وزير الخارجية يعقد مؤتمراً صحفياً مع الإعلام البريطاني.. تفاصيل

وزير الخارجية يعقد مؤتمراً صحفياً مع الإعلام البريطاني ويعرض تطورات الأوضاع في السودان
متابعات – السلطة نت
عقد معالي وزير الخارجية، السفير الدكتور علي يوسف، مؤتمراً صحفياً اسفيريا نظمته سفارة السودان في لندن اليوم وحضرته أبرز المؤسسات الإعلامية البريطانية.
قدّم السيد الوزير خلال المؤتمر إحاطة شاملة حول تطورات الأوضاع في السودان، والتحديات التي تواجه البلاد في ظل إستمرار الإعتداءات التي ترتكبها مليشيا الدعم السريع، بدعم خارجي مكشوف.
إستعرض السيد الوزير الهجمات التي شنتها المليشيا على معسكرات النازحين في محيط مدينة الفاشر، لا سيّما في أبوشوك وزمزم، مبيناً أن هذه الهجمات الوحشية تأتي ضمن خطة لإستخدام المدنيين كدروع بشرية تمهيداً للسيطرة على المدينة، تزامناً مع إنعقاد مؤتمر لندن، في محاولة مكشوفة لإضفاء شرعية على مشروع تقسيم السودان وإقامة كيان مواز في دارفور وأجزاء من جنوب كردفان.
وأكد الوزير أن القوات المسلحة السودانية تفرض سيطرتها على معظم أنحاء البلاد، بإستثناء ولايات في دارفور وبعض الجيوب المحدودة في ولايات كردفان وجنوب أم درمان، وتواصل عملياتها لحماية المدنيين في المناطق المحررة.
ونوّه الوزير إلى أن المليشيا، بعد طردها من الخرطوم، لجأت إلى إستخدام الطائرات المسيّرة الإستراتيجية التي تُدار من أطراف خارجية لإستهداف المنشآت الخدمية الحيوية كالمياه والطاقة في ولايات الخرطوم والجزيرة، والشمالية، مما يشكّل جريمة مكتملة الأركان بحق المدنيين.
وأوضح أن الحكومة السودانية على تواصلٍ دائم مع الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية التي أدانت بوضوح هذه الاعتداءات.
وفيما يتعلق بمؤتمر لندن، أوضح الوزير أنه كان قد إلتقى بوكيل وزارة الخارجية البريطانية للشؤون السياسية على هامش مؤتمر ميونيخ، حيث ناقشا العلاقات الثنائية، والمواقف البريطانية في مجلس الأمن تجاه السودان، وأكّد معاليه للجانب البريطاني أن أي دور دولي فاعل في السودان يجب أن يتم بالتنسيق مع الحكومة السودانية الشرعية.
وأضاف أنه حسب إفادة الجانب البريطاني فأن المؤتمر سيركّز على الشأن الإنساني، وكان يجب دعوة الحكومة السودانية إلا أن غياب الدعوة، مقابل توجيه الدعوة لدول إرتبطت بدعم المليشيا، كالإمارات، وتشاد، وكينيا، شكّل مصدر استياء مشروع.
وأشار معالي الوزير إلى أنه وجّه رسالة رسمية إلى وزير الخارجية البريطاني أوضح فيها موقف السودان من المؤتمر، مؤكداً وجود دول صديقة ستعبّر عن وجهة نظر السودان خلال المؤتمر.
وفي معرض إجاباته على أسئلة الصحفيين، تناول معالي الوزير عدداً من القضايا الجوهرية، موضحاً أن الحكومة البريطانية السابقة منعت بحث شكوى السودان ضد الإمارات أمام مجلس الأمن، ولم تشاوره بشأن مشروع قرارها حول السودان الذي قدمته لمجلس الأمن في نوفمبر الماضي، وأكد أن العلاقات بين البلدين مستمرة، مشيداً في الوقت ذاته بموقف بريطانيا الرافض لإقامة حكومة موازية في السودان.
وبخصوص الأصوات الداعمة للحكومة السودانية في مؤتمر لندن، أكد معاليه أن دولاً شقيقة كمصر، والسعودية وتركيا، وقطر، تملك فهماً عميقاً لحقيقة ما يجري في السودان، في حين أن الإمارات تعتبر الداعمة الرئيسية للمليشيا، وتشاد فتحت أراضيها لمرور الدعم اللوجستي، فيما إستضافت ويسرت كينيا مؤتمرات تستهدف وحدة السودان.
أما بشأن الوصول الإنساني، فأكد الوزير أن الحكومة السودانية منفتحة تماماً على التعاون مع الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، وقد يسّرت منح التأشيرات والتصاريح، وسمحت بمرور المساعدات عبر جميع الممرات، بما في ذلك النقل الجوي من جنوب السودان إلى جنوب كردفان.
وفيما يتعلق بمزاعم انتهاكات الجيش، شدد معاليه على أن القوات المسلحة السودانية تمثل كل أطياف الشعب السوداني ولا ترتكب أية إنتهاكات لأنها جيش وطني ومهني بينما هناك أدلة موثقة وقاطعة يثبت إرتكاب مليشيا الدعم السريع لجرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك الإبادة الجماعية، والإغتصاب، والقتل، والإختطاف القسري وذلك بشكل منهجي متعمد.
وحول إمكانية دعم السودان للمعارضة التشادية قال السيد الوزير الحكومة السودانية لا تنوي دعم أي معارضة لتشاد، وتتمسك بالوسائل القانونية، بما في ذلك القضية الجارية أمام محكمة العدل الدولية، مع إحتفاظها بالدفاع عن نفسها بكل الوسائل حسب ما يتيحه لها ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.
وبشأن العلاقة مع إسرائيل، أوضح الوزير أنه لا علم له بزيارة رسمية من مبعوث سوداني، مشيراً إلى أن الحكومة نفت ذلك بشكل قاطع، أما بخصوص إيران، فأكد أن السودان أعاد علاقاته مع طهران وفق مبدأ المصلحة الوطنية، بعد إنقطاع دام سبع سنوات دون مبرر، وهو أمر لا يجب أن يُفسّر ضمن محاور الشرق أو الغرب.
كما جدّد التأكيد على أن السودان لا يرفض مبدأ وقف إطلاق النار إذا إنسحبت المليشيا من كل المناطق التي تحتلها وأوقفت عملياتها العسكرية ،وسلمت أسلحتها الثقيلة،وقد تقدم السودان بخارطة طريق واضحة للأمم المتحدة تتضمن تفصيلا لتلك الترتيبات.
شارك هذا الموضوع :