مايزال التايم لاين يضجُّ بسيرة استشهاد ها…

متابعات – السلطة نت
-مايزال التايم لاين يضجُّ بسيرة استشهادها،،
-هنــادي سكيـن.. أيقــونة في سجل المجد.
-استعراض مآثرها الإنسانية، وأدوارها البطولية، ومواقفها الوطنية..
-حاربت بالسكين، وعالجت المصابين، ورابطت مع النازحين..
سطرت أسمى معاني البطولة، وخلّدت ذكراها في ذاكرة الأحداث..
كان موتها ميلاداً جديداً للقيم التي عاشت من أجلها..
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..
على الرغم من مرور أكثر من أسبوع على استشهادها، مازالت الطبيبة السودانية هنادي النور داؤود جمعة الشهيرة “بهنادي سكين” تتصدر العناوين وتسيطر على منصات التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية، ومازال الحديث عن مآثرها، وقيمها الإنسانية، وأدوارها البطولية، ومواقفها الوطنية، يخطف السمع والقلوب والأفئدة، فقد رحلت الشهيدة هنادي سكين جسداً، وبقيت روحاً مُلهمة تمشي بخطى الفخر والإعزاز، يحسها الناس، ويرونها في كل موضع، وفي كل زاويةٍ وموقع، فقد كانت الشهيدة هنادي شمساً تشرق للجميع، فأين ما كانت الحاجة إليها، كانت حاضرةً لتداوي الجرحى، وتُنقذ المصابين، وتدعم المقاتلين، وتُأزر المستضعفين، ولها مع النازحين في المخيمات، صولات من مواقف المودة والرحمة وجولات، وتكن لها الشوارع والأزقة والحارات، فيوضاً من الوفاء والمحبة والانتماء.
في خندق القتال:
وانخرطت الشهيدة هنادي النور داؤود جمعة ضمن مئات الحرائر من ميارم دارفور، والتزمت خندقاً واحداً مع القوات المسلحة، والقوة المشتركة من حركات الكفاح المسلح، والقوات المساندة لها من المخابرات، والشرطة، والمستنفرين، والمقاومة الشعبية، وأبلت بلاءً حسناً في الدفاع والذود عن حياض فاشر السلطان، أدّاب العاصي والتي لقّنت متمردي الدعم السريع دروساً قاسية على مدار عامين كاملين حاولت خلالهما ميليشيا آل دقلو الإرهابية استباحة المدينة وترويضها لصالح الفكرة المجنونة بتشكيل حكومة موازية فذهبت كل طموحاتهم وتطلعاتهم أدراج الرياح، ولم يكن ذلك إلا بفضل ثبات القوات المسنودين بمواقف بطولية لميارم دارفور، حيث لعبت الشهيدة هنادي سكين دوراً بارزاً جعل منها أيقونةً، ورمزاً لبسالة النساء وصمودهن في وجه العدوان الغاشم، فكانت بحكم مهنتها كطبيبة تُداوي الجرحى، وتعالج المرضى، وزادت الأمر كيل بعير بحمل السلاح لتساند المقاتلين، فجمعت هنادي في شخصها نموذجاً يحتذى ويعتبر، لانصهار الجيش الأبيض مع الجيش الأخضر.
الاستشهاد الحدث:
ومثلما كانت حياتها حدثاً يحكي صمود المرأة، ونضالها، وثباتها، فقد كان استشهادها حدثاً هزَّ التايم لاين، حيث تناقلته وكالات الأنباء، والقنوات الفضائية، واحتفت به منصات التواصل الاجتماعي، وافتخرت به أسرتها التي طالبت المجتمع الدولي، ومنظمات حقوق الإنسان بالوقوف عند دلالات هذه الشهادة النبيلة، وتوجهت بالنداء إلى كل أحرار العالم ليكونوا شهوداً على بطولة ابنتهم التي ضحت بكل شيء من أجل الإنسانية، وأكد بيانٌ للأسرة كُتب بمداد اليقين والاطمئنان، أن روح الشهيدة هنادي الطاهرة، ارتقت إلى بارئها والفتاة في ذروة عطائها، سطرت بدمائها الذكية أسمى معاني البطولة، وحفرت برحيلها أعمق ندوب الحزن في قلوبنا، بينما كتبت ببذلها أبهى سطور المجد في سجل الأمة، وأن موتها لم يكن إلا ميلاداً جديداً للقيم التي عاشت من أجلها.
نعي الفرقة السادسة:
واستمرت عروض مهرجان الاحتفال باستشهاد المقاتلة الجسورة، والطبيبة الإنسانة، هنادي النور داؤود جمعة الشهيرة “بهنادي سكين” فكان الوفاء من الفرقة السادسة مشاة الفاشر التي نعتها بحروف باكية حكت قصصاً من مواقفها البطولية حتى لحظة استشهادها، مؤكدة أن الشهيدة هنادي سكين، كانت سكيناً في الخطوط الأمامية، تقدم روحها قبل جسدها، تسعف الجرحى والمصابين في معركة زمزم، إثر الهجوم الوحشي الذي شنّته ميليشيا التمرد على المعسكر
وقالت الفرقة السادسة بالرغم من استشهاد كامل الطاقم الطبي بالمعسكر، إلا أن هنادي رفضت أن تغادر الميدان، فواصلت أداء واجبها الإنساني والوطني حتى أصابتها رصاصة غادرة أصابت كليتها إصابة عميقة، حيث تعذّر إسعافها بسبب كثافة النيران وانعدام الوسائل، وتم إخلاؤها إلى منزلها، حيث بقيت تنزف حتى المساء دون أن تجد من يوقف نزيفها، لترتقي روحها الطاهرة إلى بارئها، شهيدة الوطن والمبدأ والضمير، وقالت الفرقة السادسة مشاة الفاشر، إن هنادي قد استشهدت، ولكنها لم تُهزم، فإنها لم تكن مجرد طبيبة، بل كانت رمزاً لفدائيات الفاشر، ولميارم السودان، بل للنساء اللاتي يصنعن المجد بدمهن، فهنادي سكين لم تسقط ، ولن تسقط، بل ستبقى مرفوعة في وجوه المرتزقة حتى يتحقق النصر ويُؤخذ الثأر.
قتال بالسكين:
وبمثل كان الفرقة السادسة مشاة الفاشر، وافراً في عروض الاحتفاء بالشهيدة هنادي سكين، فقد شكلت القوة المشتركة حضوراً أنيقاً من خلال المتحدث الرسمي باسم القوة المشتركة العقيد أحمد حسين مصطفى الذي خصَّ الكرامة بإفادة تناول فيها مآثر شهيدة الوطن هنادي النور داؤود جمعة التي قال إنها تخرجت حديثاً في كلية الطب، لكنها اختارت البقاء والثبات داخل معسكر زمزم للنازحين من أجل خدمة أهلها الذين كانوا يواجهون ظروفاً إنسانية كارثية افترشوا من خلالها الأرض، والتحفوا السماء، مبيناً أنه عندما كثَّفت ميليشيا الجنجويد هجماتها على المعسكر، اختارت هنادي أن تكون في الخطوط الأمامية مع رفاقها في المقاومة الشعبية، يتصدون للميليشيا، ويدافعون عن النفس والأرض والعرض، وأكد العقيد حسين أن هنادي لم تكن تمتلك سلاحاً، بل تحمل سكيناً وتنطلق لمواجهة العدو الذي يمتلك ترسانة عسكرية حديثة، مبيناً أن هنادي النور قاتلت العدو، في ثبات وصمود حتى أتاها نداء مولاها، وفاضت روحها إلى بارئها، لتذهب إلى من هو أرحم وأحن وأكرم، وأكد المتحدث الرسمي باسم القوة المشتركة العقيد أحمد حسين مصطفى، أن الشهيدة هنادي قدمت درساً ونموذجاً يحتذى، وكانت رمزاً وفخراً للمقاومة الشعبية، جعلت من شجاعتها مثالاً تتحدث عنه ميادين البطولة والشجاعة، فغابت بجسدها، ولكن سيرتها ستظل باقية في وجدان الشعب السوداني ما بقيت الحياة.
خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر، ستبقى الشهيدة هنادي النور داؤود جمعة، الشهيرة “بهنادي سكين”، واحدةً من أيقونات الشجاعة والجسارة التي قدمتها حرب الكرامة الوطنية، وسطرت اسمها بأحرف من ضياء وفخر ووفاء في سِفر التضحية والفداء، فبقدر ما خلّف رحيل الشهيدة هنادي ألماً وجرحاً نازفاً في النفوس، فقد تركت سيرتها المضمخة بعطر البسالة فخراً وشموخاً تشرئب له الرؤوس، فهنيئاً لهنادي هذا الهناء في الدنيا، وهي قطعاً حيةً الآن في الآخرة تُرزق من نعيم جنةٍ عرضها السموات والأرض.
شارك هذا الموضوع :