حكمة جنوب السودان التي غابت عن السودان

حكمة جنوب السودان التي غابت عن السودان
الإعلانات

متابعات – السلطة نت

حكمة جنوب السودان التي غابت عن السودان

بقلم/محمد المختار

يكاد ما حدث قبل أيام في الشقيقة جنوب السودان من محاولة خلق اضطرابات أمنية مفتعلة لاشعال الحرب، يماثل ما حدث في السودان وقع الحافر بالحافر مع بعض الاختلافات في حرب 15 أبريل التي قدحت شرارتها الحركة الإسلامية، والتي لا تزال تحرق الأخضر واليابس، وتمتد المحاولات المستميتة للاسلامويين في توسعة رقعة الحريق إلى خارج السودان، حينا في أنجمينا وحينا في جوبا عبر ألايادي التي لا تجيد غير الخراب في بورتسودان.

لولا حكمة قيادة جنوب السودان التي فطنت للمخطط العابر للحدود، ورأت كيف عبثت الأيادي ذاتها مع غياب الحكمة للقيادة الانقلابية الضعيفة منزوعة الإرادة والوطنية، والتي هربت في نهاية الأمر لأقصى مكان في البلاد مع غياب للبصر والبصيرة والإنسانية، لكان جنوب السودان يرزح في دوامة عنف جديدة وحرب تخدم أجندات خارجية.

في الحالة السودانية كما الحالة الجنوب السودانية، استطاعت يد خارجية سعت لاستنساخ تجربتها في تقويض الثورة، وظلت تعمل بدأب مستمر على تقويض الانتقال الديمقراطي، ودعمت انقلاب 25 أكتوبر لدرجة تطابق بيان الانقلاب ببيان تجربتها التي سعت للصقها في السودان رغم النصائح التي بذلت لها أن الأمر لا يمكن لأسباب كثيرة، وبعد فشل الانقلاب المدعوم بسبب ضغط الشارع ومواقف القوى المدنية الصلبة، عقبها الانصياع التكتيكي للعملية السياسية السلمية والاتفاق الإطاري الذي كان سيفضي لتصفية الانقلاب ومعالجة جذور أزمات وقضايا كثيرة بطريقة سلمية وآمنة، تجنب الشعب السوداني ما يحدث له حاليا من مآسي ونكبات إنسانية فادحة بسبب الحرب.

دفعت الرغبة المشتركة للحركة الإسلامية، ويد الأذى التاريخي في تصفية الثورة والانتقال الديمقراطي بأي ثمن، وتنصيب دكتاتور عسكري ولو كان خاتما مطيعا في يد الحركة الإسلامية، دفعت السودات إلى اتون حرب بحسابات مختلة وتقديرات خاطئة اغرقت بلادنا في حمام دم واسع وحرب على وشك دخول عامها الثالث، اجهضت فيها الرغبة المشتركة ذاتها كل محاولات ايقافها في كل منابر التفاوض من جدة الأولى والثانية والمنامة وحتى جنيف.

يتضح الفرق هنا بشكل واضح كيف أنقذت الحكمة جنوب السودان من مصير مظلم، وكيف قاد غياب الحكمة لدى جنرالات الحركة الإسلامية السودان إلى السيناريوهات المرعبة والمؤلمة في أزمة لا أفق يلوح للحل.

 

 

شارك هذا الموضوع :

Verified by MonsterInsights