أزمة أرقام الجلوس.. فشل حكومي يحطم آمال الطلاب
متابعات : السلطة نت
-أزمة أرقام الجلوس.. فشل حكومي يحطم آمال الطلاب
– رحمة عبدالمنعم يكتب.
على أعتاب امتحانات الشهادة السودانية التي تنطلق بعد غدٍ السبت، تتفاقم أزمة سقوط أرقام الجلوس للطلاب الوافدين، لتكشف عن قصور إداري صارخ يتجاوز حدود الفشل إلى الإهمال المتعمد، في مراكز استلام أرقام الجلوس بمدارس أم درمان، يتوافد الطلاب الوافدون وأولياء أمورهم منذ الصباح وحتى الرابعة عصر اليوم، في طوابير طويلة بحثاً عن أرقام الجلوس التي لم تُسلّم، في مشهد يُلخّص انهيار الأداء الحكومي على المستويين المحلي والاتحادي.
الوالي أحمد عثمان حمزة الذي تعهّد بحل هذه المعضلة، لم يقدّم سوى وعودٍ جوفاء، بينما الأزمة لا تزال قائمة حتى الآن، في مركز الرياض بالثورة الحارة الثامنة، تتصاعد شكاوى الطلاب وأولياء الأمور الذين ينتظرون منذ ساعات طويلة بلا نتيجة، حتى كتابة هذه السطور، لا يزال عشرات الطلاب في حالة ترقّب وقلق شديد للحصول على أرقام الجلوس التي تحدد مصيرهم التعليمي.
الإهمال الحكومي يترك أثراً مدمّراً على نفسيات الطلاب الذين يعيشون أوضاعاً استثنائية نتيجة النزوح والحرب ،التوتر والضغط النفسي، الذي يرافق هذه اللحظات الحرجة، يقوض قدرتهم على التحضير لخوض الامتحانات المصيرية التي كان يُفترض أن تعكس صمود الدولة أمام الأزمات، ولكن بدلاً من ذلك، تحوّلت الامتحانات إلى مرآة تعكس عجز وزارة التربية والتعليم وحكومة الخرطوم عن أداء واجباتها الأساسية.
هذه الفوضى ليست مجرد خطأ إداري عابر، بل تعبير صارخ عن انعدام المسؤولية في المؤسسات الحكومية التي تتجاهل معاناة المواطنين النازحين من جحيم الحرب، سقوط أرقام الجلوس في هذه المرحلة الحساسة يشكّل وصمة عار على جبين حكومة تزعم الاهتمام بالعملية التعليمية، بينما تترك الطلاب وأسرهم يغرقون في دوامة الإهمال.
إن معالجة هذه الأزمة ليست خياراً، بل ضرورة قصوى يجب أن تُنفّذ فوراً ،وزارة التربية والتعليم وحكومة الخرطوم مطالبتان اليوم قبل الغد بوضع حدّ لهذه المأساة، وضمان تسليم أرقام الجلوس لجميع الطلاب بشكل عاجل، الاستمرار في هذا التقاعس لا يعني سوى مزيد من العبث بمستقبل أبناء السودان الذين يواجهون الحرب والنزوح والإهمال الحكومي في آنٍ واحد.
الشكاوى التي وردت من الطلاب وأولياء أمورهم تعبّر بجلاء عن حجم المعاناة والخذلان ،هؤلاء النازحون الذين صبروا على ويلات الحرب لا يستحقون أن يتعرضوا لنيران الإهمال الحكومي ،ومع كل هذا التقصير، لا يسع أحد سوى القول: “حسبنا الله ونعم الوكيل”.
شارك هذا الموضوع :