حضور غربي متواصل لبورتسودان.. ما القصة ؟
رصد : السطلة
شهدت بورتسودان زيارات لعدد من المبعوثين الدوليين خلال اليوميين الماضيين، حيث كان أولهم المبعوث الأمريكي توم بيرييلو الذي زار البلاد يوم الاثنين الماضي ثم المبعوثيْن النرويجي والسويدي.
الزيارات تأتي بعد متغيرات عديدة على المشهد السوداني كفلت بانتصارات الجيش، فضلًا عن جهود الحكومة لترتيب دولاب العلاقات الخارجية.
المساعدات الإنسانية
واستقبل رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة أمس، المبعوث النرويجي الخاص للسودان.
وذكر وكيل وزارة الخارجية السفير عمر عيسى في تصريحات صحفية أنّ رئيس مجلس السيادة أكد بوضوح خلال اللقاء حرص الحكومة على تقديم التسهيلات لكافة المنظمات وكل الدول التي تقدم المساعدات الإنسانية للسودان، كما وجه سيادته كافة الجهات المختصة بتفعيل وتسهيل الإجراءات اللازمة في هذا الصدد.
ووصف عيسى اللقاء بالإيجابي لاستعراضه العديد من القضايا المتعلقة بالمساعدات الإنسانية وعملية تسهيل إيصالها للسودان بجانب تطورات العملية السياسية.
ويرى مراقبون بأنّ الأوضاع بالبلاد والمتغيرات الجديدة التي فرضتها القوات المسلحة بانتصارات ساحقة استوجبت حالةً من الحراك الدبلوماسي، جعلت وفود دول عديدة تصل مطار بورتسودان.
واعتبر خبراء سياسيون بأنّ مثل هذه الزيارات تعد إيجابيةً في التواصل مع قيادة الدولة وتأكيد الاعتراف بشرعيتها لمواجهة قوات الدعم السريع.
سيادة الدولة
وكان عضو السيادي الفريق أول ركن شمس الدين كباشي قد استقبل بمكتبه أمس (الأربعاء) المبعوث السويسري الخاص للقرن الإفريقي السفير سيلفان استييه.
وخلال اللقاء، أكد كباشي حرص الحكومة على إحلال السلام ووقف معاناة السودانيين والانفتاح على كافة المبادرات التي من شأنها تحقيق الأمن والاستقرار، وفرض سيادة الدولة السودانية وحفظ كرامة الشعب السوداني.
ويقول الكاتب الصحفي والمحلل السياسي الهندي عز الدين رئيس تحرير صحيفة المجهر السياسي: (إنّه يبدو واضحًا من خلال سلسلة زيارات المبعوثين الغربيين أنّها تتم بالتنسيق بين هذه الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية لممارسة ضغوط على قيادة الجيش والدولة للعودة لطاولة المفاوضات وإعداد وقف إطلاق نار).
وتوقع الهندي أنّ هذه الزيارات مرتبة على اعتبار إجازة مشروع القرار البريطاني في جلسة مجلس الأمن والذي قضت عليه روسيا باستخدام حق النقض (الفيتو)، في حركة مباغتة فوجئ بها جميع أعضاء مجلس الأمن.
وأضاف الهندي قائلًا: إنّ الدور السويسري معلومٌ خلال الأشهر الماضية حين رعت جنيف مع واشنطن منبر لمفاوضات بين الجيش والميليشيا، ولكن القوات المسلحة رفضت الانخراط فيه، كما رعت سويسرا مباحثات غير معلنة بين (الكتلة الديمقراطية) و(تقدم) في يوليو الماضي، كما ظلت النرويج تلعب أدوارًا مهمةً في تاريخ مفاوضات السلام بالسودان، حيث أدت وزيرة التعاون النرويجية هيليدا جونسون مهامًا أساسيةً للوصول لسلام بين حكومة الإنقاذ والحركة الشعبية بقيادة الراحل جون قرنق، كما أنّ النرويج وجود وتواصل مكثف مع القوى السياسية السودانية عبر منظمات وواجهات وجامعات تعقد سمنارات وورش عمل حول قضايا مختلفة تخص السياسة والمجتمع والسياسة في السودان، وربما تفكر أمريكا وأوروبا في مسار جديد لتحقيق أهدافها بعيدًا عن مجلس الأمن.
شاركها على