كلام صريح سميه سيد في التوقيت الخطأ

كلام صريح سميه سيد  في التوقيت الخطأ

 

كلام صريح
سميه سيد

في التوقيت الخطأ
رئيس اركان حرب الجيش المصري ابان حرب اكتوبر الفريق سعد الدين الشاذلي اشار في مذكراته لازمة ثغرة الدفرسوار بينه وبين الرئيس السادات والهجوم المصري على خط بارليف . وذكر كيف ان تدخل من ليس له علم في سير المعركة ادى الى تاثير على الحرب وقاد الى موت الكثيرين .
في حربنا التي يقودها جيشنا الباسل امام المليشيا نعاني من تدخل من ليس له علم بسير العمليات الحربية في تفاصيل دقيقة لا يتسنى لغير العسكريين وقادة المعركة ان يدرك كيفية التعامل معها .
ندرك ان تطاول امد الحرب وانتشار المتمردين وتوسعهم في رقعة اضافية خاصة في مناطق دارفور قد ادت الى حالة من التململ وسط قطاعات الشعب السوداني الذي كان يتوقع العودة الى الديار قريبا ، لكن هذا ما كان من المفترض ان يقود الى هجوم على القائد العام للجيش الفريق البرهان برمزيته في قيادة هذه المعركة.
قبل كل شي علينا الا ننسى ان البرهان هو قائد الجيش واي هجوم شخص يوجه له فهو يوجه الى القوات المسلحة في كل هيئتها وهيبتها .
الهجوم على شخص البرهان قادته الغرف الاعلامية ومنصات ومراكز اعلامية متطورة جدا في الداخل والخارج يصرف عليها بسخاء شديد جدا .
الهدف كان واضحا من اللحظة الاولى لاطلاق الحملة وهو ابعاد الحاضنة الشعبية للجيش والتي تمثل كل قطاعات الشعب السوداني بمعظم مكوناته ببث حالة من الاحباط تقود الى زعزعة الثقة في القائد العام ومن ثم في القوات المسلحة.. اذن هي حرب نفسية ضد الجيش في شخص البرهان .
الطعن في البرهان يعني ضعف قيادة الجيش وضعف الجيش يعني ضعف قيادة المعركة والهزيمة .
خطة مكتملة ومحبوكة بعناية فائقة وتسير الان بما هو مخطط له بمثل ما نلاحظه عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعبر مواقع الكترونية ومنصات تابعة للجنجويد ومناصريهم.
طبيعي جدا ان تقود المليشيا المتمردة هذا الخط الهجومي . لكن من غير الطبيعي ان يمتد هذا الهجوم الى حملة اقلام ظلوا طيلة الفترة الماضية ومنذ انطلاقة الطلقة الاولى منتصف ابريل الماضي خط الدفاع الاول للقوات المسلحة وهي تقود المعركة .
بعض كتاب الراي ينطلقون من فكرة ان الجيش ليس جيش البرهان .. وهذه طبعا حقيقة.. ويعتقدون ان الهجوم على البرهان لا يعني باي حال الهجوم على الجيش .. وهذه ليست حقيقة في اعتقادي..
وهم يرون ان ما يصوبونه من نقد تجاه البرهان ياتي من حرصهم على استمرار القوات المسلحة في المعركة بقوة من اجل هزيمة العدو. وان ما يسجلونه من ملاحظات بسبب غياب حكومة وعدم ادارة الدولة بما يخدم متطلبات ومعاش الناس.
تلاحظ ايضا هجوما مكثفا من بعض الصحافيين المحسوبين على التيار الاسلامي على البرهان الايام الماضية . البعض ارجع ذلك لاستئناف منبر جدة . خاصة ان هذا التيار لا يرغب في التفاوض مع المتمردين ويرى ان الحل في حسم المعركة عسكريا .
صحيح الشعب يعاني ليس من ويلات الحرب فقط وانما قصور في ادارة دولاب الدولة وفي توفير الخدمات ومعاش الناس.لكن لا يجب ان يكون هذا القصور مدخلا للهجوم على قيادة الجيش في هذا التوقيت الحرج.
علينا ان نعي حجم المؤامرة على القوات المسلحة من الداخل متمثلة في دعم قبلي وخونة داخل اجهزة الدولة ، ومن الخارج متمثلة في الدعم الكبير والمتواصل بالمال والسلاح والرجال من عدد من الدول . هذا التحدي يحتم علينا كصحفيين وقادة راي تاجيل اي ملاحظات وتصويب اي نقد في الاداء وفي ادارة المعركة الى حين نهاية التمرد اولا وقبل ايي شيء