الطاهر ساتي يكتب…. النائحون…

الطاهر ساتي يكتب.. النائحون…
متابعات – السلطة نت
مدام فيفي، لخدمات العزاء بصوتها الرخيم، تلفون..)، هكذا تُعلن النائحة المستأجرة عن خدماتها.. ولأن أجرها بالساعة، يتصل بها أهل المرحوم قبل تشييع الجثمان، فتأتي وتطلع على السيرة الذاتية للمرحوم وآثار فقده و كل المعلومات التي تُمكنها من تقديم خدمة النواح بدقة و إتقان..!!
:: ومع تحرك القوم بالجثمان، تبدأ النائحة في تقديم خدمتها، وهي بالطريقة السودانية : ( الليلة الرماد كالنا ياحماد، خليتنا لي منو يا حماد؟، الترابة في خشمنا يا حماد، وووب علينا ياحماد)، هكذا يكون الأنين، ولكن بلا دموع، إذ علاقتها بالمرحوم حماد بضعة جنيهات – أجر ساعة – يقمن بها صُلبهن ..!!
:: وبالأمس، فيما كانت الامارات تقبع في قفص الاتهام بمحكمة العدل الدولية، كانت وسائل الإعلام ومواقع التواصل تضج بالنائحات المستأجرات والنائحيون، بقيادة نصر الدين عبد الباري .. وكان نواحاً بلا دموع، لأن علاقتهم بالدولة المتهمة بضعة دراهم يقتاتوا بها في المنافي..!!
:: و قد نعذر النائحات المستأجرات، فالزمان مسبغة، و المهنة تليق بمن جار عليهن الزمان ..ولكن ما بال النائح المستأجر، وزير العدل في حكومة حمدوك سابقاً، وزير العدل في حكومة قجة حالياً، نصر الدين عبد الباري، ما باله ينافس النائحات في لطم الخدود وشق الجيوب بكل هذا التطرف ..؟؟
:: عندما فشل عبد الباري في الدفاع عن الإمارات قانونياً، دافع عنها سياسياً وبرر جرائمها بجرائم حكومة البشير، وكأنه يريد أن يقول ( مافيش حد أحسن من حد).. فالرجل كان صديقاً لأوكامبو وناشطاً ضد حكومة البشير، وكان يطالب بمحاكمته في لاهاي ..ولكن حسب مواقف اليوم، فانه لم يكن مبدئياً ..!!
:: فالمبدئية لاتقبل القسمة على إثنين إلا عند أمثال النائح عبد الباري ..ولو عرضت عليه حكومة البشير بضعة جنيهات أو دراهم، لباع محكمة لاهاي وضحايا الأمس، كما يبيع محكمة العدل و ضحايا اليوم .. موقف عبد الباري يكشف لمجتمعات دارفور بان من يدّعون تمثيلها يضج بمن يمثلون بها ..!!
:: وعلى كل، وضع الامارات في قفص الاتهام لا يعني البحث عن العدالة فحسب، بل يعني وضع المجتمع الدولي أمام أهل دارفور، ليعرفوا حقيقة مفادها أن المجتمع الدولي الذي ناصرهم سابقاً هو ذات المجتمع الذي قد يناصر ظالمهم حالياً، أي الامارات و جنجويدها ..!!
:: و جرائم الامارات بالسودان ليست بحاجة لأدلة وثقتها تقارير لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة..ومع ذلك لا نراهن على العدل في عالم يسود فيه قانون الغابة إلا بتوحيد الارادة الوطنية ضد قوى العدوان و عُملاء المرحلة وأمثال : ( عبد الباري، للنواح و الأنين بصوت رخيم، تلفون..)
شارك هذا الموضوع :