الأبيض سطوع شمس النصر بعد ليل الحصار

الأبيض سطوع شمس النصر بعد ليل الحصار
رصد – السلطة نت
محمد الصادق الشيخ
في لحظةٍ كُتِبَتْ بحروفٍ من نور، وفي يومٍ سيظلُّ محفورًا في ذاكرةِ الأجيال، أشرقت شمسُ الحريةِ فوقَ سماءِ الأبيض، مُعلنةً كسرَ القيودِ وتحطيمَ الأغلالِ التي كبَّلتها طويلًا.
إنه يومٌ ليس ككلِّ الأيام، يومٌ اهتزت فيه الأرضُ تحت أقدامِ الطغاة، وتنفَّس فيه الأحرارُ عبيرَ النصرِ الممهورِ بتضحياتِ الأبطال.
من مدينةِ الرهد، انطلقَ متحركُ “الصياد” كإعصارٍ هائج، يشقُّ طريقهُ بصلابةٍ وإيمان، يجتاحُ معاقلَ الظلمِ والطغيان، مدعومًا بصولاتِ القواتِ المسلحةِ والحركاتِ المساندة، حتى التقى فرسانُ التحريرِ بجيشِ “الهجانة” في قلبِ المدينة، ليرفعوا راياتِ المجدِ خفَّاقةً فوقَ ترابِها الطاهر. هنا الأبيض، هنا معقلُ الصمودِ الذي لم ينحنِ ولم يستسلم، بل سطَّرَ أعظمَ ملاحمِ الفداءِ والعزة.
انفراج اقتصادي وأمني.. وإشراقةُ أملٍ جديدة :
ليس هذا مجردَ انتصارٍ عسكري، بل هو تحوُّلٌ استراتيجيٌّ يُعيدُ رسمَ ملامحِ الحريةِ في السودان. اليومَ، تتنفسُ الأبيضُ الصعداء، وتعودُ الحياةُ لتدبَّ في شرايينِها من جديد. الأسواقُ تعودُ للانتعاش، الحركةُ التجاريةُ تستعيدُ ألقها، ومطارُ الأبيض يتهيَّأُ ليكونَ شريانًا نابضًا يربطُ كردفانَ ودارفورَ بالعالم. إنها لحظةٌ تُبشِّرُ بفكِّ الحصارِ عن الفاشر، واستعادةِ الضعين، ليعودَ الأمانُ ويزولَ شبحُ المعاناةِ الذي جثمَ طويلًا على صدرِ الأبرياء.
السودان لا يُهزَم.. وإرادةُ أبنائهِ أقوى من الحصار.
اليومَ، تنبضُ الأبيضُ بالحياةِ مجددًا، وأهلُها يحتفلونَ بانتصارٍ طالَ انتظاره، يرسمونَ على وجوهِهم ملامحَ فجرٍ جديد. اليومَ، تُثبتُ السودانُ أنَّ إرادتَها لا تُقهر، وأنَّ عزيمةَ أبنائِها أشدُّ من الحديد، وأمضى من السيف. هذا النصرُ هو رسالةٌ لكلِّ من ظنَّ أنَّ الظلمَ يدومُ، ولكلِّ من حاولَ أن يُطفئَ جذوةَ الأملِ في قلوبِ الأحرار.
اليوم.. الأبيض تنتصرُ – والسودان يمضي نحوَ فجرٍ جديد، لا مكانَ فيهِ للخوفِ والانكسار، بل للعزةِ والانتصار!
شارك هذا الموضوع :