ماذا قال مستشار حميدتي السابق عن خطابي البرهان والحلو ؟

رصد – السلطة نت
تابعتُ خطابات القادة المجتمعين في نيروبي، وجاءت جميعها معبّرة عن أزمة مستمرة منذ الاستقلال، تفاقمت حتى باتت القوى السياسية والعسكرية تعلن التنازع العلني على الدولة.
إن تمسُّك قوى السودان القديم بأنها الدولة، والمؤسسات، والأحزاب القومية تكذّبه التحولات الراهنة، وأبرزها رئاسة اللواء فضل الله برمة لحزب الأمة القومي ، حيث لم يعد شرطًا أن تكون المؤسسة قومية إلا إذا كان يقودها أحد أبناء النخبة المركزية، بينما تُصنَّف القوى الأخرى على أنها تمثل الأقاليم فقط، حتى لو كانت تمتلك قاعدة شعبية واسعة.
جاء خطاب القائد عبد العزيز الحلو معبّرًا عن تطلعات السودانيين نحو دولة جديدة تستند إلى دستور عادل، وتركّز على خدمة المواطنين، وهو الحلم الذي دفع الملايين أرواحهم ثمنًا له.
في المقابل، لا يتضرر من العدالة سوى من احترفوا العنف للدفاع عن مصالحهم باسم الإثنيات أو الأقاليم، بينما يعاني الشعب السوداني في كل أقاليمه من ويلات الحروب والفقر وضبابية المستقبل.
أما خطاب قائد حكومة بورتسودان، فيعكس ذروة الأزمة، مما يضعنا أمام خيارين: إما التوافق على حل عادل يساوي بين الجميع، أو الاحتكام إلى البندقية.
وإذا لم يستفق الناس رغم الدماء والتشريد، فمن الواضح أن العقل الذي يدير الحروب لا يسمع ولا يرى، وهو عقل أصمّ لا ينبغي أن يقود البلاد بعد اليوم.
سيظل موقفنا ثابتًا في ضرورة معالجة الأزمة من جذورها، عبر البحث عن حلول عادلة تضمن الأمن والسلام، واستبدال كلفة الرصاصة بثمن حليب الأطفال.
شارك هذا الموضوع :