الحركة الاسلامية من الانقلاب الى الخراب

الحركة الاسلامية من الانقلاب الى الخراب
الإعلانات

“الحركة الإسلامية في السودان: من الانقلاب إلى الخراب”

متابعات -السلطة نت

في مثل هذا اليوم، يعود السودان ليتأمل جرحه المفتوح الممتد من 30 يونيو 1989 إلى 15 أبريل 2023، مرورًا بمحطات من الدم والخذلان والخراب.

 

لقد مضت أكثر من ثلاثة عقود على الانقلاب الذي قاده تنظيم الكيزان، مستغلًا الشعارات الدينية لخداع الناس وتبرير الاستيلاء على السلطة. غير أن ما تم بعد ذلك لم يكن مشروع حكم، بل مشروع نهب شامل لوطن بكامله.

لم يأتِ الكيزان لبناء دولة، بل لتقويضها. أسسوا نظامًا قمعيًا لا يعترف بالتعدد، ولا يؤمن بالديمقراطية، ولا يعرف من الدولة سوى مفهوم الغنيمة.

 

بدأوا باجتثاث المؤسسة العسكرية من كل من لا يدين بالولاء لهم، ثم تمددوا إلى القضاء والإعلام والخدمة المدنية، فحولوا الدولة إلى شركة خاصة للتنظيم.

قاموا بتصفية خصومهم السياسيين، ودشنوا بيوت الأشباح، وعسّكروا الحياة المدنية، وجعلوا الحرب وسيلة للحكم. حين اشتعلت دارفور، لم يقدّموا حلولًا بل سلّحوا المليشيات وأداروا الإبادة، وراحوا يمارسون سياسات التطهير العرقي بتبرير ديني فج. ارتكبوا مجازر في الجنوب، وفي جبال النوبة، وفي شرق السودان، وخرجت تقارير المنظمات الدولية تؤكد اغتصاب عشرات الآلاف من النساء، وجرائم حرب لا تُعدّ ولا تُحصى.

وعندما انتفض الشعب السوداني في ديسمبر 2018، لم يسلّم الكيزان السلطة، بل أعادوا إنتاج أنفسهم خلف الواجهة العسكرية، مستخدمين المجلس العسكري كأداة لإفشال الثورة، وفضّوا الاعتصام بدموية لا توصف. ثم عادوا مرة أخرى، متسللين من كل شق، إلى أن أشعلوا الحرب في 15 أبريل 2023، بتخطيط مسبق، كي يجهضوا الاتفاق الإطاري الذي كان يمكن أن ينقل السودان إلى عهد مدني ديمقراطي.

اليوم، يدفع الشعب السوداني الثمن. أكثر من 12 مليون نازح ولاجئ، ومدن مدمرة، واقتصاد منهار، وخسائر تقدّر بمئات المليارات، وآلة إعلامية كيزانية تروّج الأكاذيب، وتشيطن الثورة، وتحاول أن تصوّر الحرب على أنها “دفاع عن الوطن” بينما هي في حقيقتها حرب بقاء لتنظيم لا يملك الجرأة على مواجهة المحاسبة.

الدرس الأهم الذي تعلمه السودانيون اليوم، هو أن هذا التنظيم لا يمكن التعامل معه ككيان سياسي طبيعي. بل هو تنظيم تخريبي، يعيش على الحروب والانقلابات، ويخشى السلام لأنه يعني نهايته. إن استمرار وجود هذا التنظيم خطر على وحدة السودان، وأمنه، ومستقبله.

 

ولا يمكن للسودان أن ينهض من هذا الجحيم ما لم يتم تفكيك هذا التنظيم ومحاسبة قادته على الجرائم التي ارتكبوها منذ انقلابهم الأسود وحتى اليوم.

الطريق نحو الخلاص يبدأ من الاعتراف بالحقيقة: أن “الحركة الإسلامية” هي أصل البلاء، وأن محاسبتها ليست خيارًا سياسيًا، بل ضرورة وطنية وأخلاقية لبناء سودان جديد لا مكان فيه لمجرمي الحرب ولا لتجار الدين.

منقول من صلاح احمد

 

 

شارك هذا الموضوع :

Verified by MonsterInsights