من “الحرب التجارية” إلى “مفاوضات هادئة”…. ما السر وراء تراجع ترامب؟

من “الحرب التجارية” إلى “مفاوضات هادئة”…. ما السر وراء تراجع ترامب؟
متابعات – السلطة نت
في تحول غير متوقع، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تعليق الرسوم الجمركية التي كان قد فرضها على عشرات الدول من شركاء الولايات المتحدة، وذلك بعد أسبوع واحد فقط من إعلانه عن تلك الرسوم. في خطوة مفاجئة، أوقف ترامب تطبيق معظم الرسوم، مع الإبقاء على نسبة 10%، وذلك لإعطاء فرصة للتفاوض، بينما ارتفع الرسوم الجمركية على السلع الصينية إلى 145%، في وقت حساس بالنسبة للأسواق العالمية.
الضغط الدولي يفرض نفسه على القرار الأميركي
القرار المفاجئ أثار العديد من التساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء تراجع ترامب عن موقفه الصارم، لاسيما وأنه كان قد أشار في وقت سابق إلى أن هذه الرسوم تأتي في إطار تعزيز الاقتصاد الأميركي. وأوضح وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت في تصريحات صحفية أنه خلال لقاء بين ترامب وبيسنت يوم الأحد الماضي، تم مناقشة إمكانية تعليق هذه الرسوم لمدة 90 يوماً، وذلك كجزء من استراتيجية ترامب لفتح المجال للتفاوض مع الدول المعنية.
مفاوضات مكثفة: دول عديدة تسعى للتوصل إلى حلول
وأفادت مصادر بأن أكثر من 75 دولة تواصلت مع الإدارة الأميركية، سعيًا للتوصل إلى اتفاق يقضي بتخفيف تلك الرسوم. أبرز هذه الدول كانت اليابان التي طالبت بالتوصل إلى حل يعفيها من تأثيرات تلك الرسوم. هذا التفاعل الدولي شكل جزءاً من الضغط الذي دفع ترامب لمراجعة قراره، حيث كان العديد من الدول لا سيما الدول الأوروبية و دول آسيا، في حالة قلق مستمر من تأثير هذه الرسوم على الاقتصاد العالمي.
مفاوضات أم ضعف اقتصادي؟
فيما يظل السبب الحقيقي وراء القرار غامضًا إلى حد ما، أكد مسؤولون كبار في وزارة الخزانة الأميركية أن هذا التراجع يعود إلى استمرار المفاوضات مع الدول المعنية، حيث يعتبر التفاوض جزءاً من الاستراتيجية الأميركية الأوسع لتعزيز الاقتصاد الأميركي دون الإضرار بالتحالفات الدولية.
وأوضح أحد المسؤولين في وزارة الخزانة أن التراجع يأتي نتيجة لتراجع الأسواق المالية، حيث كانت البورصات قد تكبدت خسائر ضخمة، مما دفع كبار رجال الأعمال وبعض المؤسسات الاقتصادية الكبرى إلى الضغط على البيت الأبيض للبحث عن مخرج من الأزمة.
رسائل ضغط تسقط على هواتف مسؤولي البيت الأبيض
وفي سياق متصل، كشف أحد مساعدي البيت الأبيض أن سوزي وايلز، كبيرة موظفي البيت الأبيض، قد تلقت العديد من الرسائل من مديرين تنفيذيين وجماعات ضغط في الأيام الأخيرة، حيث عبروا عن مخاوفهم بشأن تداعيات الرسوم الجمركية، وأكدوا الحاجة إلى إيجاد مخرج سريع. وقد أظهرت هذه الرسائل المخاوف العميقة في الأوساط الاقتصادية من أن التصعيد التجاري قد يؤدي إلى خسائر فادحة في الأسواق، وتزايد التوترات العالمية.
ترامب: “أنا مستعد لتحمل الألم، لكنني لا أريد كسادًا”
وتحدثت مصادر عن أن ترامب كان قد أخبر مستشاريه في وقت سابق أنه مستعد لتحمل الألم الاقتصادي الناجم عن سياسته التجارية، لكنه في الوقت ذاته كان حريصًا على أن تظل هذه السياسة لا تؤدي إلى كساد اقتصادي. وأقر الرئيس الأميركي أن هذه الخطوة قد تسبب ركودًا اقتصاديًا، لكنه شدد على أن تلك السياسة تتطلب مرونة وتحليل مستمر للنتائج.
خسائر الأسواق تدفع للتراجع
يأتي هذا التراجع في السياسة الجمركية بعد أسبوع واحد من اضطراب الأسواق المالية، حيث تكبدت الأسواق الأميركية خسائر تريليونية بسبب المخاوف من أن التصعيد التجاري قد يؤدي إلى ركود عالمي. وهذا التصعيد في الرسوم الجمركية لم يكن مجرد تهديد سياسي بل كان له تأثير كبير على الأسواق التي فقدت قيمة تريليونات الدولارات.
شارك هذا الموضوع :