الحزب الشيوعي يصفع تنسيقية تقدم
رصد السلطة
اعتذر الحزب الشيوعي السوداني مركزية بريطانيا وايىلندا من حضور اللقاء التشاوري لتنسيقية تقدم برئاسة عبدالله حمدوك الذي تم تنظيمه امس الأربعاء بلندن .
خطاب إعتذار من الحزب الشيوعي السوداني بالمملكة المتحدة وآيرلندا عن حضور “اجتماع تشاوري” مع رئيس تنسيقية “تقدم” الذي جرى عقده امس في لندن. يطرح الحزب الشيوعي السوداني بالمملكة المتحدة وآيرلندا في هذا الخطاب بعضاً من قضايا الخلاف الرئيسية التي تمنع قيام وحدة سياسية لإيقاف الحرب مع تنسيقية “تقدم”.
السيدات والسادة في مركزية “تقدم” بالمملكة المتحدة وآيرلندا
بعد التحية والاحترام،
استلمنا مساء الثلاثاء ٢٩ أكتوبر ٢٠٢٤ دعوتكم الكريمة لحضور الاجتماع التشاوري مع رئيس تنسيقية “تقدم” يوم الأربعاء ٣٠ أكتوبر ٢٠٢٤ للتداول حول وسائل وقف الحرب في السودان.
نشكركم علي الدعوة، ونشير إلى أننا، رغم ضيق الوقت المتاح، تداولنا حولها باستفاضة عبر هيئاتنا الحزبية بالمملكة المتحدة وآيرلندا، وتوصلنا إلى الآتي:
مازالت الهوة الفاصلة بين رؤية حزبنا ورؤيتكم بالغة الاتساع، إذ تقوم رؤيتنا على بناء أوسع جبهة مدنية لإيقاف الحرب، استنادًا على الرفض القاطع لمشاركة طرفيها (مليشيا الجنجويد والقيادة الحالية للقوات المسلحة) في رسم ملامح المستقبل السياسي للبلاد وقضايا الحكم والدستور، باعتبارهما فاقدين لكل أهلية أخلاقية وقانونية تؤهلهما للمشاركة، بسبب كل ما ارتكباه ومافتئا يرتكبانه من جرائم حرب وإبادة وجرائم ضد الإنسانية لا يمكن تجاوزها أو السماح بالإفلات من المحاسبة والعقاب، أو بعودة نظام الأخوان المسلمين إلى السلطة برماح قيادة القوات المسلحة؛ وذلك بينما ظلّ موقفكم المعلن هو الدخول في “عملية سياسية” بمشاركة طرفي الحرب وشركاء النظام السابق والواجهات الأخري للحركة الإسلامية، وتلك عملية إن تحققت، ستقود بالضرورة لإيجاد تسوية سياسية تكون الحركة الإسلامية ومليشيا الجنجويد جزءًا أصيلا فيها، مما يقود لمواصلة نفس السياسات التي كانت قائمة قبل وبعد سقوط رأس نظام الثلاثين من يونيو ١٩٨٩، فتتلاشى بذلك شعارات ثورة ديسمبر المجيدة. ولقد خطت “تقدم” عملياً في هذه الوجهة بتوقيع اتفاق أديس أبابا بين رئيسها وقائد مليشيا الجنجويد، وبالمشاركة في اجتماعات صُمِّمَت لتوسيع قاعدة هذا التحالف من قبل الشركاء الإقليميين والدوليين، بينما نحن ندعم عمل القواعد الذي تَشَكَّل في غرف الطوارئ وتقديم المساعدات للنازحين والباحثين عن السلامة داخل وخارج السودان.
في الوقت الذي تقوم فيه الجبهة الواسعة، التي ندعم بناءها، على العمل الداخلي بتنظيم جماهير الشعب السوداني في العمل السلمي المقاوم، على أن يشكّل نشاط الخارج عاملاً مكملاً لهذا الجهد، فإن رؤيتكم تستند على القوى الإقليميية والدولية بمواقفها الواضحة، من دون الرجوع لمطالب شعبنا وتوجهه الرافض للحرب وطرفيها، ما يفتح الباب علي مصراعيه لتحقيق مصالح الداعمين ولفقدان السيادة الوطنية.
طبيعة مثل هذه الاجتماعات، وبهذا الشكل، تؤكد صحة موقفنا من منهج “تقدم” واسلوب عملها الفوقي المعزول عن جماهير شعبنا. وقد أثبتت التجربة العملية مع “تقدم” في العمل وسط منظمات الجماهير، سواءً كانت نقابات أو لجان مقاومة أو منظمات مجتمع مدني أو مجموعات نسائية.. الخ حول العالم، أثبتت للسودانيين نموذجاً للانتقائية وضرب وحدة المنظمات بما يلبي رؤى “تقدم” السياسية علي عكس ماتدعيه. ومن أبلغ الأدلة على هذا النهج التجاهل المتعمد من قبل “تقدم” لمجهودات لجان المقاومة وسعيها الحثيث لإجراء حوار حول رؤيتها لإنهاء الحرب، ومع هذا التجاهل تجري باستمرار محاولات تزييف صوت اللجان عبر محاولات اختطاف تمثيلها أو بخلق تنظيمات لأجسام موازية لها.
القوى السياسية الوطنية والمدنية ببريطانيا، بمختلف توجهاتها، راكمت تجربة كبيرة منذ ما قبل سقوط رأس نظام الجبهة الإسلامية، وتتواصل التجربة إلي يومنا هذا بالتنسيق والعمل المشترك في جهود وقف الحرب حتى غدت نموذجاً جاذباً للعمل بين السودانيين. ومن جانبنا، فإننا إذ نتشرف بأن نكون جزءأ من هذا الجهد المشترك، نؤكد أن حرصنا على المحافظة عليه وعلى تطويره يقتضي الحرص على مشاركة كل الأطراف المعنية في كل الخطوات والفعاليات المتعلقة بجهود وقف الحرب.
– انطلاقاً من كل ما تقدم، نشعر بأن ثمة ارضية مفقودة للتخاطب بلغة مشتركة حول وسائل وقف الحرب، ولذا نعتذر عن حضور الاجتماع التشاوري.
وتقبلوا منا خالص الشكر والتقدير.
الحزب الشيوعي السوداني
المملكة المتحدة وأيرلندا
٣٠ أكتوبر ٢٠٢