ذهب دارفور كنز ملطخ بالدمــ.ــاء يؤجج حرب السودان
رصد السلطة
في صراع السودان الحالي، أصبح الذهب موردًا استراتيجيًا يمول الحرب، حيث يعتمد كل من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع عليه كمصدر رئيسي للإيرادات. في حين تدعي حكومة بورتسودان، الخاضعة لسيطرة الجيش، تحقيق 150 مليون دولار شهريًا من مناجمها، تشير التقديرات إلى أن قوات الدعم السريع تحقق إيرادات مماثلة من مناطق سيطرتها عبر شركة التعدين الخاصة بها، “جنيد”.
الولايات المتحدة فرضت عقوبات على “جنيد”، معتبرة أن الذهب مصدر حيوي لتمويل قوات الدعم السريع وزعيمها محمد حمدان دقلو (حميدتي).
وعلى الرغم من هذه العقوبات، لا تزال عمليات التعدين في المناطق الغربية التي تسيطر عليها هذه القوات تعمل بكامل طاقتها، خاصة في محلية الردوم بولاية جنوب دارفور، بحسب دارفور 24.
الإمارات في المشهد
تعتبر الإمارات الوجهة الأولى للذهب المستخرج من مناجم الدعم السريع، حيث يتم تصديره عبر شبكات تهريب معقدة.
الصراع من أجل السيطرة على الذهب
منذ بداية الحرب، بات الذهب هدفًا عسكريًا بحد ذاته.، في أبريل 2023، استولت قوات الدعم السريع على 1273 كجم من الذهب من مصفاة حكومية في الخرطوم، بينما تكررت الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع للسيطرة على مناطق التعدين.
قصف الجيش السوداني مناجم سنقو عدة مرات، آخرها في يناير 2025، مستهدفًا مواقع إنتاج الذهب التابعة لقوات الدعم السريع في محاولة لحرمانها من مصدر التمويل الرئيسي.
التعدين في الغرب المتوحش
يُعد التعدين في دارفور مغامرة محفوفة بالمخاطر، إذ يتعرض العمال والمهربون لهجمات مستمرة من عصابات مسلحة.
يتم تهريب الذهب عبر الدراجات النارية والمركبات إلى تشاد، حيث توفر السلطات التشادية تسهيلات أمنية وخفضًا في الرسوم، مما يجعلها الطريق المفضل لقوات الدعم السريع.
منجم سنقو – الحصن الغامض
منجم سنقو، الأكثر إنتاجية حاليًا تحت سيطرة قوات الدعم السريع، يعمل وسط سرية تامة.
تحيط به جدران عالية تخفي ما يجري داخله، ولا حتى موظفو شركة “جنيد” يعرفون بالضبط حجم الإنتاج أو وجهة الشحنات.
قبل الحرب، قدرت صادرات قوات الدعم السريع من الذهب بحوالي 240 طنًا خلال سبع سنوات، لكن الحرب زادت من تعقيد عمليات المراقبة والتتبع.
مطار نيالا – محور التهريب الجوي
بعد فقدان قوات الدعم السريع للخرطوم وبورتسودان، أصبح مطار نيالا قاعدة لوجستية رئيسية لتهريب الذهب.
تشير تقارير إلى هبوط طائرات شحن إماراتية بانتظام في المطار، وسط اتهامات من والي جنوب دارفور بأن الإمارات تلعب دورًا رئيسيًا في تهريب الذهب السوداني.
الجيش السوداني رد بقصف المطار في ديسمبر 2024، لكن صور الأقمار الصناعية تؤكد استمرار النشاط التجاري في المنطقة.
الذهب مقابل السلاح – تمويل الحرب مستمر
بفضل تهريب الذهب، تمكنت قوات الدعم السريع من شراء الأسلحة واستمرار القتال رغم العقوبات الدولية.
يؤكد تحقيق مجلس الأمن الدولي أن الدعم السريع حقق حوالي 860 مليون دولار من مناجم دارفور وحدها في 2024، ما يؤكد أن الحرب في السودان ليست مجرد نزاع سياسي، بل معركة على الموارد.
الخيارات أمام السودان والمجتمع الدولي
مع استمرار تدفق الذهب السوداني إلى الأسواق العالمية عبر طرق غير مشروعة، يواجه السودان تحديات كبيرة في وقف تهريب موارده الطبيعية.
يبقى السؤال: هل يستطيع السودان والمجتمع الدولي كبح هذه التجارة غير المشروعة، أم سيظل الذهب وقودًا للحرب الدامية في البلاد؟