المدنيون في السودان يدفعون ثمن الحرب انتهاكات وموت وتشريد

المدنيون في السودان يدفعون ثمن الحرب انتهاكات وموت وتشريد
الإعلانات

المدنيون في السودان يدفعون ثمن الحرب انتهاكات وموت وتشريد

 

السلطة نت – تقرير – محمد أحمد علي يونس

 

في ظل تصاعد حدة المعارك الضارية بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” لا يزال المدنيون العالقون وسط القتال يتعايشون مع قسوة انتهاكات وفظائع الحرب الممتدة، وعلى رغم تأكيدات كل الأطراف على الحوجة الملحة لتلك الحماية، لكنها تغيب على الأرض تواجه عديداً من العقبات.

 

وكثفت قوات “الدعم السريع” من قصفها المدفعي على الأحياء السكنية في كل من شمال مدينة أم درمان والفاشر، وهاجمت مسيراتها ولاية نهر النيل شمالاً والأبيض غرباً، من دون أن تردعها الإدانات الدولية المتتالية عن التمادي في الانتهاكات ضد المدنيين، بينما يواجه الجيش السوداني اتهامات متكررة ظل ينفيها مراراً بشن غارات جوية على مناطق مكتظة بالمدنيين، بخاصة غرب البلاد، راح ضحيتها العشرات من المدنيين.

 

قتل وتصفيات

 

وخلال الفترة الماضية لفت مقطع فيديو صادم تداولته وسائل التواصل الاجتماعي الانتباه على نطاق واسع، إذ أظهر جنوداً من الجيش يقومون بتصفية شخص أعزل بوابل من الرصاص من مسافة قريبة، ليفتح تساؤلات من جديد حول مدى الالتزام بالقانون الدولي الإنساني، وحجم المخاطر التي قد يتعرض لها المدنيون أثناء الحرب، وأثار موجة من الغضب والاستياء في عديد من الأوساط والمجموعات الحقوقية في البلاد.

 

استنكار وإدانة

 

رداً على الفيديو بادر الجيش السوداني بإصدار بيان ادان فيه الحادثة واعتبرها تجاوزاً فردياً مستهجناً بتصفية رجل أسير، ووعد بإحالة مرتكبي حادثة إطلاق النار إلى التحقيقات ومحاسبتهم.

 

وجدد المتحدث باسم الجيش السوداني العميد ركن نبيل عبدالله التزام الجيش بالقانون الدولي الإنساني فيما يختص بمعاملة الأسرى، معتبراً أن إطلاق النار على الأسير يتعارض مع مبادئ حقوق الإنسان والدين الإسلامي وقانون القوات المسلحة.

 

من جانبها علقت لجان مقاومة منطقة أم بدة (الراشدين) في أم درمان على الفيديو بقولها إن أحد سكان المنطقة تعرض للتصفية في الشارع العام من قبل جنود للجيش من دون محاكمة أو تحقيق.

 

في المقابل اتخذت قوات “الدعم السريع” من مقطع الفيديو دليلاً لمهاجمة سلوك جنود الجيش، ووصفت الحادثة بأنها امتداد للجرائم الشنيعة ضد المدنيين العزل، بما ينافي الأخلاق والقوانين والأعراف الدولية ويستدعي إدانة فورية من قبل الجهات الحقوقية والمنظمات الإنسانية.

 

آخر الاهتمامات

 

في السياق يرى الباحث الاجتماعي والنفسي أحمد حامد أن استخدام المدنيين دروعاً بشرية وتعريض أرواحهم وممتلكاتهم للخطر، كان ولا يزال من سمات هذه الحرب المستمرة بصورة يومية من دون أدنى مؤشرات إلى الاهتمام بحماية المدنيين وكأنهم خارج حسابات الطرفين بدرجات متفاوتة.

 

ولفت الانتباه إلى أن استمرار تحصن قوات “الدعم السريع” وإقامتها للقواعد والمتاريس داخل الأحياء السكنية، بما يفاقم الخسائر البشرية وسط المدنيين، ويدفع بالجيش في بعض الأحيان إلى إخلاء السكان حتى يتمكن من استخدام الأسلحة الثقيلة.

Verified by MonsterInsights