سرد أحداث إنهيار التعليم في السودان… تقرير
تقارير : السلطة نت
يظل استمرار العملية التعليمية في ظل الحروب في قارة أفريقيا من أكثر المشكلات حِدةََ وتعقيداََ التي تواجه القارة الأفريقية، ويجد المسؤولون عن التعليم في تلك البلدان التي تعاني من تذبذب أو انقطاع كامل عن الذهاب إلي الفصول الدراسية صعوبة بالغة في إيجاد حلول ناجعة لمواصلة العملية التعليمية في تلك البلدان المتأثرة بالحروب والنزاعات طويلة الأمد.
في تقرير حديث للامم المتحدة ذُكر انه يعيش ما يصل إلى 1 من كل 3 أطفال خارج المدرسة في العالم في تلك البلدان المتأثرة بالحروب أو الكوارث.
واذا أخذنا السودان كنموذج لإسقاط حالة اللاتعليم الناتجة عن الحرب التي تدور رحاها في جانب واسع منه بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ إشتعالها في منتصف شهر أبريل 2023 ، نجد أن أكثر من 17مليون طفل قد حالت الحرب بينهم وبين مقاعدهم الدراسية.
كما أشار السيد شيلدون ييت، ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”، إلى أن حرب السودان قد أجبرت العديد من الاطفال على النزوح مع أسرهم لثلاثة مرات بسبب التوسع المستمر في رقعة القتال.
بيد أن وزارة التربية والتعليم حاولت القفز على الواقع الأليم، فأعلنت إستئناف الدراسة في (وقت سابق) في الولايات الآمنة، التي لم تطلها يد الصراع ،ولكن عقبات ماثلة واجهت العملية التعليمية لان الفصول الدراسية والتي تمثل البنية التحتية للتحصيل العلمي اصبحت سكناََ للفارين من الحرب فيما بات يعرف بمراكز الإيواء.
وبجانب طلاب المدارس والأطفال فإن الحرب قد ألقت بظلالها السالبة على المعلمين أنفسهم حيث ذكرت تقارير صحفية أن المرتبات التي خصصتها الوزارة للمعلمين طيلة فترة الحرب لم تتعد الشهرين ،عوضاََ عن نزوح المعلمين وتشتتهم في مراكز الإيواء بمختلف الولايات ووصولهم إلي مستويات دنيا تحت خط الفقر ،الأمر الذي تستحيل معه العملية التعليمية.
بعد قرار وزارة التربية والتعليم السودانية عقد إمتحانات الشهادة السودانية في عدد من الولايات غير المتأثرة بالحرب ،برزت العديد من الأصوات المحتجة بأن ثمة تفرقة بين الطلاب الذين يتواجدون في مناطق سيطرة الحكومة ومناطق الدعم السريع ولكن وزير التربية والتوجيه الاتحادي كان قد صرح في وقت لاحق بعد بدء الامتحانات أن الامتحانات شملت نسبة مقدرة من الذين استحقوا الجلوس لامتحانات الشهادة السودانية والذين كانوا يتأهبون للجلوس لها قبل الحرب ،كما جلس العديد من اللاجئيين لتلك الامتحانات.
ومع عدم وجود آلية تدقيق شفافة تزداد أزمة التعليم تعقيدا في ظل استمرار الحرب وعدم وجود رؤية واضحة للوصول إلي توافق ينهي أزمة التعليم في السودان.
شارك هذا الموضوع :