تحليل فني لفيديو كليب طه سليمان سوداني_كياني

تحليل فني لفيديو كليب طه سليمان سوداني_كياني
متابعات- السلطة نت
كتبت سلا اسامه
أولاً: الإخراج والتصوير
-نقاط القوة:
واضح إنو في ميزانية كويسة للكليب، وده بيظهر في جودة الصورة العالية، واستخدام معدات احترافية (كاميرا عالية الجودة، إضاءة متوزعة كويس ومدروسة، وكادرات نظيفة).
استخدام الإضاءة الملونة والنيونات في بعض المشاهد أضاف طابع عصري وشبابي، بتشبه كليبات الفنانين الأفروبيتيين الكبار زي Burna Boy وDavido.
في تنوع في الزوايا: لقطات قريبة (close-ups)، وزوايا منخفضة (low angles) بتحاول تدي طه حضور قوي.
الانتقالات الديناميكية بتدي طاقة في الكليب، وفيها حس استعراضي واضح.
بالتالي واضح في رغبة كبيرة في تقديم شكل عالمي من حيث الحركة السريعة للكاميرا، الزوايا المتنوعة، والانتقالات الديناميكية.
في اعتماد كبير على اللقطات القصيرة والمتغيرة بسرعة (Quick cuts)، وده من خصائص كليبات الأفروبيت.
نقاط الضعف:
الكاميرا بتتحرك مع الإيقاع، لكن مرات في زحمة بصرية بسبب سرعة القطع وتكرار المشاهد المتشابهة بدون داعي درامي. يعني مرات في لقطات كتيرة بتمشي بسرعة بدون هدف واضح، وده بيشتت المشاهد.
غياب الرؤية الإخراجية و السرد البصري، فمافي قصة، ولا حتى تسلسل بصري منطقي. المشاهد عبارة عن رقص بحركات مكررة، بدون أي “تصاعد” درامي أو بصري. (بتحس نفسك بتشوف في لوحات سمحة لكن منفصلة مافي رابط بينها)
وغياب الخط السردي او القصصي، أو حتى التحوّل البصري البسيط، بيخلي الكليب يظهر كأنه Loop طويل من الرقص والاستعراض.
في أحيان كثيرة، يغيب طه كمحور رئيسي للمشهد وفي مشاهد كتيرة بيظهر كأنو ضيف وسط الراقصين، وده بيأثر على حضوره كفنان رئيسي يعني مرات بتحسي كأنو مجرد مشارك في فرقة استعراضية، مانجم العمل.
التكرار: في تكرار كتير في نوعية اللقطات (الرقص، تكرار نفس الزوايا)، بعد دقيقة ونص تقريباً المشاهد بيحس إنو شاف كل حاجة.
الفيديو بيكرر نفسه في النهاية، وما في أي climax بصري. ومابيخلي المشاهد عنده إحساس بالختام.
ثانيًا: الأزياء والاستايل:
-نقاط القوة:
الأزياء ملفتة للنظر وفيها ألوان زاهية جداً، لامعة ومشعة وخامات متنوعة، و دي اختيارات حديثة بتتماشى مع توجه الموضة الأفريقية المعاصرة.
في اهتمام واضح بالتفاصيل، خصوصًا في أزياء الراقصين والراقصات.
طه ظهر بأكثر من لوك، وده أضاف تنوّع بصري ولو بسيط.
نقاط الضعف:
ما في أي ربط مباشر مع الأزياء السودانية، لا تقليدية ولا حتى معاصرة برؤية سودانية. (ماعدا ظهور خجول للتوب وما كان قطعة فنية)
الأزياء كانت أقرب لأزياء كليبات نيجيرية/غانية، مع طابع غربي أكثر من أفريقي حتى المكياج الافريقي ما استلهم من الهوية الجنوب سودانية.
وطبعًا غياب الربط بين الحداثة والجذور السودانية… و ده شيء لو اتعمل كان ممكن يخلق هُوية بصرية خاصة ومميزة.
ثالثًا: الرقص
نقاط القوة:
الرقص متقن جداً من حيث التكنيك. الراقصين/الراقصات عندهم لياقة واضحة وتناسق حركي جيد.
الحركات متماشية مع إيقاع الأغنية، وده جزء مهم في كليبات الأفروبيت.
في طاقة حلوة وواضحة في الحضور الجسدي، والحركات مصممة بأسلوب استعراضي حديث.
نقاط الضعف:
غياب للمسة سودانية في الرقص. لا رقص شعبي، ولا استلهام من رقصات سودانية معروفة حتى بتصرف حديث.
الرقص رغم قوته، مكرر ومُعاد بصريًا من ستايل الأفروبيت الحديث وما فيو تصاعد أو تنوّع كافي للحفاظ على شد انتباه المشاهد طوال المدة.
الرقص كان محور الكليب كله، و ده خلى كل العناصر التانية مكملة و تابعة ليهو.
رابعًا: الكلمات والموسيقى والأداء الصوتي
نقاط القوة:
التراك جيد من ناحية المزج الصوتي (mixing) والنقاء (clarity).
الإيقاع راقص، يتماشى مع طبيعة الأفروبيت.
نقاط الضعف:
اللحن مكرر، وما في أي لمحة موسيقية مبتكرة أو مميزة.
الكلمات سطحية، تكرارية، ما بتخدم فكرة “سوداني كياني” بشكل جاد.
الكورس مكرر بشكل مبالغ فيه، وما بيدّي طه فرصة يستعرض إمكانياته الصوتية.
صوت طه سليمان، المعروف بقدراته العالية، ما مستغَل إطلاقًا، وكأنو بيغني بس بصوت مريح خالي من الانفعالات أو الطبقات الصوتية الممكن تميّزو.
خامسًا: الديكور
الخلفيات عبارة عن مواقع داخلية mostly، فيها ديكور جميل لكن مافي طابع سوداني واضح ومؤثر.
في اعتماد على الفخامة البصرية (لمعة، إضاءات ملونة، ستيجز)، وده كويس كصورة لكن ما عندو علاقة بالعنوان (سوداني كياني) أو الرسالة المفترضة.
ماحبيت الأعلام كدلالة واضحة على السودان وجنوب السودان، كان ممكن يستخدم ديكور فيه طابع البلدين.
سادسًا: الهوية السودانية
ده أهم محور، لأنه الكليب اسمه “سوداني كياني”، فطبيعي يتوقّع الناس عمل بيركّز على الهوية السودانية في الشكل، المضمون، والجو العام.
ما في أي رمز بصري أو جمالي بيشير للسودان. لا مشاهد، لا بيئة، لا طقوس، لا أزياء، لا هوية سودانية ظاهرة.
حتى الكلمات نفسها فارغة من أي مضمون يعبر عن الكيان السوداني بشكل فعلي. مجرد تكرار للعنوان بدون شرح أو سرد أو وصف.
ولو شالوا اسم الأغنية، المشاهد ما حيقدر يخمّن إنو دا كليب سوداني إطلاقًا.
ماعندي مشكلة مع أجواء الفرح ولا كنت منتظرة كليب عن أجواء الحرب، بالعكس بحب عكس أجواء الفرح وسط الظروف دي لكن كنت بتمنى يكون في تناسق مابين الاسم (سوداني كياني) و مضمون الفديو كليب.
وسط الزخم البصري العالمي ده، بتظهر لمحات خفيفة تشير للهوية السودانية:
واحدة من حركات الرقص بتتضمّن السلام بالكتف، واللي هو طريقة السلام السوداني التقليدي، ودي لمسة جميلة عفوية.
كمان بيظهر في واحد من المشاهد شنط “Samsonite” وشنط قديمة بتشتهر بها البيوت السودانية قديماً، وكمان ديكور على الحيطة فيه “أطباق” مستوحاة من أطباق السعف السودانية، معمولة بطريقة أقرب للـ”مندالا”، وده بيدي طابع بصري محلي في خلفية المشهد.
لكن للأسف، الإشارات دي خفيفة وماكانت بتضمن رؤية متكاملة. يعني أقرب لزينة إضافية، مامركزية في الفكرة أو السياق البصري.
عمومًا:
كليب مشغول كويس إنتاجياً، لكن عنده أزمة هوية بصرية واضحة. كأنه عمل فنان أفريقي عام، ما سوداني بالتحديد. ما في قصة، وما في رسالة واضحة، غير البهجة والرقص والـVibes الحلوة.
وياخوانا، تحليلنا هنا ما بنفي مجهود الإخراج من حيث التقنية، لكن بنلفت للنقطة الجوهرية: الكليب متقن من حيث الشكل، لكن فاضي من حيث الرؤية.
-الخلاصة
إيجابيات:
جودة تصوير عالية.
رقص احترافي وطاقة حركية قوية.
تناسق أزياء وإضاءة مميز.
سلبيات:
غياب القصة والهوية البصرية السودانية.
ضعف الكلمات واللحن.
تكرار بصري وموسيقي ممل بعد الدقيقة الثانية.
ملحوظة لا بد منها:
رغم الانتقادات الكتيرة الحاصلة حول “تقليد” طه سليمان لمحمد رمضان، إلا إنو المقارنة دي ما في محلها. مافي تشابه حقيقي لا في الأداء، ولا في الشكل، ولا حتى في الحضور الكاريزمي. ببساطة، طه ما بيقلد محمد رمضان.
الأفروبيتس كستايل موسيقي بصري بيقوم على التغذية البصرية المكثفة: الرقص، الأزياء، الكادرات المتنوعة، والسرعة في المونتاج والقطع البصري وده شيء ما خاص بمحمد رمضان براهو، دي مدرسة إنتاج كاملة، وطه هنا بس اختار إنه يكون جزء منها. المشكلة ما في الاستايل، المشكلة في كيف تمت معالجة الاستايل ده من غير أي بصمة سودانية، ومن غير أي معنى حقيقي أو تعبير عن “سوداني كياني”.
ملحوظة مهمة:
رغم الملاحظات التحليلية والنقدية أعلاه، لكن لا بد من الإشارة إلى إنو في ظل الحرب والظروف الحالية، الكليب ده – بيبقى جهد يُحسب لطه وفريقه، كمحاولة لصناعة منتج فني بصري ضخم وسط واقع شديد الصعوبة. وده في حد ذاتو شيء إيجابي يستحق التقدير، خاصة إذا تم استثمار التجربة دي في أعمال قادمة برؤية أكثر وضوحًا وارتباط بالهوية.
كمان، الكليب بيفتح باب مهم للنقاش حول سؤال مركزي:
“هل ممكن نصنع أفروبيت سوداني الهوى؟”
يعني مابس بالنمط النيجيري أو الغاني، لكن نخلق استايل بصري وموسيقي بيعبر عن ثقافتنا المحلية، عن نيلنا، إيقاعاتنا، ملابسنا، ورقصاتنا، بطريقتنا… هل ممكن؟
وختامًا: التحليل ده من باب اننا نتعلم سوا ونستفيد من التعليقات على المنتج الفني السوداني عشان نتطور كفنانيين ونطور من منتجنا.
اما طه الفنان والانسان فأنا من أكبر المعجبين بفنه وبمواقفه الانسانية في الحرب وليه معزة خاصة عندي.
شارك هذا الموضوع :