خارج الإطار بخاري بشير هذا ما يريده البرهان!

خارج الإطار بخاري بشير  هذا ما يريده البرهان!

 

خارج الإطار
بخاري بشير

هذا ما يريده البرهان!

كانت عودة الفريق أول عبدالفتاح البرهان المفاجئة أمس الي قاعدة وادي سيدنا العسكرية، ولقائه بالضباط والجنود والمستنفرين، خطوة موفقة جدا، الجمت العديد من الألسن، وأخرصت مؤامرات وتلفيقات مليشيا الدعم السريع، التي كانت تقول في البداية أن الفريق البرهان محاصر في القيادة، وانه لن يخرج إلا بإذن من (حميدتي)_تري اين هو الآن؟_ ثم غيرت المليشيا لسانها عند خروج البرهان الاول، وقالت إنه هرب من ارض المعارك.. ثم هاهو البرهان يعود إلي ارض المعركة، وهو أكثر يقينا بالنصر، وأكثر إيمانا ببقاء السودان وجيشه، فوق جماجم المليشيا ومرتزقتها المستجلبين من كل فج.. عاد البرهان الي ارض المعركة، وقد سمعنا حديثه، للجنود المتلهفين للقتال، أن (هذا الجيش من اليوم يمشي قدام). فقد كانت رسالة واضحة في بريد المليشيا ومن يقف وراءها.
زيارة البرهان لوادي سيدنا في هذا التوقيت، هي اعلان لاقتراب حسم المعركة، وتحرير الخرطوم، وهي رسالة بالبنط العريض للذين أرادوا بذر الفتنة بين الجيش وقيادته، وبين القيادة ومؤيديها من المواطنين، جاء الرد الفوري وبيان بالعمل ليؤكد مدي التحام القيادة بجنودها في جبهات القتال.. وجاءت الزيارة لتأكيد أن التفاوض مع المليشيا ما كان انكسارا، ولا رهبة، إنما جاء من موقف قوة وثبات، عندما أكد البرهان أن المفاوضات ليس بها بنود جديدة، لكنها جاءت لتنفيذ الاتفاق القديم، الذي وقع في الحادي عشر من مايو.
اوصل الشعب رسالته للقيادة ، بأنه لا يريد المليشيا من جديد في المشهد السوداني، بسبب حربها عليهم منذ اليوم الاول لانطلاق الرصاص، وجهت المليشيا كل قوتها لضرب الشعب في هذه الحرب وقتله واغتصابها ونهب ممتلكاته، ولم تكن حربها ضد الجيش.. وبهذا التصرف الأرعن خالفت المليشيا اول بنود القانون الدولي الإنساني الذي يجرم المليشيات والجيوش اذا كانت أهدافها في الأعيان المدنية.
خطوة البرهان لوادي سيدنا أكدت أن المليشيا الي زوال، سوي كان ذلك بالبندقية، أو بطاولة المفاوضات.
كذلك قرارات البرهان اليوم بإعفاء وزراء، وتكليف آخرين تعتبر ردا قويا علي الذين يروجون الشائعات، بأن هناك تردد في القيادة وعدم وضوح في الرؤية، لكن واضح أن مرحلة جديدة قد بدأت في حرب السودان، ومتوقع أن يشهد المشهد السوداني تحولات كبيرة هذه الأيام.
وفي ظني أن هذا هو ما يريده القائد.