صرخة نساء السودان : جريمة منظمة تتجاوز حدود الحرب
متابعات : السلطة
– شئ للوطن
– م.صلاح غريبة – مصر
Ghariba2013@gmail.com
في كل عام، نحتفل باليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، وكأننا نجدد العهد على أنفسنا بالقضاء على هذه الآفة التي تلوث مجتمعاتنا. ولكن في ظل الأحداث الجارية في السودان، يتحول هذا اليوم إلى يوم حداد على أرواح النساء اللواتي يتعرضن لأبشع أنواع العنف والانتهاكات.
ففي السودان، لم يعد العنف ضد المرأة مجرد جريمة عادية، بل تحول إلى جريمة منظمة تستهدف النساء بشكل خاص، وتستخدم كسلاح في الحروب والصراعات. فالميليشيات المسلحة، وعلى رأسها مليشيات الجنجويد، ترتكب فظائع لا توصف بحق النساء والفتيات، فظائع تتجاوز حدود الوصف وتشكل انتهاكاً صارخاً لكافة القوانين والأعراف الدولية.
إن ما يحدث في السودان هو إبادة جماعية منظمة، تستهدف النساء بشكل خاص، بهدف تدمير مجتمع بأكمله. فالاغتصاب هنا ليس مجرد جريمة جنسية، بل هو سلاح حرب يستخدم لترويع المدنيين وتغيير التركيبة الديمغرافية للمنطقة التي يستهدفها. إنه أداة إبادة جماعية بطيئة، تستهدف تدمير نسيج المجتمع وتفكيكه.
إن هذه الجرائم البشعة لا تحدث في فراغ، بل هي نتاج لسياسات عنصرية وكراهية تجاه المرأة، ونتيجة لصراع على السلطة والثروات. فالمرأة السودانية تدفع الثمن الأغلى لهذه الصراعات، حيث تتحول إلى ضحية للعنف والانتهاكات.
المؤسف حقاً أن العالم يتجاهل هذه الجرائم البشعة، ويصمت على صرخات النساء السودانيات. ففي الوقت الذي نرى فيه المجتمع الدولي يتحرك بسرعة لمواجهة أزمات إنسانية أخرى، نجد أن صرخات النساء السودانيات تغرق في بحر الصمت واللامبالاة.
إن هذا الصمت المطبق يشجع مرتكبي هذه الجرائم على الاستمرار في إعمال شريعتهم الظالمة، ويزيد من معاناة النساء اللواتي يتعرضن للعنف. بالإفلات من العقاب يشجع على تكرار الجريمة، ويقوض الثقة في العدالة.
إن استمرار الدول والمجموعات الراعية للميليشيات الإرهابية في تقديم الدعم لها، يجعلها شريكة بشكل كامل في هذه الجرائم البشعة. فمن يدعم الإرهابيين، يشجع على ارتكاب المزيد من الجرائم، ويحمل جزءاً من المسؤولية عن المعاناة التي يتسببون بها.
إننا ندعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته، والتحرك الفوري لوقف هذه الجرائم البشعة، ومحاسبة مرتكبيها. كما ندعو المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى تكثيف جهودها لتقديم المساعدات الإنسانية للناجين من هذه الجرائم، وتوفير الحماية اللازمة لهن.
إننا ندعو الحكومات إلى سن قوانين صارمة تعاقب مرتكبي جرائم العنف ضد المرأة، وتوفير الدعم للناجيات من هذه الجرائم. كما ندعو وسائل الإعلام إلى تغطية هذه القضية بشكل موضوعي وشفاف، وإبراز معاناة النساء السودانيات.
إننا نؤمن بأن صوت الحقيقة أقوى من كل الأسلحة، وأن العدالة ستنتصر في النهاية. فصوت النساء السودانيات لن يختفي، وسوف يستمر في الارتداد صداً مدوياً في أرجاء العالم، حتى ينال هؤلاء المجرمون عقابهم العادل.
إننا نؤمن بأن يوم يأتي حيث تسود العدالة والمساواة، ويصبح فيه العالم مكاناً آمناً للجميع، دون تمييز أو عنف.
دعونا نجعل هذا اليوم، يومًا حقيقياً للتغيير، يومًا نرفع فيه صوتنا عالياً ضد العنف ضد المرأة، ونعمل جميعًا من أجل بناء عالم أكثر عدلاً ومساواة.
شاركها على