عبد الباري عطوان يكتب _ مباني اذاعة أم درمان وخدعة( مطار بغداد ) عام 2003

عبد الباري عطوان يكتب _ مباني اذاعة أم درمان وخدعة( مطار بغداد ) عام 2003

رصد _ السلطة

مباني اذاعة أم درمان وخدعة ” مطار بغداد ” عام 2003

عبدالباري عطوان – صحفي

عندما غزت أمريكا العراق عام 2003م وجهت أمريكا إعلامها ودعايتها الحربية والنفسية باتجاه مطار بغداد، وأصبحت كل وسائل الاعلام الغربية والامريكية وتصريحات قادة أمريكا وجيشها يتحدثون عن المطار، وعبر هذه الدعاية المكررة صورا للناس أن سقوط مطار بغداد يعني سقوط العاصمة العراقية بغداد.

وللأسف انطلت هذه الخدعة على الجيش وعلى الشعب العراقي، وسقطت معظم الإذاعات والقنوات الإخبارية العربية في هذا الفخ وبمجرد انتهاء معركة المطار وسقوطه بيد الأمريكان، انهارت معنويات الشعب والجيش العراقي، وسقطت بغداد بأكملها خلال ٣ أيام في يد الاحتلال الأمريكي.

اليوم يتكرر نفس السيناريو حرفياً في السودان، فإعلام الجيش السوداني والناطقين باسمه واسم كتائب الإسلاميين التي تتبنى هذه الحرب يتحدثون منذ شهور عن إذاعة أم درمان، ومن خلال تكرار الدعاية والتصريحات، صوّروا للناس أن الإذاعة هي الهدف الأول والأخير للمعركة وأنها تمثل معقل قوات الدعم السريع وأن استلامها يعني نهاية معركة أم درمان، على الرغم من أنها أصبحت مجرد أطلال ومباني بلا أجهزة ولا معدات.

يريد إعلام الجيش ومن ورائه كتائب الإسلاميين أن يصرفوا أنظار الشعب عن العاصمة المحتلة بما فيها من مباني سيادية مثل القصر الرئاسي ومجلس الوزراء ووزارة المالية ووزارة الداخلية ووزارة الخارجية ووزارة الثقافة ووزارة الصحة ووزارة الصناعة ووزارة التجارة ووزارة التربية ورئاسة الدفاع الجوي ورئاسة جهاز المخابرات ورئاسة الإحتياطي المركزي ورئاسة الشرطة العسكرية ورئاسة الضفادع البشرية ورئاسة الدفاع الشعبي ومعهد الاستخبارات العسكرية وأكاديمية جهاز المخابرات ومقرات الكتيبة الإستراتيجية ومجمع اليرموك للصناعات الدفاعية و80% من المدرعات الشجرة واللواء الأول آلي وقاعدة النجومي الجوية ومعسكر الدفاع الجوي جبل اولياء ومنطقة جبل أولياء العسكرية وكوبري المنشية وكوبري سوبا وكوبري المك نمر وكوبري الفتحياب ناحية الخرطوم وكوبري السلاح الطبي ناحية الخرطوم وكوبري الحلفايا ناحية بحري ، هذا على سبيل المثال لا الحصر.

هنا نحن نتحدث فقط عن الخرطوم ومحيطها ولم نتطرق إلى الولايات الأخرى مثل الجزيرة ولا ولايات دارفور ولا ولايات كردفان ولا النيل الابيض ولا سنار ولا القضارف ولا نهر النيل ولا المدن التي عددها الفريق ياسر العطا قبل أيام.