مدارات* *مراد بلة* *حرب الجمارك السودانية على جنجويد التهريب

مدارات* *مراد بلة*  *حرب الجمارك السودانية على جنجويد التهريب

 

*مدارات*
*مراد بلة*

*حرب الجمارك السودانية على جنجويد التهريب*

* يبدو أن الحرب التي يتعرض لها السودان الدولة لم تقتصر على عمليات التقتيل والنهب والسلب وإغتصاب الحراير وخطفهن على إيدي قوات الجنحويد فثمة حرب أخرى أكثر فتكاً وأشد ضراوة..هذه الحرب التي أعنيها ما فتئت تتصدى لها قوات الجمارك السودانية بقيادة *الفريق حسب الكريم آدم النور مدير عام الجمارك* والذي خرج بإعجوبة من ألسنة لهيب الحرب بعد رحلة محفوفة بالمخاطر ليستقر به المقام في مدينة بورتسودان ..
* ومن ثم شرع على الفور في تحريك دولاب العمل حيث بدأ أول ما بدأ بإعادة الثقة في الموردين وساعده في ذلك أن المنافذ البحرية كانت مشرعة وكذا المعابر البرية عبر الولاية الشمالية مما أسهم بصورة فاعلة في إنسياب حركة الصادر..
* غير أن التحدي الأول الذي جابهته قوات الجمارك السودانية ومنذ الشهور الأولى للحرب لهو خروج تقنية المعلومات والشبكة عن العمل مما أثر سلباً على سير الإجراءات،الأمرالذي حدا بها للجوء للعمل ورقياً إلى حين إعادة برنامج الشبكة وإسترداد كل المعلومات بما فيها الأرشفة وكل المعلومات القديمة بجانب التحديات التقنية الأخرى والمتعلقة بالربط الشبكي بين الجمارك والوحدات الحكومية الأخرى من مصارف ومؤسسات وشركات وغيرها ..إلا أنه قد تم ذلك بفضل المجهودات التي بذلها هؤلاء الجنود المجهولون من فتية شرطة الجمارك الاشاوس وبالتالي عادت الأمور إلى نصابها..
*وفي ظل هكذا أوضاع بالغة التعقيد يحمد لإدارة الجمارك بقيادة ربانها الماهر *الفريق شرطه حسب الكريم آدم النور* أنها إنتهجت سياسة مرنة ونشطة لتغطية حوائج الناس وتجنب حدوث أيما ندرة في السلع الأساسية في ظل هذه الحرب المفروضة على قوات الشعب المسلحة وذلك بتسهيل إجراءات تخليص الوارد من السلع الإستراتيجية لرفد السوق المحلي بها الشيء الذي نتج عنه فائض..بل إغراق في عدد مقدر من السلع الضرورية..
*وحرصاً من إدارة الجمارك السودانية على إستدامة توفر الكثير من هذه السلع فقد أمن إجتماع سعادة الفريق حسب الكريم* بلجنة المعابر على ضرورة التنسيق والمتابعة مع الجانب الأرتري بما يمكّن من الإسراع في إفتتاح المعابر لتتوج بعقد إتفاقية تجارة حدودية مرنة معها..وبالتأكيد على أهمية إفتتاح الحظيرة الجمركية لتسربع عملية التخليص، وهنالك خطوات عملية سارت في هذا الإتجاه بوقوف اللجنة المكلفة على معابر اللفة وعواض وكرابيب من خلال زيارات ميدانية إستعداداً لإفتتاحها في القريب العاجل.. على أن إحدى الدروس والعبر المستفادة من هذه الحرب أنه لابد من تطوير المنافذ الحدودية مع دول الجوار كما من الأهمية بمكان العمل على النهوض بإتفاقيات التعاون المشترك مع تلكم الدول لأن من شأن ذلك أن يساعد في زيادة وتنمية موارد البلاد و النهوض بالمجتمعات المحلية مما يؤدي إلى ترقية الصادر..فلو تدرون دول الجوار السوداني في أمس الحاجة إلى موارد البلاد سواءاً كانت محاصيل زراعية أو ثروة حيوانية أو معدنية..
*فيما نجد أن العامل الأكثر أهمية في كل ما سبق هو حتمية عملية إحكام الرقابة والرصد حتى لا يستغل ضعاف النقوس الظرف الإستثنائي الذي تمر به البلاد مثلما حاول البعض تهريب الموارد الإقتصادية بما يمكن وصفه بانها حرب أخرى ربما تضاهي حرب الجنجويد (أرباب الخراب) على الأمة السودانية، فقد إستطاعت قوات الجمارك إحباط عملية تهريب لعدد كيلوجرامات مقدرة من الذهب على يد إحدى المسافرات وأيضاً من المجهودات الجبارة التي تقوم بها إدارة التهريب بالجمارك السودانية ضبط عدد (٤) مركبات تحمل كمية كبيرة من مادة السيانيد عالية السمية وذلك من خلال الإطواف البرية التي تعمل ليل نهار عطفاً على أنه تم ضبط أعداد كبيرة من الإبل المهربة عبر الحدود في طريقها إلى خارج البلاد بجانب ضبط حالات لتهريب الأدوية، ثم كان الإنجاز الأكبر الذي إضطلع به جنود الجمارك هو ضبط نصف طن من مادة الآيس وأكثر من (٢٧٠) كيلوجرام حشيش أفغاني وكميات كبيرة من الكوكاين والهروين كل هذا ياسادتي يحدث أثناء الحرب من ضعاف النفوس..إلا أن قوات الجمارك السودانية بقيادة *الفريق حسب الكريم* تقف دوماً بالمرصاد لكل المحاولات الشريرة التي تسعى إلى تخريب الإقتصاد الوطني وتهدد أمن وسلامة المواطن..
*ولعمري هذا غيض من فيض في سفر ما قامت به و تقوم الجمارك السودانية..التي تسهر من أجل حراسة موارد الأمة وحفظ مكتسباتها في كل زمان ومكان براََ وبحراََ وجواََ