قانون الاجراءات الجنائيه (تعديل) لسنة 2025 م

رصد – السلطة نت
قانون الاجراءات الجنائيه (تعديل) لسنة 2025 م
د. طارق عوض سعد
هكذا قراءت ويكبيديا القانون الحروف الاولي لتعديل قانون الاجراءات ..
لمصلحة غرماء القانون وحتمية التناص علي تحبير النصوص واعتمادها بواسطة المجلس التشريعي ..
لم يغيب عن ذهن المشرعون والموقعون الاشاره الي ان جهة المشروعيه التي استمد منها الناص الحروف للتوقيع هي احكام الوثيقه الدستوريه لعام 2019
اذن دعونا نستقرا معا الاصل والتعديل
*(ا)*
*اولا*
ا/الماده 38 (ا)
تحذف عبارة من تاريخ وقوع الجريمه الوارد بعد عبارة (بدء من) ويستعاض عنها بعبارة من تاريخ العلم بالجريمه
ثانيا..
تحذف عبارة الجرائم ذات الطبيعه المستمره الوراده بعد عبارة (وجرائم الفساد)
*ب*
في الماده 134 (ا) تضاف في ذيل الفقره (ا ) العبارة الاتية
او اي من الجرائم المنصوص عليها في الباب الثامن عشر من القانون الجنائي لسنة 1991 والمواد من 186 الي 196 اوي اي من المواد 5 6 7 8 9 10 11 في قانون مكافحة الارهاب لسنة 2001 او اي من المواد 12 13. 27 28 29 30 من قانون مكافحة جرائم المعلوماتية لسنة 2018 ..
..
بعيدا عن جدلية الخوض في غمار دستورية التعديل من عدمه وفقا لتشاكسات المشهد السياسي وتنازعات السلطات ودورها الموغل في التخويل لاغراض الجرح والتعديل ..
.
وبعيدا عن دهن المشهد عموما بصبغة التلوين والتحييد ..
..
دعونا نقرا الواقع كما انبري اليه التعديل
والي اي حد يمكن ان يفهم في سياق المصلحه ..
واين يكمن اقتضاء المصلحه ابتداء ..
..
بدون شك ان حرب الكرامه التي يخوضها الشعب السوداني ما كانت لتؤتي اكلها بعد وضع اوزارها ما لم يستصحب السلام في كنانته جودة وتحديث القوانيين المنظمه لحياة الناس ..
وقطعا ما احدثته الحرب من تدمير للبنيه التحتيه للدوله والنهب والسلب والقتل والارهاب والاغتصاب والغش والتزوير والتزييف لا ينبغي التعامل معها وفق مقتضي القلم القديم حيث ان اوعية القانون بشكله الراهن لا يعدو الا ان يكون مسرحا لدولة تعيش استقرار كاملا كما هو الحال قبل الحرب
ومعلوم ان حرب الكرامه ليست ضد ميليشا الجنجويد فحسب ..
بل تضافرت جهود العديد من دول الشر لصب الزيت علي ضرام النار الموقده مما اشكل علي القانون استيعاب الجرائم المضخمه بفعل التدخلات الخارجيه ..
..
اذن
*ب*
حريا بنا الوقوف ف نص الماده 38 (ا) والتعديل الواقع عليها واهميته في جبر قصور ما قبل الجرح..
..
تم حذف عبارة من تاريخ وقوع الجريمه واستعيض عنها بعبارة من تاريخ العلم بالجريمه
اراد المشرع ان يقرا حدة الفجائيه التي صاحبت اندلاع الحرب وتغييبها عن قصد او جزع وهلع للمضرور من تبيان زمن وقوع الحادثه
قد يكون المضرور هنا شخصية اعتبارية وقد يكون فرد بحسب العلم ..
..
سكت المشرع عن تحديد هوية المضرور فيما ثبت جبر الضرر وهو بيت القصيد في التعديل ..
وظهر ذلك جليا حين نص في جزئية التعديل بالاستعاضه بعبارة واضحه وهي
( من تاريخ العلم بالجريمه)
اذ لا يعقل المطالبه بزمن وقوه الحادث في معايير حياتيه يشوبها القتال ودولة اغرقت قسر في حرب اذهقت الارواح والسجلات والمشاهد عطفا علي الضغط القديم المتمثل في حجية الدفع بالتقادم الزمني المسقط للعقوبه ..
في ظني ان التعديل بثوبه الجديد يصب في خانة القفز الي المرحله التاليه مباشرة وخطوة مبشره في قصر حدة المطل الذي لازم اضابيرنا العدليه كثيرا
ولرب ضارة نافعة علي الرغم من كاداء الحرب .. قد تشفع هذه التعديلات لتحفيز مقص المشرع لاجراء العديد من التعديلات في القوانيين الاخر املا في دفع عملية التقاضي والاستئناس بالضرورات التي تصلح كدفع موجب للتعديل وفقا لظروف الحرب ..
..
*ثانيا*
تحذف عبارة الجرائم المستمرة الوارده بعد عبارة وجرائم الفساد
يحتمل هذا التعديل عدة اطر
اهمها الاطار الاول .. الاعتداد بنهايات الحرب لجهة ان الحرب مصيرها الخفوت اذ لا يعقل التناص علي جرم وقع اثناء الحرب ومعالجتة قانونا اثر واقع مختلف وهو السلام
..
الماده 134 ( ا )
تضاف في ذيل الفقره (ا) او اي من الجرائم المنصوص عليها في الباب الثامن عشر من القانون الجنائي لسنة 1991 بالاضافه الي بعض المواد من قانون مكافحة الارهاب وقانون جرائم المعلوماتيه ..
ولعل المشرع قصد فيما رمي الي تحجيم النشر الضار واستغلال الاجهزه الرقميه في اضرار اصرة السلام المنشود في وقت ذاع صيت استعمال الميديا مما اغرق البلاد في العديد من المشكلات التي هدت واوهنت النسيج الاجتماعي والسياسي علي حد سواء
ولعل هذا التعديل بالتغليظ والشمول الواضح عليه مدعاة لبسط هيبة الدوله وتقزيم نشاط المثبطين ..
..
مكافحة الارهاب لم يكن بمعزل عن مشرط الناص ..
معلوم ان اولي افرازات الحروب
الارهاب بمختلف اشكاله والوانه وصنوفه
ولعل المراقب لابواق العدوان يلحظ استخدام العملاء بكلمات الحق التي اريد بها باطل في سبيل اغواء المؤلفة قلوبهم وهز ثقة المكون المحلي والدولي ..
عطفا علي ارهاب السلاح الذي هو المعول الاول في ضخ في فاتورة الدماء لمذيد من الادرار ..
التعديل اجمالا قوي مثمر ينفع باكورة للمذيد من التعديلات واغتناء ولو نذر عدل من الفوائد.
شارك هذا الموضوع :