التي يرتكبونها، ودعا الله عليهم في نهاية الخطبة، فما الذي حدث؟ داهم الجنجويد المسجد لإلقاء القبض عليه، ولما لم يجدوه، منعوا الصلاة في ذلك المسجد، ورفعوا القناصين على المآذن وأدخلوا التاتشرات داخل المسجد، مبيناً أن هذه الميليشيا لا تراعي حرمة لله ولا بيوته، وأن التاريخ قد سجل كل هذه الفظائع التي اُرتكبت في حق المساجد، وأن الله عز وجل قد انتقم منهم انتقاماً لا مثيل له، ويكفي أجسادهم المبتورة، ومئات الألاف من الجثث المنثورة، منها 80,000 جثة داخل وخارج المدرعات فقط، وقال شيخ الحكيم إن الأيام المقبلة حبلى بالمزيد من انتقام السماء من هؤلاء الجنجويد، مؤكداً أن الانتصارات التي ظلت تحققها القوات المسلحة في هذه الأيام دلالة على أن الله قد اختار لأمة السودان أن تتحرر من أولئك الفجرة الذين اختاروا تعظيم وسائل الكفر بالله عزَّ وجل، على حبائل الإيمان.
خاتمة مهمة:
على كلٍّ فإن انتهاك حرمة المساجد ودور العبادة محرمٌ من قبل شريعة السماء، ويخالف المواثيق والأعراف الدولية وينتهك القانون الإنساني، فإن كان المجتمع الدولي يتماهى مع الجرائم والانتهاكات التي تمارسها هذه الميليشيا المتمردة، فإن العدالة الإلهية ستأخذ مجراها وأن عين الحق تعالى لا تنام، والله يمهل ولا يهمل، وبإذن الله تعالى ستكون جهنَّمُ مأواهم جزاءً بما كَانوا يَكْسِبُون.
نقلاً عن بلادي