تقرير جديد يكشف تفاصيل عن الدعم الايراني للجيش السوداني عبر شحنات أسلحة

رصد: السطلة

أظهر تقرير حديث صادر عن مرصد الصراعات وجود أدلة تفيد بأن إيران نفذت تسع رحلات شحن إلى السودان بين ديسمبر 2023 ويوليو 2024، محملة بأسلحة ساعدت القوات المسلحة السودانية، من ضمنها طائرات مسيرة هجومية.

ذكر تقرير من مرصد الصراعات، وهو اتحاد بحثي ممول من مكتب عمليات الصراع والاستقرار التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، أن إيران قامت بإرسال ما لا يقل عن تسع رحلات شحن إلى السودان خلال الفترة من ديسمبر 2023 إلى يوليو 2024، وذلك في سياق اتساع العلاقة بين البلدين.

وأضاف التقرير الذي صدر يوم الخميس أن هذه الرحلات تزامنت مع ظهور الأسلحة الإيرانية في ميادين القتال السودانية للمرة الأولى.

أكد التقرير أن “فريق البحث متأكد تقريباً من أن إيران ساعدت في تسليم الأسلحة إلى القوات المسلحة السودانية من خلال رحلات لطائرة شحن تابعة لشركة ‘قشم فارس للطيران’ إلى مطار بورتسودان الدولي بين ديسمبر 2023 ويوليو 2024”.

تحليل الرحلات الجوية

اعتمد التقرير على تحديد تسع رحلات لطائرة شحن إيرانية (EP-FAB) من طهران إلى بورتسودان.

وجاء فيه أن “أربع من هذه الرحلات انتهت في ساحة القوات الجوية الإيرانية بمطار مهرآباد في طهران، مما يدل على إمكانية نقلها لشحنات عسكرية”.

وأضاف التقرير: “وقف العديد من الرحلات لأجهزة إرسال ADS-B قبل الهبوط يعد استراتيجية تُشير إلى وجود إخفاء متعمد للنشاط العسكري، وهو أمر غير مألوف في الرحلات المدنية”.

تصاعد الدور الإيراني

أفاد التقرير أن انطلاق هذه الرحلات تزامن مع العمليات العسكرية التي قامت بها القوات المسلحة السودانية في شهري يناير وفبراير 2024.

أوضح جوستين لينش، المؤلف الرئيسي للتقرير، أن “انطلاق الرحلات الجوية الإيرانية في ديسمبر 2023 تزامن مع هجوم نفذته القوات المسلحة السودانية في الأشهر التي تلت ذلك، ومن المؤكد تقريباً أن هذه الرحلات قد زودت الأسلحة التي دعمت تلك الحملة”.

تفاصيل الأسلحة المُرسلة

أفاد التقرير أن الأسلحة التي زودت بها إيران تشمل طائرات مسيرة هجومية من طراز مهاجر-6، بالإضافة إلى محطات التحكم الأرضية ومعدات أخرى.

أشار إلى أن طائرة الشحن “إي بي-فاب” التي تملكها شركة قشم فارس للطيران، لها سجل في تسهيل نقل شحنات الأسلحة، حيث فرضت عليها وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات بسبب تورطها في نقل الأسلحة إلى فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في سوريا.

تجنب المراقبة الجوية

وأشار التقرير إلى أن “أغلب الرحلات الجوية الإيرانية توقفت في بندر عباس، الذي يعد موقعاً استراتيجياً مهماً لاستخدام الطائرات بدون طيار والنشاط البحري الإيراني”.

وأضاف: “لقد تجنبت الرحلات المرور في المجال الجوي السعودي وسلكت مساراً يمر عبر ساحل عمان واليمن باتجاه السودان.”

أشار التقرير إلى أن فترة البحث انتهت في يوليو 2024، وأنه قد تكون هناك رحلات أخرى قد أُجريت بعد ذلك.

اختتم التقرير بالقول: “يمكن أن يؤثر التعاون العسكري بين إيران والسودان على توازن القوى في المنطقة، وقد يجذب اهتماماً دولياً متزايداً”.