محور إيران وراء اقالة وزير الخارجية السوداني

محور إيران وراء اقالة وزير الخارجية السوداني
متابعات – السلطة نت
الخبير الأمني/ مجدي شريف يكتب:
شهدت الساحة السياسية السودانية تطوراً مفصلياً تمثل في إقالة وزير الخارجية علي يوسف، في خطوة أثارت تساؤلات كثيرة حول خلفيات القرار وتوقيته. وإذا ما تجاوزنا السرد الرسمي، نجد أن هذه الإقالة لا يمكن فصلها عن تعقيدات الصراع بين محاور إقليمية ودولية متشابكة، تقف إيران في قلبها، مدفوعةً بأجندة التنظيم الدولي للإخوان المسلمين.
1/ تمت الإقالة كنتاج طبيعي للصراع الأساسي بين محور التنظيم الدولي للإخوان المسلمين المدعوم من إيران بين محور مصر الذي تدعمه الدول الخليجية، السعودية وقطر، تدعمه دوليا تركيا؛ ويرى المحور الاخواني الإيراني بضرورة إعادة الاخوان الى المشهد مجددا على صهوة القوات المسلحة ذات القيادات الإخوانية، وذلك حتى يستطيع هؤلاء ان يلعبوا دور الظهير لإيران في صراعها مع الغرب، واضعين في الاعتبار ان سياسة الرئيس الأمريكي دونالد جي ترامب تجعل من الاخوان وإيران اسمين لكائن واحد، بدليل استهداف حماس وحزب الله بذات القوة والشراسة؛
٢/ ما عجل بإقالة على يوسف هو انه محسوب على الاستخبارات المصرية، إذ تشير معلومات موثوقة إلى انه ظل خلال فترته القليلة أكثر نشاطا في خدمة وتنفيذ الأجندة المصرية في السودان أكثر من المصريين أنفسهم، فهو المسؤول السوداني الوحيد الذي هدد بضرب اثيوبيا في سابقة هي الاولى من نوعها؛
٣/ الى ذلك يرى الاخوان في الوزير على يوسف- من خلال معلومات قديمة – منذ ان كان دبلوماسي وسفير بالوزارة يرون فيه روح الانتهازية بعيدا عن روح الانتماء الى التنظيم التي يدعها، ليس ادعاء فحسب بل يوهم بعض البسطاء انه جزء ومن الدوائر الامنية؛
٤/ المرحلة القادمة هي مرحلة اسماها الجنرال حمدان دقلو بمرحلة (فزر البيض من الحميض) والمقولة تعني ببساطة التحقق من معرفة المناصرين الحقيقيين لمشروع ما، وهو ذات الأمر الذي أطاح بالوزير على يوسف، اذاً ما هو المشروع الخطير الذي أطاح بالوزير على يوسف، انه مشروع التعاون الإيراني السوداني الذي اعتمده التنظيم الدولي للإخوان المسلمين وذلك من خلال جعل السودان قاعدة حربية لمهاجمة أعداء إيران الإقليميين السعودية على وجه التحديد في حال تعرضت إيران لضربة من قبل الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل؛
٥/ قد يقول قائل ان السعودية كيف ذلك والسعودية جزء من المحور المصري الخليجي الذي تدعمه إيران؛ نقول التعاون داخل هذا المحور هو تعاون مرحلي فحسب، حيث تدعم مصر والدول الخليجية الجيش بهدف قطع الطريق على أي تحول مدني ديمقراطي وضمن استراتيجيتها اقصاء الاخوان في تغييرات داخلية من خلال تصفيتهم بالتعاون مع البرهان الذي يضمر ذات الهدف، واستخدام قوات درع السودان التي انشأها البرهان ويرعاها بنفسه، وهي تكن ولاء يشبه الولاء العشائري؛
6/ في ظل تسارع وتيرة التعاون الاخواني الإيراني – ذو المصير المشترك- طالبت إيران بحسب مطلعين بأبعاد على يوسف على وتعيين شخص يمكن التعاون معه بلا حدود او خوف، وذلك للاشتراك في نقل المعدات والاليات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني المهدد من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل الى السودان كما أشار تقرير موثوق نشر حديثا أكد نقل عتاد واسلحة ومعدات واليات وبرمجيات متعلقة بالبرنامج النووي الايران الى قاعدة عسكرية تحت الأرض في منطقة ما – في شمال السودان – حدد التقرير حداثياتها بالضبط؛
7/ كذلك، إقالة وزير الخارجية علي يوسف ليست حدثاً إدارياً عادياً، بل هي انعكاس لصراع إقليمي متصاعد تتصارع فيه مصالح التنظيم الدولي للإخوان المدعوم ايرانيا، وحسابات دول الخليج ومصر في منطقة البحر الأحمر والقرن الأفريقي.
شارك هذا الموضوع :