السودان يستقبل 2025 تحت نار الحـ.ـرب.. السلام مفقود والدمـ.ـار مستمر

السودان يستقبل 2025 تحت نار الحـ.ـرب.. السلام مفقود والدمـ.ـار مستمر
الإعلانات

متابعات : السلطة نت

مع انطلاق العام 2025، لا يزال السودان تحت وطأة الصراع المدمر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، الذي خلق كارثة إنسانية لا تُحتمل، مستمرًا في التأثير على كل جوانب الحياة في البلاد. ومع مرور أكثر من 20 شهرًا على اندلاع الحرب، يتساءل الجميع عما إذا كان هناك أي أمل في السلام وسط هذه الفوضى.

حرب لا تنتهي: 20 شهرًا من العنف المروعة شاركها منذ أبريل 2023، دخل السودان في صراع دموي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

هذا الصراع الذي بدأ في الخرطوم سرعان ما امتد إلى معظم أنحاء البلاد، وأسفر عن مقتل أكثر من 150 ألف شخص، وجرح عشرات الآلاف. بينما تشرد أكثر من 12 مليون شخص، يعيش الملايين منهم في ظروف قاسية. تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن الأوضاع الإنسانية قد وصلت إلى مرحلة غير مسبوقة من التدهور.

 

الجوع والمرض يتسارعان

الأزمة الإنسانية في السودان تفاقمت بشكل سريع، حيث يعاني الملايين من خطر المجاعة. السودان يشهد أكبر أزمة جوع في العالم، وفي الوقت ذاته انتشر العنف الجنسي، وتعرضت المرافق الصحية والتعليمية للتدمير الكامل. الأوبئة مثل الكوليرا وحمى الضنك تنتشر بسرعة، في حين يعاني الأطفال من سوء التغذية الحاد الذي يهدد حياتهم.

 

القطاع الصحي في انهيار.

التصاعد العنيف للنزاع أسفر عن تدمير ما يقارب 80% من المستشفيات والمرافق الصحية في البلاد. تقارير منظمة الصحة العالمية تؤكد أن النظام الطبي في السودان قد انهار تمامًا، مما أدى إلى تفشي الأوبئة وأمراض مثل الكوليرا وحمى الضنك. بالإضافة إلى ذلك، يعاني أكثر من 12 ألف مريض بالكلى في البلاد، حيث توفي أكثر من 3 آلاف منهم بسبب تدمير المستشفيات وغياب العلاج.

 

مأساة لا تنتهي

النازحون السودانيون يواجهون تحديات هائلة في توفير المأوى والاحتياجات الأساسية. ارتفاع أسعار الإيجارات في المناطق الآمنة يعقد حياتهم، في حين تعرقل السلطات المحلية إقامة المخيمات للاجئين، مما يزيد من معاناتهم. الأمم المتحدة حذرت من أن الوضع في مخيمات اللاجئين قد يصل إلى مرحلة الانفجار في حال عدم تدخل المجتمع الدولي بشكل عاجل.

 

العقوبات الدولية: هل هي كافية لإيقاف الحرب؟

رغم العقوبات المفروضة على الأطراف المتحاربة، بما في ذلك الشخصيات والشركات المرتبطة بالجيش السوداني وقوات الدعم السريع، فإن الحرب ما زالت مستمرة بكل عنفها. العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على الأطراف المتورطة لم تُسهم في تخفيف حدة الصراع. المراقبون يشيرون إلى أن العقوبات الاقتصادية لم تكن فعالة بما فيه الكفاية لوقف النزاع أو التقليل من تأثيره على المدنيين.

مستقبل غامض

في ظل هذه الظروف المأساوية، يبقى السؤال الأهم: هل هناك أي أمل في التوصل إلى حل سياسي؟ المبعوثون الدوليون يحثون على زيادة الضغط على الأطراف المتحاربة والمساندين الخارجيين الذين يمدونهم بالأسلحة، من أجل دفعهم نحو الحوار. المسؤولون الأمميون يحذرون من أن غياب الحل السلمي سيؤدي إلى تفاقم الأزمات في السودان والمنطقة بأسرها.

 

آثار الحرب على الاقتصاد السوداني

الاقتصاد السوداني يعاني من دمار كبير بسبب الحرب. تدمير البنية التحتية للبلاد، بما في ذلك المصانع والطرق والمرافق الأساسية، أدى إلى تراجع حاد في الإنتاج المحلي. العملة السودانية تعرضت لانهيار كبير، حيث وصل سعر الدولار إلى 2500 جنيه سوداني بعد أن كان 600 جنيه قبل الحرب. كما تكبد القطاع المصرفي خسائر فادحة، حيث تعرضت البنوك في العديد من الولايات للنهب والتدمير، ما جعل النظام المصرفي يواجه أزمة حقيقية.

 

الوضع الميداني

يستمر القتال في مختلف أنحاء البلاد، حيث شهدت الخرطوم ومدن أخرى تصاعدًا في الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

سيطر الجيش على عدة ولايات، مثل البحر الأحمر والقضارف وكردفان، بينما تواصل قوات الدعم السريع السيطرة على الخرطوم ومدن أخرى. هذا الصراع أدى إلى تدمير البنية التحتية في مناطق عدة، بما في ذلك المدارس والمستشفيات والشبكات الأساسية للمياه والكهرباء.

 

التحديات الصحية والاجتماعية

التهديدات الصحية في السودان تتزايد بشكل مقلق. الأوبئة مثل الكوليرا وحمى الضنك تشهد انتشارًا واسعًا بين السكان، مع تسجيل إصابات ووفيات كثيرة. كما يعاني الأطفال من مشاكل صحية كبيرة، حيث تشير تقارير “اليونيسيف” إلى أن حوالي 4 مليون طفل معرضون لخطر سوء التغذية، مما يهدد حياتهم.

 

الآمال والتوقعات

بينما تواصل الأمم المتحدة مساعيها لتحقيق السلام في السودان، فإن الوضع العسكري والسياسي لا يعطي أي إشارات إيجابية على قرب نهاية الصراع.

حتى الآن، لم يتم اتخاذ أي خطوات ملموسة من قبل المجتمع الدولي لوقف النزاع أو تقديم حلول فعالة للمدنيين الذين يعانون من العنف والدمار. المبعوثون الأمميون يعربون عن أملهم في أن يكون العام 2025 بداية للتوصل إلى حل سياسي، ولكن الوضع الحالي يظل غامضًا، حيث تسود توقعات بأن الحرب قد تستمر طويلاً.

 

السودان على مفترق طرق

بينما يواصل السودان مواجهته مع الدمار والفوضى، تظل الآمال في السلام ضعيفة في ظل هذا النزاع المستمر.، في الوقت الذي تتفاقم فيه الأزمات الإنسانية والاقتصادية، يبقى المستقبل غامضًا، مع تحديات هائلة على كل الأصعدة.

 

شارك هذا الموضوع :