مناوي لاهل الفاشر : موتوا ولا تستمعوا الى نداء الدعم السريع

مناوي لاهل الفاشر : موتوا  ولا تستمعوا الى نداء الدعم السريع
الإعلانات

مناوي: الدعم السريع يهرّب المواطنين من الفاشر… ونحن نريدهم وقودًا للمعركة!”

متابعات – السلطة نت

كتب -مجاهد بشرى

في تصريح يُكتب بماء المفارقة والتهكّم السياسي، خرج علينا السيد مني أركو مناوي، حاكم إقليم دارفور السابق ، غاضبًا ليس لأن الحرب تقتل المدنيين، بل لأن هناك من يحاول إنقاذهم من الموت!

نعم، لم تُخدع عزيزي القارئ، الرجل فعلاً مستاء لأن الدعم السريع و الحركات (الدارفورية) المتحالفة معه يُنسقون مع منظمات إنسانية لإجلاء سكان الفاشر، بينما هو يريدهم أن يبقوا… تحت القصف، وفوق الأرض المحروقة، وفي قلب الرعب.

فكر معي قليلاً: ما هي جريمة الدعم السريع في هذا السياق بالضبط؟
أنّه يحاول تجنيب المدنيين ويلات المعركة؟
أم أن الجريمة الحقيقية، في عيون “الحاكم الثائر سابقًا”، هي أنه يُفشل الخطة التي تعتمد على بقاء الأبرياء بين القناصة والدانات ليُستخدموا لاحقًا كإثبات ضد الخصم؟

تصوروا هذا المشهد العبثي:
الدعم السريع و الحركات المتحالفة معه ينقلون الناس إلى خارج المدينة،
ومناوي يصرخ: “توقفوا، هذه ليست معركة دون جمهور!”
في عرفه، لا قيمة لأي نصر أو خسارة إن لم تتناثر جثث الأبرياء بين الطرفين.

وكشف لحقيقة خفية ، أن المشتركة التي كاد الدهم أن يرسلها للسماء ذات البوج وفقا “لتصريح مناوي” قبل سنين، هذه المليشيات تدرك بأن الدعم السريع و حلفائه اصبحوا في أتمّ الاستعداد عسكرياً لإسقاط الفاشر، و أن سقوطها يعني فقدان مناوي لأي كروت ضغط على (سيّده و ربّه) البرهان، وربّه نقصد بها السياق الوارد في القرأن، فلا رب سوى الله الواحد الأحد.

ثم انظر إلى سحر المفارقة الكبرى:
الرجل الذي يتهم الدعم السريع باستخدام المدنيين كدروع بشرية،
هو نفسه من يعارض إخراج المدنيين من مناطق القتال!
كيف تستخدم الناس كدروع وأنت تُخرجهم من أرض المعركة؟
وكيف تدّعي أنك تحميهم وأنت تُبقيهم في خط النار؟

والأدهى من ذلك، أن تصريح مناوي نفسه – بغير قصد – منح الدعم السريع صك براءة نادر من دماء أهل الفاشر، لأنه أقرّ بأن من ينقل الناس هم قوات الدعم السريع و الحركات المتحالفة معه، وأنهم يتعاملون مع منظمات إغاثة، بل ويدفعون ثمن الوقود للحافلات!
منذ متى كانت (المليشيات ) – حسب وصفه – تنسق مع منظمات دولية لإنقاذ المدنيين؟
ومنذ متى كان “التهجير الآمن” جريمة، بينما “الإبقاء وسط الموت” فضيلة ثورية؟

ولا ننسى سؤالنا القاتل الذي لا يجيبون عليه:
لماذا لم تحسم المشتركة الفاشر بعد كل هذه الشهور؟
هل لأنها قوية؟ لا.
هل لأنها تدافع ببسالة؟ أيضًا لا.
السبب الحقيقي: أن الدعم السريع لم يحوّل المدينة إلى مسلخ مما يريدون جره إلى هذا الفخ.
ولو كانت نيتهم الحسم فقط، لسقطت الفاشر في أسبوع.
لكن نيتهم كانت إخراج المدنيين أولًا ومواجهة الجيش و المشتركة بصورة مباشرة.
أما الطرف الآخر، فكان يعتبر بقاءهم ضرورة استراتيجية.
أرادهم دروعًا، صورًا، عناوينًا دامية على الشاشات.

تخيل السيناريو:
الدعم السريع يُجلي المدنيين (حسب تصريح مناوي).
الجيش يختبئ داخل الفرقة السادسة، و يمد المواطنين بالسلاح “اذهبوا قاتلوا انتم و مليشياتكم انا هاهنا قاعدون”، بينما يرسل البراميل المتفجرة من السماء.
والحركات المتحالفة مع الجيش ترفض فتح ممرات آمنة.
ومناوي يقول: “هذا تهجير ممنهج!”
يعني لو أنقذتهم، فأنت مجرم.
وإذا تركتهم ليموتوا، فأنت حامي الشعب!

ثم لا ننسى أن مناوي هذا نفسه، الذي يتباكى على التهجير،
هو من فرّ بأسرته إلى بورتسودان و ألمانيا، ويغرد من مكيفات الفنادق.
لماذا لا يعود هو وأولاده ليذوقوا “نعمة البقاء وسط الأهل” في الفاشر، ويقبل بوجودهم في الفاشر وعدم تهجيرهم مع بقية المواطنين؟، ادعو الدعم السريع لضمان وصول أسر كل قادة المشتركة إلى الفاشر بسلام.
أم أن حياة أبناء الزعماء لها قدسية، أما أبناء الغبش فهم مجرد “بيانات صحفية”؟

الخلاصة؟
مناوي لا يريد السلامة لأهل الفاشر، بل يريدهم بين قصف الجيش وضربات الدعم، ليخرج بعد كل جولة بتغريدة طويلة:
“نحذر من استهداف المدنيين، ونُدين تهجيرهم!”

إنه نموذج جديد من السياسيين:
يبيعك الموت على هيئة وطن، والدماء على هيئة نضال، والخراب على هيئة سيادة.

وياليت أحد يذكّره أن التاريخ لا يرحم،
وأن “القائد الحقيقي” يُقاس بعدد الأرواح التي أنقذها، لا بعدد الجثث التي تاجر بها.
و الأمر اصبح واضحاً..
المشتركة تخشى ان تواجه الدعم السريع و حلفاؤه في الفاشر لأنهم يعلمون بأن خصومهم اصبحوا مستعدين عسكريا ، و أكثر قدرة وتصميما على إسقاط المدينة دون خسائر مادية، و أنه باتوا أكثر ذكاء و لن يقعوا في فخ المدنيين.
و أن تحالف بورتسودان مع المشتركة سينتهي بسقوط الفاشر، و سيعلم مناوي أنه سيكون أول من يطبّق فيه قانون الوجوه الغريبة.

 

 

شارك هذا الموضوع :

Verified by MonsterInsights